دعا فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الحكومة الدنماركية إلي حماية الأقليات والأديان والمعتقدات بشكل عام وتفعيل المادتين 140و266 من قانون العقوبات هناك الذي يكفل حماية الأقليات وحرية اعتناق الأديان ويجرم التجاوز بحقها، مشيداً بما قامت به أيرلندا من إصدار قانون يمنع ازدراء الأديان والعقائد. وأكد فضيلته خلال استقباله السيدة «لين إسبرسن» وزيرة خارجية الدنمارك، أن المشكلة الحقيقية لدي الغربيين هي عدم تفهمهم قيمة الدين في الحضارة الشرقية مشيراً إلي أن التاريخ يبين أنهم كانت بينهم وبين الدين مشكلة، ولذا فالحضارة هناك قامت علي التنكر للدين، ومن هنا سهل عليهم مسألة الرسوم للرسول «» . وأضاف شيخ الأزهر أننا دائماً نخاطبهم من زاوية حقوق الإنسان التي يرفعون شعاراتها، ومن قواعد الحضارة الأوروبية التي تؤكد علي احترام الآخر، وعدم المساس به، وأن حرية الإنسان تنتهي حيث تبدأ حقوق الآخر. وقال الدكتور «أحمد الطيب»: قلت لها إنكم تتعاملون مع الأديان الأخري بمكيال، ومع الدين الإسلامي بمكيال آخر، تتعاملون مع المرأة غير المسلمة بنظرة، ومع المرأة المسلمة بنظرة أخري، وسألناها لماذا تستسهلون الدين الإسلامي، وأشار شيخ الأزهر إلي اعتقاده بأن هذه النقطة كسب بها نقاطا كثيرة، وأن وزيرة خارجية الدنمارك تأثرت بذلك، مشيراً إلي أن ازدواج المعايير في الفلسفة الأوروبية يجر علي أوروبا والشارع الغربي مشاكل عديدة. وأضاف شيخ الأزهر: لمست في وزيرة خارجية الدنمارك تفهمها الكامل لمشاعر المسلمين، وأنها أسفت لما حدث، وأعربت أكثر من مرة عن أنها حزينة من أن ينظر إلي الشعب الدنماركي علي أنه شعب لا يحترم الأديان. وأضاف شيخ الأزهر: أعتقد أن اختيارها لمشيخة الأزهر ومجيئها الآن وتمسكها بعقد هذا اللقاء لتسمع منا، يمثل خطوة متقدمة وواعدة في سبيل تصحيح العلاقة مع المسلمين، وحرص شديد علي أن تسود بينهم وبين العالم الإسلامي علاقات قوية علي جميع الأصعدة السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية. وأكد شيخ الأزهر أنها طلبت منه أكثر من مرة الاتصال به إذا حدثت مثل هذه الأمور مرة أخري، وأيضاً لتستفيد بتوجيهات الأزهر. ومن جانبها أكدت وزيرة الخارجية الدنماركية «لين إسبرسن»أن الحكومة الدنماركية ضد التجريح والتفرقة بين الشعوب علي أساس عرقي أو ديني. وأوضحت الوزيرة الدنماركية أن حرية التعبير في الدنمارك هي حرية تامة، بحيث لا تستطيع الحكومة الدنماركية أن تتدخل لمنع أي فرد من التعبير عن رأيه بأية صورة، وأشارت في هذا الصدد إلي الأفلام التي صدرت في بلادها تضمنت إساءة للمسيح عليه السلام دون اتخاذ أي إجراء قانوني إزاءها، كما أوضحت أن بلادها تختلف عن معظم الدول الأوروبية في أنها لا تحرم إنشاء أحزاب نازية وليست بها قوانين تحرم إنكار حدوث محرقة لليهود «الهولوكوست» ومن ثم فإنها رغم استيائها لكل ما يمكن أن يسيء للإسلام والمسلمين لا تستطيع وضع قيود علي ما ينشر أو يرسم أو يذاع في بلادها. وقد وجهت وزيرة الخارجية الشكر لفضيلة الإمام الأكبر وطلبت أن تكرر الزيارة في المستقبل لتدعيم الحوار، وتدارك أي شيء يسيء للإسلام والمسلمين والاستفادة من الفكر العلمي المستنير لفضيلة الإمام الأكبر. وأوضح الأزهر في بيان له أن تعبير الوزيرة الدنماركية عن الأسف لما شعر به المسلمون من إساءة لا يعني تقديم اعتذار رسمي، وأن هناك خلطاً بين الأسف والاعتذار ربما يكون ناتجاً عن دقة الترجمة.