مصر تتألق فى الجنوب الإيطالى(3) .. مصر تبني جسورا فوق البحر المتوسط كل شيء يبدأ مجرد حلم.. ولنا الاختيار في أن يظل مجرد حلم أو أن يخطو إلي دنيا الواقع، وتجعل أقدامه تلامس الأرض. نأمل في بناء جسور من التواصل بيننا وبين العالم.. أن نصحح أفكارهم عن دول العالم الثالث كما يسموننا.. وكانت الاتفاقيات التي تم توقيعها في الأسبوع المصري - الإيطالي في كالابريا هي حجر في بناء هذا الجسر. قال لي الدكتور ماهر جابر رئيس جامعة المنيا إنه سعيد جدًا بالاتفاقيات التي تم توقيعها خلال الأسبوع الثقافي المصري في إيطاليا في إقليم كالابريا، فلقد تم عقد اتفاق تعاون بين جامعة المنيا وجامعات إقليم كالابريا تشمل القيام بأبحاث علمية مشتركة ممولة من الاتحاد الأوروبي، وإنشاء برامج دراسية مشتركة أيضاً ممولة من الاتحاد الأوروبي وتقديم منح دراسية لطلاب جامعة المنيا وإيفاد خبراء ومتخصصين لتدريس اللغة الإيطالية بكلية الألسن جامعة المنيا، ومن أهم اتفاقيات التوأمة التي أسعدتني كانت مع المعهد الطبي للأبحاث العلمية بإقليم كالابريا، وهو أحد خمسة معاهد طبية للأبحاث الإيطالية وينص الاتفاق علي القيام بأبحاث علمية مشتركة في مجالي أمراض الكبار والإدارة الصحية بالمنشآت الطبية، وذلك بتمويل من الاتحاد الأوروبي أيضًا. وستكون هذه خطوة في التطور الطبي في المعاهد الطبية لدينا، وقد وقعنا أيضًا اتفاقية توأمة مع المؤسسة الدولية للعلوم السياسية تشمل مجالات مختلفة، سواء كانت ثقافية أو علمية أو سياحية بين الطرفين، وكان ذلك في حضور السفير أشرف راشد والدكتور فتحي البرادعي محافظ المنيا ونخبة من العلماء والمثقفين المصريين. ثم انتقلنا بعد ذلك إلي إقليم صقلية واستقبلنا بنفس الحفاوة التي تم استقبالنا بها في كالابريا، ولم أحس بالغربة وأسعدني سماع خبر افتتاح الجامعة المصرية الإيطالية في مصر في خلال الثلاث سنوات القادمة. حضرنا في اليوم الأول افتتاح الملتقي المصري الإيطالي الذي عقد في جامعة «فينسيا» والذي استمر لمدة ثلاثة أيام أحسست بعمق الترابط بين الشعبين منذ الحضارات الفرعونية والرومانية من قديم الأزل، فمن واجبنا في عصر العولمة والثقافات المتعددة أن نشجع وندعم هذه العلاقات التاريخية والثقافية التي تجمع بين الشعبين ووقعنا اتفاقية تعاون وتآخٍ بين جامعة المنيا وجامعة «فينسيا».. تشمل إنشاء برامج دراسية مشتركة وتقديم منح دراسية لطلاب جامعة المنيا، وكذلك القيام بأبحاث علمية مشتركة مع تبادل أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وتنفيذًا للاتفاقية تم منح جامعة المنيا منحتي «دكتوراة في مجالي أمراض القلب والأوعية الدموية وطب المخ والأعصاب»، سيتم تنفيذهما اعتبارًا من شهر يناير، وأيضًا سيتم تنفيذ بحوث علمية مشتركة في مجالات الطب والزراعة والهندسة واللغات بتمويل من الاتحاد الأوروبي. أما المهندس عبدالغني البطراوي نائب رئيس الغرفة التجارية بدمياط، فقال إن الاتفاقيات التي تم عقدها في كالابريا سينتج عنها التطوير في مجال التصنيع والتجارة من خلال برامج متخصصة لتنمية صناعة السفن والمراكب والبحوث ومراكب الصيد وتصنيع شباك الصيد ومعداته، وسيتم أيضًا رصد التغيير البيولوجي لمياه البحر المتوسط وتجويد الزراعة وتصنيع المواد الغذائية، وأيضًا المواد الخام الداخلية في بناء المنازل وأعمال الإنشاءات والأثاث الخشبي والمنتجات الميكانيكية والهندسية المستخدمة في الزيوت والشحوم ومشتقات الغاز، وسيتم أيضًا التنشيط السياحي بيننا، كما سيتم إرسال خبراء إيطاليين في تنمية المناطق الصناعية في دمياط وأيضًا في مجال التدريب سيكون هناك برامج تدريبية