تحدثت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز الأمريكية» عن ارتفاع وتيرة التوتر الدينى فى مصر، وأشارت فى بداية تقريرها إلى أن انتخاب رئيس إسلامى لمصر أحيا «مظاهر» التدين ومطالب إيمانية شخصية.. مثل مطالب السماح لضباط الشرطة ومضيفى الطيران بإطلاق لحاهم، وحوادث متفرقة من العنف والترهيب تمثل اتجاها مثيرا للقلق فى تحول مصر إلى الديمقراطية. وأوضحت الصحيفة أن مصر بعد عقود من الحكم المدنى، تواجه تحدى توغل الإسلاميين فى الحياة العامة والخاصة، وأن الرئيس محمد مرسى وهو ينتمى للتيار المحافظ دعا إلى التسامح، لكن الأصوليين الإسلاميين يرون لحظة تاريخية ينبغى اغتنامها لفرض الشريعة الإسلامية فى بلد فقد توازنه بسبب الاضطرابات السياسية والاقتصادية.
واعتبرت الصحيفة أن ارتفاع الحماس الدينى آخر أصداء المعركة بين الإسلاميين المعتدلين والمتشددين لإعادة تشكيل المجتمع بعد الإطاحة بالنظام الاستبدادى السابق، وأن خطوط المعركة أثارت مخاوف جماعات حقوق النساء والمسيحيين الأقباط، الخائفين من التطرف، والذين قاموا بالاحتجاج أمام القصر الرئاسى.
وبينت أن جزءا كبيرا من المشكلة ينبع من عدم وجود حماية من قوات الأمن التى ظلت فى حالة من الفوضى لمدة 17 شهرا، تاركة الفراغ للمتشددين، لكن فى الوقت نفسه يصر قادة السلفيين على رفضهم اتجاه الدولة إلى التطرف، ونقلت عن الشيخ مصطفى البدرى - وهو داعية محافظ - قوله «الحركة السلفية» نفسها لديها مخاوف من المتشددين، على العلماء أن يدركوا مخاطر هذا التيار المتصاعد.. بطش النظام القديم خلق هذا التطرف لأن الشباب لم يكن لديهم التوجيه السليم.. والمشاكل المالية اليوم تجعل الناس أكثر عرضة للتطرف».
ومضت الصحيفة للقول إنه فى ظل اقتصاد على حافة الانهيار، لا يشعر المصريون بإعجاب كبير أو اقتناع تجاه رئيس وزرائهم الجديد، المفتقر إلى الخبرة وقالت: المناقشات والأسئلة حول هشام قنديل الذى عينه الرئيس مرسى فى منصب رئيس الوزراء، تثار فى المقاهى والقطارات.. حيث يتساءل المصريون: «من هذا الرجل؟ هل هو قوى بما يكفى لإخراجنا من هذه الحفرة التى نحن فيها؟».. وأضافت: إن هناك الكثيرين يعتقدون أن هشام قنديل حتى الآن لا يمثل مصدر إلهام للمصريين، نظرا لأن لديه سجلا سياسيا غامضا، مما يجعله بمثابة اللغز.
وهو ما يأتى - بحسب تقرير آخر - فى ظل أجواء مضطربة، تهدد مستقبل الاستثمار داخل القطر المصرى، إذ يشهد موجة حادة من الاضطرابات العمالية.
وذهبت الصحيفة إلى القول إن الرئيس المنتخب حديثا محمد مرسى يواجه أكبر التحديات من جانب العمال الذين يطالبون برفع الأجور رغم الاقتصاد الذى تضرر من الاضطرابات السياسية فضلا عن ارتفاع الديون، والاستثمارات الأجنبية المنقطعة، فى الوقت نفسه هناك توتر بسبب خوف عدد من رجال الأعمال ممن يملكون صلات بالحرس القديم فى مصر بسبب صعود نفوذ آخرين ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين.