يتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسى - غدا الأحد - إلى العاصمة السعودية الرياض، فى زيارة رسمية تستغرق يوما واحدا، يبحث خلالها مع العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز، سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين فى العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية. كما يقوم الرئيس السيسى - خلال الزيارة - بدعوة سلمان لحضور القمة العربية التى تستضيفها القاهرة الشهر المقبل، فضلا عن دعوته للمشاركة فى مؤتمر دعم الاقتصاد المصرى المقرر عقده فى شرم الشيخ من 13 إلى 15 مارس المقبل. وذكرت مصادر أن الزيارة ستتطرق إلى عدم التزام قطر ببنود المصالحة الخليجية، وتراجع أمير قطر عن الالتزامات والتعهدات التى سبق له أن وقع عليها أمام الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، بحضور أمير الكويت العام الماضى، فضلا عن بحث تشكيل تحالف «خليجى مصرى أردنى» للقضاء على الإرهاب بالمنطقة، إضافة إلى مستجدات الأوضاع فى ليبيا والعراق وسوريا واليمن والقضية الفلسطينية، كما سيتم خلال اللقاء التشاور بين الزعيمين المصرى والسعودى حول مسار المفاوضات التى جرت بين الدول الكبرى 5 + 1 مع إيران حول ملفها النووى. يذكر أن العلاقات الاقتصادية بين مصر والسعودية تحظى بأهمية كبرى، خاصة أن مؤتمر دعم مصر جاء بمبادرة من الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، كما أرسل الملك سلمان بن عبدالعزيز وزير ماليته إلى القاهرة للمتابعة والتنسيق مع الحكومة المصرية حول المؤتمر وتحقيق الغرض منه والمتمثل فى ضخ استثمارات تفوق العشرين مليار دولار التى تستهدفها الحكومة المصرية فى هذه المرحلة، بهدف إطلاق حزمة من المشروعات الضخمة تمثل قاطرة لحركة التنمية فى المرحلة المقبلة. كما تأتى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى المملكة عقب نشاط سياسى مكثف قام به العاهل السعودى خلال الفترة الماضية، كانت فيها الرياض مسرحا لتحركات سياسية ودبلوماسية متعددة الاتجاهات، سواء على المستوى الخليجى أو العربى أو الدولى، محورها التهديدات المتزايدة التى يقوم بها تنظيم داعش، وسيطرة الحوثيين على اليمن، حيث أجرى الملك سلمان مشاورات مع قادة دول الخليج، والملك عبدالله الثانى ملك الأردن الذى التقاه فى الرياض الأربعاء الماضى، وزيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان التى تبدأ اليوم السبت إلى السعودية يلتقى خلالها الملك سلمان بعد لقاء العاهل السعودى مع الرئيس عبدالفتاح السيسى. وتأتى القمة «المصرية - السعودية» لتضع حدا للشائعات التى روجتها جماعة الإخوان الإرهابية حول العلاقات السعودية مع مصر بعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز التى استغلتها قطر فى محاولة لتكريس سياسة شرذمة وتفتيت المنطقة العربية، إلا أن الملك سلمان وفى خطوة لها دلالتها حسم الأمر فى مكالمة هاتفية مع الرئيس عبدالفتاح السيسى فى التاسع من فبراير الجارى أكدت مواقفه من مصر ومن علاقات المملكة بمصر، وأن موقف المملكة تجاه مصر واستقرارها وأمنها ثابت لا يتغير، وأن السعودية تقف إلى جانب الحكومة المصرية وشعبها فى فترة تخوض فيها مصر حربا مصيرية ضد الجماعات التكفيرية فى سيناء، وتنظيم داعش الإرهابى فى ليبيا، وشدد الملك سلمان على أن ما يربط البلدين نموذج يحتذى به فى العلاقات الاستراتيجية والمصير المشترك، وإن علاقة المملكة ومصر أكبر من أى محاولة لتعكير صفو العلاقات المميزة والراسخة بينهما. وكان العاهل السعودى أبدى غضبا شديدا حيال البيان الذى أصدره الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجى الخميس قبل الماضى وتبنى فيه المواقف القطرية تحت ضغوط مارستها عليه الدوحة، مما أرغم عبداللطيف الزيانى أن يعدل من موقفه ويصدر بيانا فى نفس اليوم يعكس فيه المواقف الحقيقية لدول مجلس التعاون الخليجى من مصر، وكان العاهل السعودى قد استدعى الزيانى إلى مكتبه على خلفية موقفه المرتبك من مصر، وأبدى حياله غضبا شديدا، وعدم رضاه عن عمل هياكل مجلس التعاون الخليجى، ومآخذه على طريقة عمل الأمانة العامة بشكلها الراهن، وهو ما أحرج الأمين العام لمجلس التعاون الذى خرج مرتبكا وممتقعا. وأشارت مصادر إلى أن المملكة العربية السعودية، ومعها دولة الكويت، والإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين تعول على استعادة مصر لدورها القيادى والمحورى الذى ينعكس إيجابا على المنطقة العربية، من خلال تأسيس حلف عربى قوى يكون بمقدوره حسم ملفات معقّدة لم تعد تحتمل التأجيل لما تنطوى عليه من تهديدات على غرار ملف تنظيم داعش الذى يتمدد من قواعده فى العراق وسوريا إلى ليبيا، وملف جماعة الحوثى التى أحكمت قبضتها على اليمن، وتتأهب لإعلان دولة شيعية موالية لإيران تتيح لها التحكم فى مضيق باب المندب الذى تمر منه ثلث التجارة الدولية، ويمثل التحكم فيه تهديدا مباشرا للسعودية ومصر.∎