عالم متكامل من الشيكولاتة.. فأينما اتجهت بنظرك تري الشيكولاتة.. هذا أقل ما يقال عن مهرجان الشيكولاتة الذي أقيم لأول مرة في مصر بل في دولة عربية «SALON DU CHOCOLAT» أو المعرض الدولي للشيكولاتة الذي أقيم بأحد الفنادق الكبري في القاهرة شهد عروض أزياء بفساتين مصنوعة من الشيكولاتة وكذلك أركانا لطهي أشهي وأغرب الأطباق من الشيكولاتة حتي ركن الأطفال يعتمد علي تشكيل الشيكولاتة علي هيئة أشكال مختلفة.. حاتم سالم رئيس مجلس إدارة الشركة المنظمة للمهرجان والمسئول عن المهرجان في مصر يقول عن المهرجان: «مهرجان الشيكولاتة الدولي من أكبر المعارض العالمية منذ 16 عاماً يقام في 16 عاصمة حول العالم باريس ونيويورك وموسكو وطوكيو وغيرها وكان من باب المغامرة الاقتصادية والفكرية أن يقام هذا المهرجان في دولة عربية هذا العام.. والحمد لله نجحت هذه المغامرة نجاحاً فاق التوقعات، فالإقبال علي المهرجان كبير جداً والشرائح التي تقبل عليه مختلفة ومتعددة.. فهناك ركن للأطفال للاستمتاع بالرقص والغناء وتشكيل الشيكولاتة وتذوقها وهناك عرض أزياء للسيدات والرجال ومسابقة بين الطهاة واستعراض لأغرب الأطباق التي تعتمد علي الشيكولاتة: كما يضم المعرض رجال الأعمال وصناعة الشيكولاتة وبدأنا بعد النجاح الذي شاهدناه في المهرجان في التفكير للعام القادم علي أن يحتوي أفكارا جديدة ومبتكرة نضيفها علي المهرجان. جين كالدويل واحدة من أفضل 10 طهاة شيكولاتة في أمريكا الشمالية كانت في جناح جالاكسي تقدم أصنافاً لذيذة ومختلفة من الشيكولاتة البيضاء والسوداء وجذبت أنظار واهتمام كل من بالمعرض. الخيمة خيمة كبيرة تشعرك بجو البادية اقتربنا منها فوجدنا أصنافاً مختلفة من الشيكولاتة والجديد أنها مصنوعة بلبن الإبل يقول مارتن هان المدير العام للشركة المصنعة لهذا النوع من الشيكولاتة: «لبن الإبل له فوائد كثيرة ونستخدمه في الإمارات في صنع الشيكولاتة ووجدنا الشعب المصري عاشقا للشيكولاتة لذا نفكر في فتح فروع لشركتنا هنا في مصر أيضاً بعد هذا الشغف والإقبال الذي وجدناه من المصريين». أشكال الشيكولاتة يقدمها محترفون مجموعة من الشيفات قاموا بصنع أشكال من الشيكولاتة منها تماثيل كبيرة مثل برج إيفل وعروسة البحر ويقومون أيضاً بتقديم وصفات لأصناف من الشيكولاتة ويتجاوبون مع السيدات اللاتي يستفسرن عن كل ما يخص استخدام الشيكولاتة في صنع هذه الأصناف. ركن الأطفال ركن خصص في المهرجان للأطفال يرقصون علي أنغام ال DJ ويصنعون أشكالاً فنية بالشيكولاتة كما يفعلون بالصلصال.. ندي طفلة عمرها 7 سنوات استمتعت كثيراً بما تصنعه وتقول: «المهرجان جميل وأنا سأظل طول اليوم في هذا الركن المخصص للأطفال وقد صنعت أشكالا كثيرة من الشيكولاتة مثل هذه العروسة». مجموعة أخري من الأطفال تتراوح أعمارهم ما بين