خلصت المدرسة وكان مجموعي كبير والحمد لله واعطتني مديرة المدرسة الملف وكسرت زير ورايا وهي بتقول: الحمد لله خلصنا من نحسه ومشيت وأنا أتساءل تقصد مين!! توجهت لمكتب التنسيق وحاولت مثل الآلاف الآخرين أن أقف في الطابور الأطول من سور الصين العظيم وكتبت كلية الفنون الجميلة التي كانت حلم حياتي ولكن فرقت معايا علي درجة واحدة ولكني أصريت علي التفاؤل وقررت ادخلها بس أقاليم رغم أنها المرة الأولي التي أسافر فيها خارج القاهرة وأسيب تهاني وابو السعد لوحدهم، لكن الغريب لقيتهم أول ما عرفوا موضوع الأقاليم ده، الفرحة نطت من عينيهم، ولقيت تهاني بتحضني وتقولي.. روح يابني إلهي يحفظك ويحفظ الأقاليم منك ياضنايا. حضرت شنطتي وكل متعلقاتي وكل أدوات الرسم المفضلة لي وأنا أفكر في التراجع عن قرار الأقصر ولا أكمل حباً في هوايتي ولكن أرجع أتفائل وأقول كلها سنة وأجيب تقدير وأرجع القاهرة تاني! وخرجت من هنا، ولقيت تهاني بتبخر الشقة.. مش عارف ليه في يوم السفر كان مقرر للقطار المتجه للأقصر القيام الساعة 12 ليلا والوصول الساعة 12 صباحا وعشان ما أحسش بالوقت نمت حوالي 5 ساعات وأنا أحلم أني نايم علي الكرسي في أوضتي ومدلدل رجلي أمام الدفاية وباسمع عبدالحليم وهو يغني حبك نار.. فجأة حسيت أن رجلي بتتلسع بجد صحيت علي أصوات صراخ وصياح وناس بتتخانق وناس بتنط من الشبابيك أتاري القطر مولع من أوله لآخره ولسه ماشي برضه عشان السواق جه يشد الجزرة ملقهاش، أتاري العيال الصيع سرقوها، علي اعتبار أنها تنفع مزة مع السبرتو، المهم.. ربنا ستر ونفدت من الحريقة قلت ده دعا تهاني لي، وفي أول يوم في المدينة الجامعية بعد رحلة دامت 20 ساعة بعد حادث القطار رأيت شاب عريض قوي البنيان ولا محمود فرج بتاع زمان اللي كان بيطلع عشان فريد شوقي يفقعه العلقة ومعاه 3 شنط فقلت أساعده في شيلهم وأتعرف علي صديق جديد بالمرة وبالفعل عرفته بنفسي وقالي: اسمه عنتر فجلة وعرضت عليه أشيل الشنط معاه ووافق، أعطاني شنطه وشال 2 ربنا يكسحه البعيد وأخدنا في طلوع السلم وعند آخر سلمه مد يده ليأخذ مني الشنطة وأنا أناولها له، أنزلقت من يدي، ونزلت فوق دماغ راجل كان معدي بالصدفة وانسكبت الألوان علي بدلته الأنيقة حتي أصبح شبه البلياتشو، فجرينا أنا والأخ عنتر ووضعنا الحقائب في أي حتة، وذهبنا إلي المطعم وقبل أن نبدأ في الأكل.. دخل فجأة رجل دمه سايح وبدلته لوحة تشكيلية رائعة سألت الأخ اللي جنبنا مين الراجل ده، فقال: مدير المدينة الجامعية ولقيته جاي ناحيتنا وعنيه بتطق شرار.. فقلت لعنتر.. خبي قفاك يا ضنايا.. وأدركت أن أيامي في المدينة هاتبقي آخر حلاوة.. برضه من باب التفاؤل.