رأت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن ما وصفته بالتعصب الديني الذي ظهر في مصر بعد ثورة العام الماضي التي أطاحت بالنظام المستبد وصعود أول رئيس إسلامي إلى سدة الحكم يعرقل عملية التحول إلى الديمقراطية في البلاد لاسيما مع ارتفاع وتيرة العنف بسبب التعصب الديني. وزعمت الصحيفة أن التعصب الديني الذي انتشر في مصر ما بعد الثورة تسبب في كثير من الحوادث المتعلقة بالأخلاق والتي أسفرت عن مقتل أحد الطلاب بكلية الهندسة في مدينة السويس بسبب خروجه في نزهة مع خطيبته على يد مجموعة من الشباب ينتمون لجماعة تسمى "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". وادعت الصحيفة أن مثل تلك الجماعات المتعصبة دينيا تتحرش أخلاقيا بالنساء في الشوارع لعدم ارتدائهن الحجاب ويهددون أصحاب محلات بيع الخمور فضلا عن مطالبتهم بالفصل بين النساء والرجال في الحافلات وأماكن العمل. وأكدت الصحيفة أن التعصب الديني لم يتفاقم ويظهر شوكته في مصر إلا بعد أن تولى منصب رئيس الجمهورية مرسى فخرج المتشددون ليناشدوا بالورع الديني في الشوراع وينبذوا الأفعال التي يروها مخلة للأخلاق والآداب فطالبوا بالسماح لضباط الشرطة بحرية إطلاق اللحية وأثاروا كثيرا من أعمال العنف والترهيب ليعرقلوا تحول مصر إلى الديمقراطية. وذكرت الصحيفة أن الرئيس المصري "محمد مرسي" وهو أحد الإسلاميين المحافظين دعا كافة الطوائف الدينية إلى التسامح من أجل دولة مدنية لا سيما بعد عقود طويلة من الحكم العلماني في مصر، إلا أن الإسلاميين الأصوليين يرون أن الوقت الحالي هو اللحظة التاريخية المناسبة لفرض أحكام الشريعة الإسلامية أو القانون الإسلامي في بلد غير متزن بسبب الاضطرابات السياسية والاقتصادية. وأشارت الصحيفة إلى أن التعصب الديني هو نتاج الصراع بين الإسلاميين المعتدلين أو المحافظين وبين الأصوليين المتشددين حول إعادة هيكلة المجتمع بعد الإطاحة بالحكم الاستبدادي في أنحاء الشرق الاوسط وشمال أفريقيا. وناشدت الصحيفة الرئيس المصري "مرسي" بضرورة التدخل في الامر وتهدئة الموقف في البلاد بين العلمانية القوية المسيطرة عسكريا وبين جماعة الإخوان المسلمين المعتدلة وبين التيار السلفي المحافظ في ظل مطالبة منظمات حقوق الإنسان بحقوق المرأة المصرية وحقوق الأقليات من المسحيين والأقباط لعدم وصول مصر إلى مرحلة "التطرف الديني" الذي لو تحقق سيعصف بالبلاد ويعود بمصر إلى الوراء. ومن جانبه، قال الشيخ مصطفى البدري، داعية إسلامي بالقاهرة، "إن التيار السلفي لدية الكثير من المخاوف بشأن المتطرفين الإسلاميين الذي يشوهون صورة الإسلام ويظهرونه في إطار سيء فالعلماء والباحثيين ينبغي أن يكونوا على بينة من هذا التيار المتصاعد." وأكد البدري "أن قمع النظام القديم هو الذي خلق هذا التطرف لأن الشباب لم يجدوا التوجيه السليم وكثيرا ما اعترضتهم العقبات المالية."