الثانية والعاشرة كانوا منهمكين في التشكيل بالشيكولاتة تقول والدة أحدهم: المهرجان مناسب جداً لفترة الإجازة وأطفالي استمتعوا كثيراً وأنا عن نفسي استمتعت بالوصفات الجديدة التي يقدمها الطهاة في الجناح الآخر وسأحرص علي تجربتها في البيت. عن الشيكولاتة ولأن الحديث عن الشيكولاتة وتاريخها لا يحتاج إلي متخصصين بقدر الاحتياج إلي عاشقين مستمتعين بمذاق الشيكولاتة ومؤمنين إيماناً كاملاً أن الشيكولاتة ليست مذاقاً لحظياً أو وقتياً و ينتهي، وإنما قد تؤثر علي حالتك المزاجية، فللشيكولاتة أسرار ولاكتشافها تحدثنا مع «إدوارد سيجوين» عن عالم الشيكولاتة باعتباره أكثر الشخصيات البارزة في عالم الشيكولاتة والذي جعل العديد من الزوار يلتفون حوله بحديثه الشيق عن الشيكولاتة.. هو علي الرغم من أنه مهندس كيميائي وتخرج في جامعة كاليفورنيا بتقدير جيد جداً إلا أنه فضل اكتشاف عالم الشيكولاتة وبالفعل أصبح أهم الشخصيات البارزة فيه والذي يستطيع أن يحدثنا عن تاريخ الشيكولاتة وجهود (مارس) من أجل الاستمرارية والنجاح في هذا العالم وقال «إدوارد سيجوين»: إن أغلب الشعوب ومنهم المصريون لا يعرفون تذوق الشيكولاتة لتنقل لهم الإحساس الذي يريدون أن يعيشوا فيه فأكل الشيكولاتة له أوقات خاصة وتؤكل بطريقة خاصة وهي طريقة الاستحلاب أما جميع الأشخاص أو الأغلب منهم فيأكلون الشيكولاتة قطعة تلو الأخري وكأنها «فشار» «Pop Corn » دون أن يطلقوا لأنفسهم العنان بمخيلاتهم للحصول علي أفضل استمتاع لمذاق الشيكولاتة. كما حدثنا أيضا عن نبتة «الكاكاو» والتي تصنع منها الشيكولاتة وكيفية زراعتها والوقت المناسب لحصادها واستخدامها وتحدث عن المجهود الذي تبذله الشركة في أن تجعل اسمها في المقدمة دائما بين باقي أنواع الشيكولاتة.. وأثناء الحديث قام بتقديم «قطع شيكولاتة» للزائرين المستمعين للمحاضرة وجعلهم يستحلبونها ويغمضون أعينهم ليتحدث كل فرد عن الشعور الذي راوده أثناء قيامه بهذا. النحت بأسلوب آخر ولأن الاختلاف دائماً يعبر عن مفهوم واحد وهو التميز، فاستطاع الشيف «كارتي» الهندي أن يتميز علي «النحاتين» بأسلوب آخر و بمواد أخري وبأداء رائع فهو يقوم بالنحت بالشيكولاتة، فهو فن رائع وفي الصالة خطف أنظار جميع الموجودين ليرسم علي شفاههم بسمة تعبر عن إعجابهم بعمله الرائع ويرسم فوق رءوسهم علامات الاستغراب والاستفهام عن بعض الأسئلة، لذلك تحدثنا معه فقال: النحت بمادة الشيكولاتة يأخذ مني يومين فقط.. وشاهدناه وهو ينحت صورة لأحد الزائرين ولديه قوة ملاحظة عجيبة، فهو ينظر إلي الصورة نظرة مطولة ويحفظها في رأسه ويبدأ في النحت و ينظر إلي الصورة مرة أخري إذا لزم الأمر ذلك.. والشيف «كارتي» قدم أروع عروض في مهرجان الشيكولاتة، فقد قدم نحتا لامرأة تشبه الإسبان وترتدي فستاناً إسبانياً وقام بتقسيم