الليلة الثانية من ليالى «ألف نيلة ونيلة» يُحكى يا سادة يا كرام عن مدينة من مدن الأحلام، الزمان: بص فى ساعتك دلوقتى وأنت تعرف، المكان: على بُعد شارع واحد «م» الميدان العام، كان عايش «ف» حاله وراضى بقليله، بس اتخنق «م» العيشة واللى عايشينها، «م» اللحمة اللى سعرها يوماتى فى الطالع وصحته اللى كل مالها فى النازل، معذور ما العوزة تملى تفبرك كل الخلق التايهة فى سوق العصر، وتبلع منهم كل مهية شهر بشهر، تعب من كتر القول واستنجد بكذا مسئول، ولا بقى نافع ماسيدج ولا حتى ميزد كول، قرر يهرب من محبسه يمكن يخرج «م» الحالة اللى فيها، فاتمشى فى شوارعها وحواريها وجرب يحكيلها ويشكيلها، ملقاش فايدة لأن الجواب كان «فوت علينا بكرة»، بس هروبه خلى الدنيا اتقلبت «مين اللى فتح البيبان». بالصدفة بعد هروبه كان ماشى فى شارع «الحرية» فسمع هيصة وظيطة، أتاريها حفلة تنكرية، الحفلة كانت جنان وكل واحد فيها لابس قناع حيوان، دخل صاحبنا الحفلة باقتناع بس من غير قناع، قرر يشوف الخلق «بالألوان الطبيعية»، لما تتخفى بمليون وش وطاقية، الضحك كان عالى هناك، راح واستمع بس بحذر، واحد سأل «تعرف يعنى إيه ديمقراطية؟» رد التانى «يعنى يكون عندك اثنين تتركهما يعملوا اللى هما عاوزينه وبعدها يتركاك لوحدك» فضحك كثيرا، ثم سأل مرة أخرى «يعنى إيه ديكتاتورية؟» فرد الثانى «يعنى يكون عندك اثنين تمنعهما من الصراخ أو الإدلاء بتصريح، فتعالى الضحك بصوت أعلى، هذه المرة وجه سؤاله للجميع «يعنى إيه أحزاب» فلم يجب أحد، فأجاب على سؤاله بنفسه «يعنى يكون عندك من يساهم فى تأزم المشاكل ويعانى من ثلاثة أمراض العمى والصمم والبكم» فتعالت أصوات الجميع ضاحكة، عندها دخل حراس حديقة الحيوان طالبين من الحضور فى الحفل التنكرى خلع أقنعة الحيوانات التى يرتدونها لأنهم يبحثون على أسد «هربان» فعمت حالة من التوتر فى المكان.. الغريب أن الأسد لم يفكر فى الهرب.