موضوع شائك وحساس.. ولكنه انتشر بشكل كبير في أيامنا تلك.. فقد تلقيت عدة رسائل مضمون شكواها واحد: زوجي عاجز جنسياً!! مأساة كبيرة تعاني منها الكثيرات!! فستان الفرح.. الطرحة.. الزغاريد.. المعازيم.. الزفة وفارس الأحلام.. أشياء تحلم بها كل فتاة وتنتظر اليوم الذي يتحقق فيه هذا الحلم الجميل.. ولكن.. ماذا لو تحقق.. وبعد أيام أو أسابيع يخيب أملها.. وينطفئ الحلم وتفيق علي كابوس مخيف مرعب عندما تكتشف أن زوجها.. فارس أحلامها.. ليس رجلاً كاملاً بل مصاب بعجز جنسي تام!! وتظل الزوجة كما هي.. عذراء!! والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ويطرحه كل الناس: لماذا يقدم هؤلاء الشباب - الذين يعلمون بحقيقة حالتهم وعجزهم الجنسي التام - علي الزواج؟ وما ذنب الفتيات اللاتي يتعرضن لمثل هذه التجربة المريرة؟! رسالة حزينة تلقيتها من فتاة عمرها 25 سنة فقط قالت لي حبيت أروي لك تجربتي المريرة في الزواج كي تحذري الفتيات وأهلهن بضرورة توخي الحرص والحذر وإطالة فترة الخطبة كي لا يقعن في المصيبة التي وقعت أنا فيها. تقول: كان عمري 25 عاما عندما تعرفت علي شاب في النادي وكانت معرفة قصيرة سطحية بصراحة كان طول وعرض ووسيم.. تقدم لخطبتي فوافقت أنا وأسرتي فقد كانت ظروفه الاجتماعية والمادية والعائلية ملائمة ولكنه أصر علي طلب غريب وهو أن تكون فترة الخطوبة قصيرة علي أساس أنه جاهز ولا داعي للانتظار.. فتزوجت في حفل كبير أنيق بعد فترة خطوبة لم تزد عن شهرين!! بعد الزواج مباشرة لاحظت أن زوجي غير طبيعي ولا يحاول الاقتراب مني مطلقاً.. وشعرت بأنه يعاني من مشكلة ما، ولكني أرجعت ذلك إلي الخوف أو القلق أو الخجل الذي يحدث بشكل طبيعي في بداية الزواج بين الطرفين.. واعتقدت أن هذه الحالة عرضية مؤقتة وسرعان ما ستزول.. ولكن.. مر الوقت.. أيام.. أسابيع.. شهران وثلاثة ولا شيء!! حكيت لأمي ما حدث وقالت لي زوجك يعاني من مشكلة ما وطلبت مني ضرورة سؤاله عما يحدث؟ تكلمت معه وفي البداية أكد لي أن ما يعاني منه هو عجز وقتي وأخبرني أنه ذهب إلي أكثر من طبيب وأكدوا له جميعاً أنه طبيعي وأنه مع مرور الوقت سيعود لحالته الطبيعية!! صدقته وقررت الانتظار وإعطاءه مهلة.. ولكني بدأت أقلق عندما حاول فض بكارتي بوسيلة غير طبيعية فرفضت رفضاً قاطعاً.. وهنا بدأت معاملته لي تتغير وبدأ في ضربي وتعذيبي وحبسي في المنزل.. وهنا تأكدت أنه إنسان غير سوي وأصررت أن أذهب معه إلي الطبيب لأسمع بنفسي ما سيقوله له وبالفعل قال الطبيب إنه يعاني من ضعف جنسي تام وهو مولود به نتيجة لعيب خلقي وأنه لا أمل في شفائه مطلقاً!! طلبت الطلاق.. طالبني بالصبر.. رفضت وأصررت.. عاندني ورفض خوفاً من الفضيحة.. حكيت كل شيء لأهلي الذين تدخلوا وأخذوني عندهم وضغطوا عليه ورفعوا عليه قضية طلاق.. فرفع هو علي قضية طاعة.. واضطررت في النهاية إلي اللجوء للخلع وأصبت بعدها بصدمة نفسية وعصبية عنيفة من جراء ما حصل و«البهدلة» التي تعرضت لها وشعوري بأني مفضوحة وقصتي كانت علي كل