علامات استفهام كبيرة تحيط بالمرشحين الخمسة لخلافة البابا شنودة، ففى الوقت الذى يترقب فيه المسلمون فى مصر والمنطقة قبل الأقباط قدوم بابا قوى على قدر الحدث ويستحق أن يكون خليفة للبابا شنودة، تتردد أحاديث فى أروقة الكنيسة حول ضرورة أن يكون البابا مستأنسا، وكانت البداية بمنعهم من الظهور فى الإعلام، بل عدم الحديث فى السياسة، وكان هذا جليا فى مبادرة الأنبا بولا أن يقوم بدور المذيع فى حوارات المرشحين الخمسة للقنوات المسيحية، خاصة أنهم قلقون من سؤال سياسى يضعهم فى حرج ويكشف عدم معرفتهم! الرغبة فى عودة البابا لإطاره الدينى الضيق تثير التساؤلات حول من يقف وراء ذلك، وهل الهدف منه حسن النية بعدم خلط الدين بالسياسة، أم سوء النية لتحجيم الكنيسة وأقباطها فى إطار التضييق على الأقباط؟!
كان واضحا أن المرشحين لا يريدون الحديث فى السياسة أو حتى انتقاد أو مديح رئيس الجمهورية والاكتفاء بالدعوة للصلاة له، تنفيذا لتعلميات ورغبة خاصة منهم، فقليل منهم يتابع الأخبار اليومية عبر النت، وكان له حساب على «الفيس بوك» أغلقه منذ اشتعال الانتخابات البابوية، والسؤال الأهم هل هذا يرضى الأقباط؟!
من المقرر حتى الآن إجراء الانتخابات البابوية الاثنين المقبل، وبعدها إجراء القرعة الهيكلية فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية فى 4 نوفمبر المقبل.
الأنبا باخوميوس القائم مقام البطريرك قال فى تصريحات خاصة ل«روزاليوسف»: «إن القائمة النهائية للمرشحين قوبلت بالترحاب من قبل الأقباط»، وقال: «إن الله سيعلن عن نفسه فى القرعة الهيكلية حينما يختار لنا البابا الجديد، مشيرا إلى أن لجنة الترشيحات قامت بدورها على أكمل وجه والكنيسة تشكرها وتقدر ما فعلت»، وحينما سألناه عن مستقبل البابا الجديد قال الأنبا باخوميوس: «إننا كلنا سندعم البابا القادم فى هذه الظروف الراهنة وأن كل الأقباط سيصلون من أجله».
خليفة البابا شنودة سوف يكون من بين خمسة مرشحين هم الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، والأنبا تاوضروس أسقف عام البحيرة، والقمص باخوميوس السريانى، والقمص سارافيم السريانى، والقمص رافائيل أفا مينا، ومن خلال تسليط الضوء على القائمة النهائية للمرشحين وتحليل شخصية كل منهم نجد أن الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة يتمتع بسمعة طيبة بين الأساقفة والأقباط جميعاً، مما يجعله الأقوى للوصول إلى المرحلة الأخيرة من الانتخابات وهى القرعة الهيكلية التى ستأتى بالبابا، حيث كشفت لنا مصادر كنسية رفيعة المستوى عن أن الأنبا رافائيل قدم اعتذاراً شفهياً للجنة الترشيحات بعدم استكمال الانتخابات، ولكن شهدت الأيام الماضية ضغوطاً للعدول عن اعتذاره وقبول انضمامه للقائمة النهائية ما زاد من شعبيته لدى الأقباط.
وفضلاً عن شعبية الأنبا رافائيل بين الأقباط فإن هناك دعما كنسيا بالغا له، حيث يدعمه الأنبا موسى أسقف عام الشباب الذى اختاره ليكون مساعداً له فى الخدمة الشبابية منذ سنوات طويلة، وكذلك أغلب أصوات الناخبين سوف تذهب إليه، وقد نستطيع القول إنه من الأرجح أن يكون من ضمن الثلاثى الذى يخوض المرحلة الأخيرة فى الانتخابات وهى القرعة الهيكلية.
