دخل مجموعة من أساتذة الجامعة من أعضاء حركة 9 مارس جامعة عين شمس ليوزعوا صورة من الحكم الذى حصلوا عليه من المحكمة الإدارية العليا ب «إبعاد الحرس الجامعى» كان معهم مجموعة من طلاب الجامعة المنتمين إلى حركة 6 أبريل والإخوان. هذا هو المشهد الذى كان من الممكن أن ينتهى بدون معارك وفضائح بترك الأساتذة يوزعون الأوراق وترك الطلاب- على أسوأ الفروض - ترديد بعض الهتافات.. فيرفض بعض الطلبة الآخرين الممثلين لاتحاد الطلاب أو غيرهم استلام الأوراق ويدخلون فى مناقشة موضوعية مع أساتذتهم حول الحرس الجامعى، وكيف هو مهم لهم ولجامعتهم. لكن المؤسف والمخزى والمحزن أن يتحول الأمر إلى مشهد رعب يطارد فيه الطلبة أساتذتهم وزملاءهم بالمطاوى والجنازير والأحزمة وكل شىء مصور بالصوت والصورة. إلى هنا عندما يعلن الدكتور هانى هلال - وزير التعليم العالى- رفضه للأحداث التى شهدتها جامعة عين شمس، فنحن نتفق معه تماما، لا يوجد مصرى طبيعى وعادى أستاذ أو طالب أو أب أو أم - لا ينتمى لأى تيار سياسى سوى انتمائه لمصر - يرغب أن تصل الفوضى والبلطجة إلى الجامعات، لأنها ملاذنا الأخير للوصول إلى المستقبل وبقائنا على خارطة العالم. ولكن أن يعود ويؤكد أن جموع الطلاب والأساتذة يرفضون الأساليب التى لجأ إليها بعض الأساتذة من أعضاء حركة مارس وغيرها لنشر «الفوضى» والاعتداء على الطلاب داخل الحرم الجامعى وإشاعة «البلطجة» بصورة غير حضارية.. هذا نقلا للتصريحات بالنص التى جاء فيها ايضا «بدأ الأساتذة» أصحاب الدعوى القضائية بإلغاء الحرس الجامعى بالاعتداء على «الطلاب» ومحاولة النيل من الحرس الجامعى». وهذا يعنى أن الأستاذ الدكتور عبد الجليل مصطفى - أستاذ طب القاهرة غير المتفرغ - والأستاذة الدكتورة رضوى عاشور - أستاذ الأدب الإنجليزى بجامعة عين شمس غير المتفرغ والأديبة المشهورة والدكتورة عايدة سيف الدولة من جامعة عين شمس والدكتورة ليلى سويف أستاذ مساعد الرياضيات فى كلية العلوم جامعة القاهرة، اقتحموا باب جامعة عين شمس بالقوة، خاصة أنهم جميعا شباب فوق الستين ونشروا الفوضى، وايضا «اعتدوا» على الطلاب لأنهم كانوا يحملون أسلحة وأشاعوا البلطجة بصورة غير حضارية لأنهم استخدموا السباب والألفاظ الخارجة، لأنهم خريجو «المدبح» وليسوا خريجو جامعة القاهرة وعين شمس ثم العديد من الجامعات المرموقة والمعروفة. لقد اعتبر وزير التعليم ورئيس جامعة عين شمس وعميد كلية الحقوق فى عين شمس لفظ «بلطجى كلب» لفظا خارجا دافع به أستاذ جليل عن نفسه أمام طالب فاشل مستنفد مرات الرسوب ومشارك فى معظم الأحداث الجامعية التى تنتهى بالبلطجة، مزق الأوراق التى سلمها إليه الأستاذ وسأله عن الكارنيه.. عشنا وشفنا طالب يسأل أستاذ عن الكارنيه وعشنا وشفنا دخول أساتذة جامعة لجامعة أخرى «اقتحام» وعشنا وشفنا طلاب اتحاد الطلبة يلتفون حول الأساتذة ويهتفون «أهلى.. زمالك» «حرس.. حرس». كل الصور التى صورها صحفيون مختصون فى التغطية الإعلامية للجامعة والتى ظهر بها الطلاب البلطجية يروعون زملاءهم بالمطاوى والجنازير والأحزمة، لم تسترعِ انتباه المسئولين عن الجامعة ولم يتحدثوا عنها كلمة واحدة وإنما أكدوا أن لديهم c.d يثبت أن الأساتذة هم المعتدون. أن تغاضى وزير التعليم العالى ورؤساء الجامعات وبعض العمداء والأساتذة عن وصول الحال فى الجامعات إلى حد البلطجة واستخدام الأسلحة، وإهانة الطلاب لأساتذتهم ينذر بخطر لن نرى آثاره إلاَّ بعد أن تصل ألأمور إلى ما وصلت إليه الحال فى المدارس من ضرب واعتداء واغتصاب من قبل التلاميذ والمدرسين والآباء والأمهات. وإذا انهارت التربية والأخلاق بعد انهيار التعليم فقل على الوطن السلام. وأخيرا ما حكاية ال c.d الذى تملكه الجامعة ومتى كانت الجامعة بها كاميرات مراقبة ؟ وهل سنصل إلى أن كل مواطن لديه c.d ضد مواطن آخر. لقد استخدم البعض الجامعات الإسلامية فى السبعينيات لإفزاع الطلاب أصحاب الرأى السياسى المخالف والنتيجة أننا الآن نعانى من انتشار الاتجاهات الإسلامية على حساب الآراء السياسية الأخرى وإذا عدنا واستخدما البلطجية ضد طلاب 6 أبريل، وكفاية وغيرهم كيف سنواجه مجتمع البلطجية.. أطرح هذا السؤال بصفتى كنت طالبة أنتمى للجامعة المصرية أيام كانت جامعة فيها تعليم وتربية وأخلاق.