ليس من المروءة أن تصبح حياة الناس مصدر ثرثرة وتسلية بالنسبة لنا.. وليس من الاحترام أن نستبيح خصوصيات الآخرين، لمجرد أنهم لاعبو كرة قدم ونجوم ومشاهير.. قرر أحدهم مثل أى زوج يحمل تقديرًا لزوجته الوفية المخلصة أن تشاركه لحظة فرحه ونجاحه، فلم يتردد فى إعلان حبها وتكريمها وشكرها أمام الجميع لصبرها ومثابرتها ووقوفها بجانبه فى اللحظات والمطبات الصعبة التى تواجه كل إنسان ناجح.. هى بالفعل جزء أصيل من نجاحه وتستحق مشاركته فى لحظات تتويجه.. تلتقطها عدسات الكاميرات.. لتصبح مادة للتفصيص والتمحيص والتشريح والتحليل الدقيق لكل شيء فيها: ملابسها وجسمها وشكلها ومكياجها وحذاؤها بل وطرح السؤال العبثى الذى ينم عن بلاهة منقطعة النظير.. هل كانت تستحق الزواج من ذلك النجم أم لا ؟! حدث ذلك مع كثير من زوجات اللاعبين اللاتي تعرضن لتربص ظالم بل وأحيانًا فاجر.. ماجى محمد صادق زوجة نجمنا الكبير محمد صلاح كانت الأخيرة فى هذا الشأن.. سبقتها فى ذلك كثيرات.. صابرين زوجة عصام الحضرى تعرضت لحملة شرسة هى وزوجها بعد أن قررت خلع الحجاب.. يارا نعوم زوجة نجم الأهلى السابق عماد متعب مادة خصبة للتربص مع كل صورة تظهر بها.. قدرية زوجة نجم الزمالك حازم إمام لم تسلم من الغمز واللمز بسبب محدودية جمالها أمام زوجها «الجان».. العكس تمامًا تعرض له شادى محمد لاعب الأهلى بسبب زوجته فائقة الجمال.. لقاء الخميسى زوجة نجم الزمالك السابق محمد عبدالمنصف تعانى من انتهاك الخصوصية بشكل مضاعف، تارة لأنها فنانة وتارة لأنها زوجة لاعب مشهور.. المهم أن ظاهرة التربص بزوجات اللاعبين صارت غريبة ومتكررة، وبمجرد أن تتسلل بعض أخبار حياتها الشخصية أو أى صورة أو حدث متعلق بتفضيلاتهما الشخصية وطريقة حياتهما وعلاقاتهما الإنسانية أو الاجتماعية نرى نهرًا جارفًا من التندر و«الألش الرخيص»! معاناة التربص حرص نجم المنتخب المصرى ولاعب فريق ليفربول الإنجليزى محمد صلاح على اصطحاب زوجته وابنته مكة خلال تتويجه بجائزة أفضل لاعب بالدورى الإنجليزى، بعث صلاح بهذه اللقطة رسالة تقدير لأسرته الصغيرة واحترامه وحبه لزوجته «ماجى محمد صادق» المعروف عنها دعمها الدائم والكبير لصلاح خاصة وأنها كانت حب الطفولة بالنسبة له. وكان أول ظهور لها فى ملعب الإنفيلد احتفالًا بحصول زوجها على جائزة الحذاء الذهبى، كهداف للموسم فى الدورى الإنجليزى الممتاز ورغم إشادة الكثيرين بطلتها الأنيقة، فإنها لم تسلم من بعض الألسنة السليطة التى تناولت بالنقض شكلها وملابسها. «قدرية» تزوجت حازم إمام لاعب منتخب مصر ونادى الزمالك السابق، وأنجب منها 3 بنات، ولطالما يشيد حازم إمام بمدى حبه لزوجته، وتحملها الكثير من متاعب مهنته كلاعب ومذيع رياضى حالى. لكنها عانت من التربص لأسباب لا تشير إلا لأمراض نفسية لدى من يرددها بداية من «اسمها البلدى» ثم محدودية جمالها أمام الثعلب الصغير حازم إمام.. وأخيرًا أنها كانت «فال سيئ» على أحد أبرز أساطير الكرة المصرية فى عهدها الحديث والذى أعلن اعتزاله بعد 3 أعوام تقريبًا من زواجه ب«قدرية» حيث اتهموها بأنها أوقفت نجم الزمالك «اللامع» عن مواصلة مشواره مع الكرة، حيث بدأ مستواه فى الهبوط بعد عام 2003 الذى دخل فيه إمام الصغير عش الزوجية وفشل فى استعادة مستواه الفنى الأمر الذى دفع اللاعب إلى إعلان الاعتزال. زوجة «الفال السيئ» خطفت يارا نعوم زوجة لاعب منتخب مصر والنادى الأهلى السابق عماد متعب، الأضواء، بعد أن حصلت على لقب ملكة جمال مصر فى عام 2008، وعلى الرغم أنها الآن بعيدة قليلًا عن أجواء الإعلام، وتحرص من فترة لأخرى على مشاركة متابعيها عبر مواقع التواصل الاجتماعى بنشر صورها برفقة بناتها وهن بإطلالات مختلفة