أما الأنبا تاوضروس أسقف عام البحيرة فقد يدعمه الأنبا باخوميوس القائم مقام البطريرك بسبب مساعدته فى خدمة إيبارشية البحيرة، وأيضاً اقترابه من أساقفة الوجه البحرى، وقريب جداً من الكهنة وخاصة خارج مصر بسبب كثرة سفره إلى أوروبا وأمريكا.
فيما يتنافس الرهبان الثلاثة على البقاء ضمن ثلاثى القرعة الهيكلية، حيث إن هناك اثنين من دير السريان وهم باخوميوس وسارافيم فى مقابل القمص رافائيل التابع لدير مارمينا بكينج ماريوط وهو تلميذ البابا كيرلس السادس البطريرك ال 116فى الوقت الذى توضح المؤشرات الأولى أن الناخبين يميلون إليه، خاصة أن شخصيته قيادية ورجل ذو مواهب روحانية على حسب المقربين له.
وبإعلان هذه الأسماء فقد استطاع كهنة الإسكندرية والولايات المتحدةالأمريكية تنفيذ طلباتهم باستبعاد أساقفة الإيبارشيات وفى مقدمتهم الأنبا بيشوى والأنبا بفنوتيوس بعد أن تقدموا بمذكرات للقائم مقام وللجنة الترشيحات تطالبهم بعدم مخالفة تعاليم الكنيسة وقوانينها.
وإذا تطرقنا إلى حقيقة استبعاد الأنبا بيشوى والأنبا يؤانس من القائمة النهائية للمرشحين فإن مصادر كنسية رفيعة المستوى أكدت أن لجنة الترشيحات كانت قد قررت استبعاد الاثنين قبل إعلان القائمة بأربعة أيام، وكشفت عن أن الأنبا بيشوى فوجىء بقرار الاستبعاد من أحد المقربين له، الأمر الذى جعله يفكر فى كيفية الرد على هذا الاستبعاد.
وعلمت «روزاليوسف» أن الأنبا بيشوى أرسل أحد محاميه المقربين له لإبلاغ الأنبا باخوميوس القائم مقام البطريرك بغضب موكله من طريقة الاستبعاد واقترح عليه إعلان بيان يقول فيه إن الأنبا بيشوى لم يستبعد بسبب الطعون المقدمة ضده.
فيما كشفت مصادر مقربة من الأنبا يؤانس أن لجنة الترشيحات لم تقابله ولم تواجهه بالطعون المقدمة ضده وقالت: «إن لجنة الترشيحات استبعدت الأنبا يؤانس فى مقابل استبعاد بيشوى وأنه أخذ بذنبه، مشيرة إلى أن الأنبا يؤانس طلب من لجنة الترشيحات مواجهته إلا أن هناك إصرارا من قبل أعضاء اللجنة باستبعاده دون النظر لأى شىء.
ومن الملاحظ فى قائمة المستبعدين هو حصول أديرة الصعيد والبحر الأحمر على «صفر» فى قائمة المرشحين، حيث لم تضم القائمة أحد رهبان أديرة الصعيد أو أديرة البحر الأحمر، وفى مقدمتهم دير الأنبا بولا والذى رشح 4 من رهبانه، ودير الأنبا أنطونيوس الذى رشح القمص مكسيموس.
من جانبه أكد الأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص على هامش زيارة قام بها للكنيسة القبطية فى العاصمة النمساوية «فيينا»، أن الدولة لن تتدخل فى اختيار البابا الجديد، وليس صحيحا أن هناك ضغوطًا من أجل مرشح أو آخر، وأن الاختيار هو ترشيح دينى وشعبى يُكلل فى النهاية بالاختيار الإلهى فى القرعة الهيكلية.
وأشار إلى أن الكنيسة القبطية تواجه أعباء كبيرة فى رعاية أبنائها خاصة فى ظل هذه التغييرات الكبيرة التى تعيشها مصر، مشيرا إلى أن الكنيسة القبطية لديها الحكمة فى التعامل مع كل التيارات الدينية والسياسية سواء المتشددة أو المعتدلة وقال: إنه لا يمكن أن يحدث تلاعب فى الانتخابات أو القرعة لأن هذا أمر لا يمكن أن يليق بانتخابات دينية وكنسية والشعب كله سيكون ساهرا وحارسا للصناديق والقرعة التى ستتم فى صندوق زجاجى وستفتح كل الأوراق بعد اختيار الورقة الفائزة».