الفستان إلي نصفين طوليين متساويين، جزء نحته بالشيكولاتة البيضاء دون كاكاو وجزء بالشيكولاتة العادية ونال هذا العمل إعجاب جميع المشاهدين، كما أنه قام بنحت أشكال حيوانات مثل الزرافة و قدم بعض المزهريات والتماثيل من نحته وقال أنه يعشق الشيكولاتة لذلك أراد لها شكلاً مختلفاً وفناً وهو النحت بها. إذا رأيت الشيف «كارتي» ستري في عينيه الإصرار والعزيمة والقدرة علي الإبداع والابتكار فهو ليس «شيفا» فقط أو مجرد هاو وإنما «عاشق الشيكولاتة» ومن يعشق الشيكولاتة لابد أن يكون مختلفاً عن آكل الشيكولاتة، فالعشق يولد الإصرار والعزيمة. السوشي الجديد وهذه الفقرة نخصها للجميع وليس لعشاق «السوشي» لأنك إذا لم تكن من محبي «السوشي» فعليك أن تأخذ الخطوة وتقدم علي تذوقة بالشكل الجديد، أما إذا كنت من محبيه فهل تذوقته بعد ذوبانه في قطرات الشيكولاتة؟! ولأن الشركة أرادت أن يكون المهرجان الخاص بها غريباً وجديداً ومتطورا، بذلت مجهوداً كبيراً في تقديم الأشياء نفسها بشكل مختلف فلم يكن غريباً أن تقدم أطباق السوشي بالشيكولاتة والذي قامت به أشهر سلسلة مطاعم «السوشي» بمصر.. وقدمت أطباقاً مختلفة بمذاق مختلف ومفهوم عصري وكان الشيف تامر عادل هو أحد المسئولين عن تقديم أشهي الأطباق ليتذوقها الزوار ووجدنا إقبالا كبيراً من الزائرين ودائماً كنا نسمع نفس السؤال من الزوار «ياتري طعمه هيكون إزاي؟» وهو نفس السؤال الذي كان يدور في ذهننا حتي تذوقناً «السبرينج رولز بالشيكولاتة» و«الجمبري بالكنافة المذابة في الشيكولاتة» وكانت من أفضل ما تذوقنا وقال الشيف تامر: كل الزائرين أثناء إعدادي للطبق أجد في وجوههم علامات الدهشة ويبادرون بالسؤال «إزاي سوشي بالشيكولاتة؟!» لعدم وجود أي علاقة بينهما ولكن زال الاستغراب بعدما تذوقوا وعلموا أن للسوشي مذاقاً آخر لا يشعر به إلا عشاق الشيكولاتة.. وأضاف أنه قد يدخل بعضا من هذه الأطباق إلي سلسلة مطاعمهم عندما تجد قبولاً ومفهوماً لدي الزوار و سيأخذ أكثر ما نال إعجابهم لتقديمه وأكد أن النجاح لابد أن يكون وراءه الاختلاف والتميز وعندما عرضت علينا الشركة التعامل معها في هذا المهرجان أعجبتنا الفكرة وأردنا أن نشارك في هذا التميز وفي الواقع هي فكرةً مجازفةً و لكن جميلة. أسر عديدة والمتعة واحدة كثير من الأسر جاءت للاستمتاع بالمهرجان خاصة أنه واكب إجازة عيد الربيع.. محمد عزام وزوجته إيمان قاسم وابنتهما إيناس لم يجدوا أفضل من مهرجان الشيكولاتة لتقضية الإجازة تقول إيمان: «المهرجان رائع وأتمني أن يتكرر كل سنة، فهناك العديد من الأشكال الفنية المصنوعة من الشيكولاتة وتعليم أفضل طرق استخدام الشيكولاتة في المطبخ وأصناف غريبة كالسوشي بالشيكولاتة لنكسر الروتين الذي نعيشه في مطبخنا وفرصة لأسأل الشيفات عما أحتاجه من نصائح في المطبخ.