وأنيقة. لكنها لا تسلم من التقييم والتدخلات الفجة فى حياتها خاصة بعد اتهامها بأنها من قربت متعب لخط النهاية فى الملاعب المصرية بسبب أنها «فال سيئ»، فضلًا عن المشاكل التى كان أبرزها أزمته مع أحد السائقين فى شارع مراد بسبب مغازلة زوجته وكذلك تورطه فى أزمة مع ضابط شرطة بسبب «كلبشة» سيارته فى وجود زوجته، بالإضافة إلى شبح الإصابات الرهيب الذى فشل معه متعب فى استعادة بريقه من جديد وهو ما ربطه البعض بزوجته. وتندرج نفس الفكرة السابقة على محمد عبدالمنصف حارس الأبيض السابق الذى ارتبط بالفنانة لقاء الخميسى أثناء وجوده داخل القلعة البيضاء، وهو ما أعقبه استقبال اللاعب لأهداف بالجملة فى لقاءات القمة الشهيرة، بالإضافة إلى تراجع مستواه بالشكل الذى دفع مسئولى الزمالك إلى إطلاق سراحه بسبب فشله فى استعادة مستواه السابق الذى كان عليه عندما كان لاعبًا فى صفوف مزارع دينا، وذلك بعد زواجه بالفنانة الشهيرة التى تندر البعض عليها بشكل سخيف بأنها «خلصت عليه». أما حارس مرمى المنتخب المصرى عصام الحضرى فتزوج من «صابرين رضا»، وأنجب منها 5 أبناء، وهم على الترتيب شدوى وشاهندا وشاهيناز وياسين، وآخرهم شايان.. وتعرضت حياتهما لانتهاك صارخ خاصة بعد أن خلعت «صابرين» الحجاب حيث تعرض الحضرى لكثير من الانتقادات الجارحة. غالى وصبحي رغم أن زوجات اللاعبين تحت الميكروسكوب وهو ما جعل الكثيرين منهم يضربون سياجًا من الكتمان والسرية على حياتهم الخاصة بل والحرص على عدم ظهور زوجاتهم.. لكن بعض اللاعبين ظهرت زوجاتهم ومر الأمر بسلام وهو ما يشير إلى وجود انتقائية فى حالات التنمر والتربص التى تحدث.. نجم النادى الأهلى حسام غالى الذى يلقب بالكابيتانو تزوج بعد قصة حب، من سيدة مصرية تسمى «لميس أبو الفتوح» منذ حوالى 11 سنة، وأنجب منها ولدين، وحرص غالى على بقاء حياته الشخصية بعيدة عن الأضواء. وشاركت زوجة الكابيتانو وأبناؤها فى مباراة اعتزال غالى أمام أياكس الهولندى فى الإمارات وظهرت وهى تحييه وتحتضنه. بل حرص على نزولها الملعب ووجه لها التحية والاعتذار عن أوقات عصبيته معها والانشغال عن أسرته. والحالة نفسها يعيشها رمضان صبحى لاعب فريق الأهلى والمحترف فى صفوف ستوك سيتى الإنجليزى الذى يبلغ من العمر 20 سنة، والذى تزوج فى أول أيام عيد الفطر بالعام الماضى من حبيبة ابنة إكرامى الشحات حارس مرمى النادى الأهلى السابق. حيث بدأت القصة بحضور حبيبة مع شقيقها شريف حارس مرمى الأهلى فى أحد التمارين، وعندما رآها رمضان صبحى أحبها من النظرة الأولى. ولم يخجل «صبحى» من وصف زوجته خلال وسائل الإعلام «بوش السعد» عليه، حيث فاز اللاعب مع النادى الأهلى ببطولة الدورى، وجاءت له فرصة للاحتراف فى نادى «ستوك سيتى» الإنجليزى، لكن للأسف هبط ناديه هذا الموسم إلى دورى الدرجة الثانية..فهل يتم إلصاق المسألة فى «حبيبة»؟! استباحة الخصوصية الفرق كبير بين التعليق اللطيف والنقد الجائر.. بين الكلمة الطيبة ولو كانت ناقدة وبين التندر والسخرية الجارحة التى لا تحترم خصوصية الآخرين وحقهم فى الاختيار.. بل وتشير إلى مجتمع افتراضى غير متزن ومليء بالمشاكل والأمراض النفسية التى تخرج فى ممارسة ثقافة «التحفيل» على السوشيال ميديا ولا يرى أن ما يفعله خطيئة كبرى.. فلا أحد يحب أو يريد أن تكون حياته الشخصية مرتعًا للقيل والقال، لكنه لا يتورع عن الخوض فى حياة الناس فى تناقض مذهل وازدواجية غريبة، فتراه يشعر بلذة عجيبة وهو يتغذى على نهش خصوصيات الناس ويجعل من حياتهم مادة للسخرية والفكاهة والتندر والهمز واللمز وإبداء الآراء الشخصية فى اختياراتهم بشكل فج دون أدنى وعى أو فهم لمغزى الحكمة الرائعة التى تقول «أحبنى أو اكرهنى لكن احترم خصوصيتى».