لم تصل جماعة الإخوان المسلمين لهذا الوضع المتدنى، بل كانت هناك عدة أسباب جوهرية ساهمت فى هبوط هذه الجماعة إلى ذلك القاع المظلم والملىء بالصراعات والتطرف وكان أهم تلك الأسباب عقيدتهم الخفية التى اعتنقوها بعد عشرات السنين من العمل السرى، وهى أن العنف خير وسيلة لبلوغ الغاية ذات الوجهين وجه يظهر لعامة الناس يتخذ من الدين والشريعة والدولة الإسلامية قناعا لإخفاء ملامح الوجه الحقيقى للجماعة والذى يسعى لأستاذية العالم والوصول إلى السلطة فى أى مكان يقع تحت أيديهم، كلما وقف أحدهم حائلا وبين مشروعهم المتطرف لجأوا إلى طريق العنف للتهديد والترويع وإثارة الفوضى. كان للجماعة ممارسات إرهابية واستخدام منظم للعنف طوال تاريخها ومنذ نشأتها عام 1928 ومن أهم هذه الممارسات مجموعة من الاغتيالات نفذتها الجماعة فى مصر، أولها عام 1941 عندما قاموا باغتيال أحمد ماهر باشا رئيس وزراء مصر، ثم القاضى أحمد الخازندار فى مارس 1948النقراشى باشا ثم محاولة اغتيال الزعيم جمال عبدالناصر فى حادث المنشية بالإسكندرية عام 1954 وحرق أقسام الشرطة فى الأربعينيات والخمسينيات ثم أثناء ثورة 25 يناير .2011
وأخيرا محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم منذ أسابيع مضت، وتعيد هذه العملية سادس عملية إرهابية ضد وزراء داخلية مصر.
هل قرار المحكمة الأخير بحظر نشاط جماعة الإخوان وحل التنظيم سيجعل الإخوان يلجأون لمزيد من العنف والإرهاب، أم يتسبب تفتيت الجماعة فى ردعهم وإثنائهم عن رفع السلاح ومواجهة الشعب بالعنف والإرهاب؟
هذا ما حاولنا رصده فى السطور الآتية:
أكد اللواء فاروق المقرحى مساعد وزير الداخلية الأسبق أن الإخوان لن يعودوا للعمل السرى خاصة بعد انتهاء التعاطف الشعبى معهم وأن الجماعة فى حالة من الاضمحلال وكل ما قاموا به أو سوف يفعلونه مجرد عمليات لإثبات الوجود فقط والهدف منها ترويع الآمنين هذا ما يمكن أن نسميه رقصة الموت الأخيرة للإخوان وأن حكومة الببلاوى عليها أن تسير بقوة مع ثورة 30 يونيو وتسرع فى اتخاذ الخطوات لتنفيذ الحكم خاصة أن وزير التضامن الاجتماعى رجل قانون والتوقف عن تصريحاته بأنه لن ينفذ الحكم إلا بعد أن يصبح نهائيا ويجب أن تهتم الحكومة بالداخل مثل اهتمامها بأمريكا وأوروبا.. والعمليات الإرهابية لن تعود لأن الوضع اختلف والإخوان كانوا دائما معارضين الأنظمة السابقة وبعد فشلهم فى الحكم بسبب الغطرسة والكبرياء فقدوا التعاطف الشعبى وبالقبض على محمود عزت سوف تتم السيطرة على كل العمليات الإرهابية التى تمارسها الجماعة المحظورة.
ويختلف نبيل شرف الدين الكاتب الصحفى والمتخصص فى شئون الحركات الإسلامية مع ما ذهب إليه فاروق المقرحى فيما يخص قدرة الجماعة على العمل السرى ويرجع ذلك للانقسام المستمر داخل الجماعة منذ نشأتها عام 1928 ولم تتوحد الجبهات المتصارعة داخل الجماعة إلا بوصول مرسى للحكم لكنها بعد فشله ستعود للانقسام، أما بالنسبة لشباب الجماعة فسوف يقومون بعلميات إرهابية لكنها تكون محدودة، ويبقى عاصم عبدالماجد وهو السبب الرئيسى فى وجود عمليات عنف لأنه تمكن من نقل خبراته القتالية وأعماله الإرهابية إلى مجموعة من شباب الجماعة ولذلك القبض عليه ضرورة حتمية وكذلك القيادات التى مازالت حرة طليقة يجب القبض عليها للقضاء على الأعمال الإرهابية التى يمكن أن تحدث فى الفترة القادمة وغالبية الجماعة سوف تشعر بالظلم وتنزوى بعيدا عن المشهد بعد فشل تجربتهم القصيرة فى الحكم لأنهم كانوا يراهنون على عودة مرسى.
ويصف د.عبدالستار المليجى الخبير فى شئون التنظيمات الإرهابية أن عودة العمليات الإرهابية والعمل السرى مرة أخرى مستحيل لأن الإخوان كانوا يعتمدون على كسب تعاطف الشعب وكانوا يستطيعون الاختباء وسط الشعب لكن الأمر تغير وهناك رفض شعبى كبير ضد الإخوان وممارساتهم وأفكارهم التى تهدد الوطن خاصة بعد أن تم كشفهم خلال عام من حكم مرسى المعزول، وقد أصبح وجود أى فكر أو عنصر إخوانى وسط الشعب أمرا مستحيلا، بعد أن حملوا السلاح ضد الشعب خاصة من داخل المساجد وأن العمليات السرية الإرهابية ذات طبيعة أمنية وهى ضعيفة وسوف تضعف وتتلاشى أكثر وأكثر حتى تنتهى من مصر وذلك مع تعاظم قوة الدولة وهروب القيادات واختفائهم خوفا من القبض عليهم وبالقبض على محمود عزت سوف ينتهى العمل السرى بالجماعة وعلى الإعلام أن يتوقف عن نشر الشائعات عن الإخوان والعمليات السرية ونترك الشرطة والجيش يتعاملون معهم وبمزيد من الدعم الشعبى ستنتهى ظاهرة الإخوان الإرهابية من مصر وهو ما يحلم به الشعب.