أسعدنى الحظ وحضرت انتخابات التجديد النصفى لأعضاء مجلسى الكونجرس الأمريكى (النواب والشيوخ) التى أُجريت فى الرابع من نوفمبر الجارى والتى كانت بمثابة استفتاء على أداء إدارة الرئيس أوباما الديمقراطى وسياساته على الصعيدين الداخلى والخارجى خاصة بعد تجديد انتخاب 435 عضواً فى مجلس النواب و35 سيناتوراً فى الشيوخ، بالإضافة إلى إجراء الانتخابات الخاصة بحكام 39 ولاية على مستوى 50 ولاية أمريكية، كانت مؤشراتها - منذ الوهلة الأولى - هو سيطرة الجمهوريين على المجلسين، حيث انتزعوا الأغلبية فى مجلس الشيوخ بحصولهم على 52 مقعداً بزيادة قدرها سبعة مقاعد عن انتخابات التجديد النصفى للمجلس فى انتخابات 2006 ، كما انتزعوا الأغلبية أيضاً في مجلس النواب بحصولهم على 244 مقعداً بزيادة قدرها 13 مقعداً إضافية عن المجلس الأخير، فضلاً عن فوزهم بمنصب 31حاكم ولاية، هذا الفوز الكبير سيمنح الجمهوريين فرصة للسيطرة على الكونجرس والتأثير فى جميع القرارات والسياسات على المستويين الداخلى والخارجى خلال العامين المتبقيين من ولاية أوباما الثانية والتى ستنتهى فى 2016 بما ينبئ عن صراع فى العلاقة بين الكونجرس بأغلبيته الجمهورية والبيت الأبيض الديمقراطى، ولن أسترسل فى هذا المقال لتحليل نتائج هذه الانتخابات المهمة ليس بالنسبة لأكبر دولة فى العالم فقط، ولكن للعالم كله ولذلك لأننا مقبلون على الاستحقاق الثالث فى خارطة المستقبل وهو الانتخابات البرلمانية لفت نظرى عدة دروس مهمة ومستفادة من هذه الانتخابات، أهمها عند زيارتى للجنتين الأولى فى واشنطن نفسها والثانية فى ولاية فرجينيا لاحظت أن هناك ثقة متبادلة بين جميع أطراف العملية الانتخابية وصلت إلى حد أن القائمين على العملية الانتخابية داخل اللجان هم مجموعة من مواطنين عاديين معظمهم من كبار السن ومتطوعين للقيام بهذا العمل الوطنى دون مقابل، وبصرف النظر عن نظافة وجمال المقرات الانتخابية من مدارس، لاحظت أن هناك زائرين آخرين يقومون بملاحظة هذه الانتخابات أيضاً، ولكنهم من أطفال الحضانة الذين يدخلون مقار اللجنة فى طابور منظم بصحبة مشرفة واحدة وتقوم بشرح العملية الانتخابية للأطفال الصغار كنوع من غرس الانتماء للوطن وتعليمهم كيفية ممارستهم لحقوقهم السياسية منذ الصغر، كذلك شاهدت الدعاية الانتخابية خارج اللجان كانت هادئة جدا ولا يوجد زحام أمام المدرسة، ولكن ما يدل على أن هذه المدرسة بها لجنة هو وجود بعض اللافتات بأسماء المرشحين مغروسة فى الحديقة التى أمام المدرسة فهم ليس لديهم فترات صمت انتخابى، وعند النظر لأعمار الناخبين تجد أن كبار السن هم الأكثر إقبالاً على التصويت، حيث كان 43٪ من الناخبين تتراوح أعمارهم بين 45 و 64 ، بينما 13٪ فقط من الناخبين تراوحت أعمارهم بين 18 و ,29 كما كان الناخبون البيض هم الأكثر إقبالاً على التصويت75٪ من الناخبين تم تعريفهم على أنهم ناخبون بيض بينما 12٪ فقط تم تعريفهم على أنهم ناخبون سود و 8٪ إسبان. وفى النهاية أملنا كبير - ونحن مقبلون على انتخابات برلمانية ستغير شكل الحياة السياسية فى مصر - فى قيادتنا السياسية وحكومتنا الدءوبة وشعب مصر العظيم لكى نحظى بانتخابات نظيفة هادئة تعبر عن اختيارات حقيقية لشعب عظيم، وفى مقالى القادم سأحدثكم عن الديمقراطية التى لا نعرفها - وتحيا مصر.∎