في الأسبوع نفسه الذي تم خلاله نشر أخبار حول قيام الشرطة والجيش الإسرائيلي بعمل تدريبات علي اقتحام المسجد الأقصي المبارك ، وذلك بالتزامن مع عمليات اقتحام للمسجد الأقصي قامت بها جماعات يهودية في ذكري ما يسمونه بخراب الهيكل وبحماية من القوات الإسرائيلية ، في الأسبوع نفسه تم تنفيذ الحكم بالسجن علي الشيخ رائد صلاح شيخ الأقصي، في قضية كانت منظورة ضده أمام المحاكم الإسرائيلية منذ عام 2007 خلال أحداث باب المغاربة التي قاد خلالها الاحتجاج علي قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدم تلة المغاربة المؤدية إلي باب المغاربة، وذلك لإقامة جسر عسكري مكان طريق باب المغاربة القديم الذي كان مناسبا لدخول الأفراد وهو الأمر الطبيعي في هذه المنطقة المؤدية إلي المسجد الأقصي ، وبما يحمله إقامة جسر عسكري من إشارة إلي أن سلطات الاحتلال تجهز لاستعدادات عسكرية ضد المسجد الأقصي هذا من ناحية ، ومن ناحية أخري كانت الاحتجاجات التي قادها الشيخ رائد صلاح لسبب آخر هو أن هذا الهدم لتلة المغاربة يترتب عليه هدم لأجزاء من المسجد الأقصي هي الباب الموجود أسفل التلة والمعروف ب ''باب البراق'' والبراق بالطبع هو الوسيلة التي يسرها الله سبحانه لسيدنا محمد «عليه الصلاة والسلام» في رحلة الإسراء الشهيرة من مكة إلي المدينة ، كما يسمي أيضا ''باب النبي'' باعتباره الباب الذي دخل منه الرسول «عليه الصلاة والسلام» إلي المسجد الأقصي في تلك الليلة العظيمة ، وهو في الوقت ذاته المؤدي إلي مصلي البراق الذي يطمع اليهود في الاستيلاء عليه وتحويله إلي كنيس يهودي يتم تخصيصه للسيدات ليستوعب أعدادهن المتزايدة في تلك البقعة من المسجد لأقصي المجاورة لحائط البراق الذي استولي عليه الصهاينة عند احتلال مدينة القدس عام 1967 وقاموا بتحويله إلي حائط المبكي الذي مازالوا يؤدون أمامه صلاتهم اليهودية حتي اليوم . الاتهام الذي تم الحكم بسببه علي الشيخ رائد صلاح بالسجن لمدة خمسة أشهر هو ما أسموه استخدام العنف ضد شرطي إسرائيلي خلال تلك المواجهات دفاعا عن المسجد الأقصي . في طريقه إلي السجن رفع الشيخ رائد صلاح يده بالشهادة وسط عدد كبير من أنصاره قائلا: إن السجن ثمن رخيص جدا من أجل قضية كبيرة وثمينة هي قضية المسجد الأقصي، مكررا ما يحذر منه علي مدي سنوات من أن الأقصي في خطر، لذلك ألقي كلمة حذر فيها من تقسيم المسجد الأقصي بين المسلمين واليهود الذي يسعي الإسرائيليون في المرحلة الحالية إلي تحقيقه مثلما فعلوا في المسجد الإبراهيمي من قبل . إحدي العلامات التي تؤكد أن إسرائيل ترتب بالفعل لخطوة خطيرة ضد المسجد الأقصي هي استهداف الرجال الذين ارتبط اسمهم بالمسجد الأقصي وبالدفاع عنه . فإذا كان السجن هو الحكم الذي صدر مؤخرا ضد الشيخ رائد صلاح بعد عدة أحكام عديدة من قبل ضده بالاعتقال مرات وبالإبعاد عن القدس مرات أخري ، فإن الشيخ الجليل الذي ارتبط اسمه بالمسجد الأقصي كخطيب للمسجد علي مدي أكثر من ثلاثين عاما وهو الشيخ ''عكرمة صبري'' منعته سلطات الاحتلال الإسرائيلي من دخول المسجد الأقصي لمدة عام ، حيث تم منذ فترة تجديد منعه من دخول المسجد الأقصي ستة أشهر أخري ، والاتهام هو قيامه بالتحريض ضد الاحتلال خلال الخطب التي يلقيها في المسجد الأقصي ، ليس هذا فقط بل لقد قرروا كذلك منعه من السفر لأنه كان قد سافر منذ شهور لحضور مؤتمر وتحدث في الفضائيات محذرا من أن المسجد الأقصي في خطر فمتي يفيق المسلمون لإنقاذ أولي القبلتين وثالث المسجدين اللذين تشد إليهما الرحال ، ومسري رسولنا «صلي الله عليه وسلم».