أحدث ظاهرة فنية فى مصر الآن، هى ظاهرة أبو الليف، الذى أخذ الغناء ونزل فى الترعة، فبعد عباقرة المطربين المصريين الذين غنوا للحنطور والحمار والمعزة، وفى الطريق أغانٍ عن بقية الحيوانات مثل القرود والبغال والفراخ الدايخة كمان، بدأت ظاهرة الغناء لكنج كونج، على اعتبار أنه كائن رومانسى ظلمته الأفلام الأجنبية كثيراً، وبعد عباقرة التأليف الذين أثروا الغناء العربى، بكلمات جديدة تناسب العصر، مثل روحى فى داهية يا حبيبتى، وإلهى تتكسح وتتشل ويشيلوك فى قفة يا حبيبى، ظهر أيمن بهجت قمر، ليضيف إلى التراث الغنائى كلمات مثل خرنج، وكاويرك، فى محاولة لإعادة المؤثرات الشعبية العظيمة، التى نسيها المصرى وأعتقد أنه فى أعماله القادمة، سوف يستكمل هذه المؤثرات الشعبية العظيمة، ويقدم لنا.. «أنا مش مختوم على قفايا.. عشان تلعب بديلك معايا»، و«الجزمة ضيقة.. وباكل مفتقة». لقد حاول أيمن بهجت قمر استغلال النجاح الذى حققته أغنية «يتربى فى عزو» التى استخدم فيها مصطلحات أصبحت تردد بقوة فى الشارع المصرى، مثل أنتخة، فحاول أن يقدم لنا أغنية تحدث طفرة لغوية نكاية فى مجمع اللغة العربية، الذى هرانا مصطلحات خنفشارية، مثل تفشحط الفشحاط فى فشخندلى، مما دمر اللغة العربية وجعل الناس تتريق عليها، لكنه لم يدرك أن نجاح يتربى فى عزو.. كان مرتبطا بتعبيرها عن العمل الدرامى، لكن عندما يقدم أغنية، تقدم لنا كلمات مثل كاويرك وخرنج، التى أطلقها عادل إمام فى مسرحية شاهد ما شافشش حاجة. فهذه بداية لعصر من الغناء الكاويركى، الذى سيأخذ الفن الغنائى إلى منحدر لن ينهض منه أبدا، وسوف يقف الناس بعد ذلك، ليحرقوا شرايط أم كلثوم وعبدالحليم وشادية، على اعتبار أنها أغانى معقدة، لا تتناسب مع برطعة العصر، وعلاقته الحمارية، ومع ظهور التوك توك. لقد ضحك الناس كثيرا عندما ترك شعبولا المكوة وبدأ يغنى هابطل السجاير، وخلى بالك من الكمين، وهو على الأقل كلام لا يصل إلى ردح الحوارى، فماذا سيفعلون الآن وهم يسمعون المطرب العالمى أبوالليف وهو يغنى أنا مش كاويرك؟! ورحم الله الغناء رحمة واسعة، وألهم أهله الصبر والسلوان..