فى الوقت الذى انشغلت فيه جماعة الإخوان المسلمين بتشويه الفن عموماً أو تحريم الغناء بشكل خاص لأنه يحرك الغرائز وارتكاب المعاصى، بدعوات كثيرة من بعض المشايخ الذين ينتمون إليهم، والآن يعلنون الحرب على الغناء بعد عزل الرئيس «محمد مرسى» بالتعدى على بعض الأغنيات التى وصفها أنصار المعزول بأنها هابطة وتدعو لتجميل حكم العسكر وتمجد العلمانية.. وعلى قوائم هذه الأغنيات «الجدع جدع» ل«أحمد سعد» و«تسلم الأيادى» ل«مصطفى كامل».. وأخيرا «أنتو شعب وإحنا شعب» ل«على الحجار» رغم أنهم كانوا يلجئون لبعض الأغانى فى اعتصام «رابعة العدوية» أشبه بقنابل موقوتة تحث على الجهاد ضد العدو والقتل والاستشهاد فى سبيل الله من أبرزها. ∎فى الميدان:
«فى الميدان الفارسى ينزل فى الميدان خلى كل الظاهر يبان مين بجد الراجل ومين الجبان.. فارس أسمر منأرضك حالف يا مصر يجيب حقك خدى عمرى منى ولا يهمك.. فى الميدان» والتى رقص فيها أنصار المعزول فى منصة رابعة العدوية!!.
المفاجأة أنهم اتجهوا للأغانى الغربية وعلى طريقة الراب ظهر أول راب إسلامى من أحد أنصار «جماعة الإخوان المسلمين» يدعى عبدالله الشريف يقول «نظرة بسرعة ومعايا أوام على اللى بيحصل فى الإعلام عايز نجمك يبقى عالى اطلع واشتم فى الإسلام.. هزر نكت وبخ كل ماتسخر تبقى تمام، نعر واشخت شوف الصوت العالى بقى بكام.. شوفت الحاجة لميس على فكرة كاملة من التهييس فكرتنى بخلة الأقرع اللى بيطلع ويا ونيس».
∎أغنية «سوف نبقى هنا»:
سوف نبقى هنا .. كى يزول الألم
سوف نحيا هنا .. سوف يحلو النغم
رغم كيد العدا.. رغم كل النقم
سوف نسعى إلى .. أن تعم النعم
اشهدوا هذا المساء .. أننى قلت القسم
اشهدوا هذا المساء .. أننى قلت القسم.
∎وأغنية «الشهيد»:
صلاة الفجر فى الركعة التانية.. برصاص الغدر غيرت الدنيا
كان ايده فى إيدنا.. وبيدعى يسأل مولاه يارب شهادة فى سبيل الله
إحنا ولاد الشهيد إحنا ولاد البطل مش هنسيب حقه من عسكر ضرب.
أما المفاجأة الأغرب وسط الدعوات التى شنتها كتائب الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس المعزول «محمد مرسى» بإهدار دم كل من المطرب «على الحجار» والمؤلف «مدحت العدل» لما اقترفوه من ذنب كبير- فمن وجهة نظرهم أن أغنية «انتو شعب.. وإحنا شعب» بها إقصاء واضح وصريح من جانب الفنانين لتيار الإسلام السياسى لتقول كلمات الأغنية «إحنا شعب وانتو شعب واللى هز القلب منا عمره ما هزلكو قلب.. رغم إن الرب واحد لينا رب وليكوا رب.
إحنا عشاق الإرادة والحقيقة واليقين، وأنتو تجار المنابر النازلين الصاعدين، الآكلين الشاربين.. إحنا شايفين إن دينا دعوة للنور والحضارة، وانتو حاصرينه فى حكاية توب قصير أو ستارة.
ولما أمريكا بتأمر تصرخوا بقولة آمين.. إحناشايفين ابن سينا وابن رشد والحسين، وانتو شايفين ابن لادن والكهوف المظلمين
ولأن مصر المؤمنة قبل التاريخ فى دمنا، عمرنا ما هنبقى زيك ولا أنت هتبقى زينا.. لم غنمك أو جمالك والعشيرة والخيام.. خد زعيقك خد صريخك خد فتاويك واللجام.. وابعد بعيد عن أرضنا... إحنا شعب وانتو شعب».