وكورسات متخصصة لتطوير المهارات اليدوية في تصنيع الموبيليا وأعمال الدهان والتشطيب وستكون هذه الدورات في إيطاليا. أيضًا ستكون هناك تدريبات للتنمية البشرية لملاحقة التطور العلمي في دمياط، ومن الاتفاقيات التي ستكون بمثابة إنشاء جسر للتواصل بين البلدين هو تعليم اللغة العربية في «فيبو فاليتسيا» وتعلم اللغة الإيطالية في دمياط وسيتعاون معنا خبراء متخصصون في إيطاليا في تطوير الموقع الإلكتروني للغرفة التجارية والصناعية لمحافظة دمياط، وسيكون هناك تحفيز للأنشطة والتعاون العلمي والدراسات المتخصصة وخاصة الدراسات التي تهدف لتحقيق التنمية، وأظن أنه خلال الخمس سنوات القادمة ستتسبب هذه الاتفاقيات في طفرة في جميع المجالات بين البلدين. أما الدكتور مجدي عبدالشافي سكرتير عام محافظة دمياط ورئيس مكتبة مبارك في دمياط يقول: توقيعنا لاتفاقيات التوأمة والتبادل الثقافي بيننا وبين إقليم كالابريا يعتبر وسيلة للتواصل بين البلدين واستكمالاً لخطوات التعاون التي بدأها الرئيس مبارك ورئيس الوزراء الإيطالي بوسكيني، وسيتم إنشاء مركز لتعليم اللغة الإيطالية في المكتبة، وسيكون بمثابة مركز ثقافي إيطالي في دمياط، كما سيتم تبادل طلابي بيننا وبينهم في المرحلة الابتدائية والإعدادية، مما سينتج عنه تطور ملحوظ في شخصية الطفل المصري، حيث يكون أكثر اعتمادًا علي نفسه وتزداد ثقته بنفسه. وقالت لي الدكتورة عبير عبدالمحسن رئيسة مكتبة سوزان مبارك في دمنهور: إن فتحنا لباب التعاون بيننا وبين إيطاليا هو بمثابة خطوة عظيمة تجاه التطور، وفهم أعمق للعولمة خصوصًا أن المستفيد من هذه التجربة هم الأطفال الذين سيتم منحهم فرصة للسفر لإيطاليا خلال الصيف، وسيتم أيضًا تعليم الأطفال الإيطاليين اللغة العربية مما سيكون مجالاً لنشر الثقافة المصرية، وتحسيناً للفكرة المأخوذة عن العرب، كما سيتم أيضًا إنشاء مركز ثقافي إيطالي داخل المكتبة، وسيتم مدنا بالكتب والمراجع من جهة المؤسسة الدولية للدراسات السياسية، وكل هذا حرصًا علي خروج رسالة المكتبة عن الإطار المحلي والإقليمي وتعريف العالم بمجهودات السيدة الفاضلة سوزان مبارك في نشر الثقافة والمعرفة بالمجتمعات الإقليمية. وقال لي اللواء فتح الله الجندي رئيس مدينة رشيد: إنه سعيد مقدمًا بما ستحققه هذه التوأمة الموقعة بين رشيد وكالابريا وخصوصًا في مجالات الزراعة وتعليم اللغات بين الجهتين، وأنه يتمني أن يتم تفعيل هذه الاتفاقيات في خلال الستة شهور القادمة إما بالبدء بالمنح الدراسية أو بالتبادل الطلابي أو البدء بمجال الصناعة والزراعة، وقال لي إن اختيار مدينة رشيد جاء لكونها مدينة تاريخية عريقة تتمتع بالعديد من مقومات مشروعات التنمية في إطار الخطة التي أرسي قواعدها السيد الرئيس محمد حسني مبارك لتطوير المدينة لتصبح متحفًا مفتوحًا أمام العالم. قال اللواء أمير عباس سكرتير عام محافظة البحيرة: إن الاتفاقيات التي تمت سواء علي المستوي العلمي أو الثقافي أو الصناعي ستكون أولي خطوات مصر نحو التطور، حيث سيتم إبداع فكر جديد من خلال التبادل الثقافي بين البلدين، وستكون هذه فرصة عظيمة لتحسين صورة العرب جميعًا أمام الغرب، وأكثر ما أعجبني هو أنه سيتم تعليم اللغة العربية للأطفال الإيطاليين مما سيجعلهم مطلعين علي الثقافة العربية، والعكس سيتم أيضًا تعليم اللغة الإيطالية للأطفال المصريين. وستكون أيضًا هناك منح دراسية مجانية للشباب المصري، وهذا سيعطيه فرصاً كبيرة لمعرفة احتياجات السوق الإيطالية ويساعده علي إيجاد فرص عمل هناك والتبادل السياحي بين البلدين سيكون نافذة أخري للتعارف والفهم المتبادل للعقليات المختلفة.