لسان.. خاصة أن طليقي ردد بقوة أن العيب في أنا.. تدهورت صحتي وفقدت بريقي.. وجلست في البيت سنة ونصف لا أريد أن أري أحدا ولا أن يراني أحد وترددت علي العيادة النفسية لأتعالج من الاكتئاب بعد أن أصبحت حطام «امرأة».. قصدي حطام «فتاة»!! فأنا لم أصبح امرأة بعد!! رسالة ثانية تلقيتها من زوجة عمرها 28 سنة متزوجة منذ 3 سنوات ولديها طفل عمره عامان. تقول: منذ بدء زواجي لم تكن هناك بيني وبين زوجي علاقة زوجية طبيعية سوي مرات معدودة وكانت علي فترات متباعدة وبعد إنجابي لطفلي الوحيد هجرني زوجي في الفراش إلي الأبد.. وتعمد أن ينقل عمله في مدينة ثانية غير التي أعيش فيها ليبتعد عني نفسياً وجسدياً وكان لا يأتي لزيارتي سوي لساعات معدودة يراني ويري طفله ويغادر مباشرة دون أن يقيم معي أي علاقة.. بصراحة كنت في حيرة شديدة ولا أدري سر ابتعاده عني فأنا جميلة وأهتم بنفسي جداً ويتمناني أي رجل.. وكنت مجروحة جداً كامرأة.. ثم شكيت في أن تكون هناك امرأة ثانية في حياته.. بحثت وفتشت ووصلت للسر الذي كاد أن يودي بي وبعقلي فقد كان زوجي فعلاً علي علاقة ولكن.. ليس بامرأة بل برجل مثله!! وتأكدت من شذوذه الجنسي وكان من النوع الثنائي الجنسي أي «Bio-sexual» فقد اعترف لي بحقيقته وقال أنه عندما قرر أن يتزوج حاول البحث عن فتاة شاذة مثله ليتزوجها ليداريا معاً عيبهما أمام الناس ويكون وضعهما الاجتماعي مقبولاً في المجتمع ولكنه لم يجد أو لم يوفق في ذلك فاضطر إلي الزواج مني وضغط علي نفسه ليقيم معي علاقة حميمة من أجل هدف الإنجاب فقط ليثبت للناس أنه رجل كامل وطبيعي ثم لم يستطع الاستمرار ولذا هجرني وترك المنزل بل المدينة كلها ليستقر مع هذا الرجل الآخر!! قصصي مؤلمة.. محزنة.. صادمة.. وأيضاً مقززة.. قررت كتابتها بعد أن تلقيت العديد من الرسائل التي تحمل نفس الشكوي فأيقنت أن الموضوع موجود ومتكرر.. وأيضاً لدق ناقوس الخطر لدي الفتيات المقبلات علي الزواج وأهلهن لتوخي الحذر والحيطة في هذه المسألة بالذات.. وعليهم أن يطيلوا فترة الخطبة قدر الإمكان علي ألا تقل مدتها عن عام علي الأقل حتي لو توافرت الإمكانيات المادية لسرعة إتمام الزواج.. وضرورة التمسك بالفحص الطبي الشامل قبل الزواج وتطبيقه ومراقبته من المتخصصين كي لا يتم فيه أي تلاعب. أما عن تساؤل البعض لماذا يتزوج هؤلاء الشباب من فتيات أبرياء لا ذنب لهن وعلي الرغم من معرفتهم الكاملة بحقيقة حالتهم وأنهم عاجزون جنسياً هذا لأنهم للأسف يريدون أن يثبتوا لأهلهم والمجتمع أنهم أسوياء وطبيعيون وأن العيب ليس فيهم بل بيطلعوه بقدرة قادر بعد الزواج أنه في الفتاة!! ولكن يجب أن يعلم هؤلاء الشباب جيداً أن تصرفهم هذا يعتبر قمة في الأنانية والانحطاط لأنه ما أبشع أن ندخل في مشروع زواج بهذا الكم من الغش والخداع مع سبق الإصرار والترصد وياليتهم يراعون ربهم وضمائرهم ويحافظون علي بنات الناس اللاتي لا ذنب لهن.. ويعتبرونهن مثل شقيقاتهم اللاتي لن يرضوا لهن بالطبع بمثل هذه «البهدلة» والذل والهوان!!؟