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل ظهرت أكثر من 56 حملة على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» و«تويتر» تطالب بوقف عرض الأغنية وقتل كل من «على الحجار» و«مدحت العدل» والتمثيل بجثثهم ومن أشهر هذه الحملات حملة «إحنا شعب.. وأنتم شعب يلعنهم الله»، حملة «معاً ضد العلمانى الكافر مدحت العدل»، حملة «الإقصاء من الانقلابيين من علامات الساعة» وأخيراً حملة «دم العدل والحجار حلال».. لإهانتهم للذات الإلهية.
بالإضافة إلى خروج نائب رئيس الدعوة السلفية د.«ياسر برهامى» بفتوى وتصريح اغرب يقول فيه: فأنا لم أسمع هذه الأغنيةالقبيحة، ولكن نقلت لى كلماتها، وأرى أنها تتضمن معانى التكفير للمخالف بدرجة فظيعة، وإقصاءً إلى أشد الدرجات التى لو صدر عشرها من إسلامى؛ لقامت الدنيا ولم تقعد، وتتضمن اتهاما فى النوايا والمقاصد التى لا يعلمها إلا الله، ثم الاستهزاء بالهدى الظاهر والاتهام بالعمالة للغرب.
وبالقطع لا يمكن لمسلم، بل ل«مصرى» أن يرضى عن كلمات هذه الأغنية أو يرددها.
«برهامى» دعا كاتبها ومغنيها وملحنها، وكل من عاون على نشرها إلى التوبة إلى الله تعالى وليتوبوا إلى الله من محاولة «تدمير مصر»؟!
«روز اليوسف» اتصلت بالمؤلف «مدحت العدل» الذى رد من جانبه بأن القصيدة تم نشرها منذ ما يقارب من 7 أشهر ولم تثر هذا الجدل الكبير لأن جماعة الإخوان قد اختلط عليها الأمر ولم تفهم المعنى الحقيقى للقصيدة، وبالفعل بعد عزل الرئيس «محمد مرسى» لم أرد إذاعة الأغنية خوفاً من حالة التوتر التى كانت تعيشها مصرفى ذلك الوقت وتمهلت قليلاً بعد الحديث عن المصالحة الوطنية التى من المفترض، كانت ستتم بين جماعة الإخوان وباقى الشعب المصرى نافياً رفض القنوات لعرضها، بل هو من رفض عرض الأغنية فى هذا التوقيت، ولكن بعد الجرم والتكفير الذى مارسته جماعة الإخوان المسلمين فى اعتصامها برابعة العدوية وكم الممارسات الوحشية التى قامت بها من تعذيب وقتل للمدنيين العزل واستخدام الأطفال والنساء كدروع بشرية لهم والإفراط فى استخدام السلاح والتعدى على جنودنا ومن قال إن حضارة الفراعنة عفن، ومن قال إن «نجيب محفوظ» وأدبه دعارة، ومن اجتمع بالتكفيريين فى مؤتمر سوريا، ومن كفر الشعب، ومن جعل كره الشعب فى الدين، أنتم يا إخوان السبب فى كل ذلك، لأنكم لا تؤمنون بمصر، وأنتم لستم من المصريين.
وأضاف «العدل» أن دعوات كتائب الإخوان بمنع الأغنية وهدر دمائى جميعها دعوات سخيفة لا أهتم بها على الإطلاق ولا تستحق منى الرد، خاصة أن حقيقتهم كشفت أمام الجميع.
أما «على الحجار» فقد توقع محاولة الإخوان فى تشويه أغنيته بكلمات تتبرأ من الدين والإبداع كما فعلوا فى بعض الأغانى التراثية التى نسبوها لمستوطنات رابعة وهى أغنية «مدد مدد شدى حيلك يابلد» للقامة «محمد نوح» مؤكداً أنهم كاذبون ولديهم علامات وشواهد على مدى كذبهم بأن الفن حرام ولكنه محلل فى رابعة، واجتماع الرجال والنساء حرام ولكنه محلل فى رابعة وقتل الأبرياء حلال ولكن إذا كانوا من الإخوان فهو حرام.