حفل سجل اتحاد الكرة المصرى فى الآونة الأخيرة بالعديد من الأزمات الإدارية المستعصية التى فشل فى إيجاد حلول لها سواء كانت هذه الأزمات على المستوى المحلى بمصر مثل أزمة البث الفضائى التى لم تنته بعد أو على المستوى القارى، والتى جاءت واقعة الطوبة الشهيرة التى قذف بها أتوبيس لاعبى المنتخب الجزائرى فى المباراة الأولى بالقاهرة لتكشف مدى فقدان مسئولى الجبلاية وعلى رأسهم سمير زاهر رئيس الاتحاد للاحترافية فى التعامل فى فن إدارة مثل هذه الأزمة، والتى نجح نظيره محمد بن روراوة فى تطويع كل الظروف التى أحاطت بواقعة الطوبة لصالح بلاده وتصوير الجمهور المصرى للعالم الخارجى على أنه جمهور متهور ومتعصب يعشق ويهوى العنف والبلطجة! ومازاد الطين بلة هو تقاعس الجبلاية عن تقديم شكوى للفيفا لحفظ حقوقنا، والأدهى من ذلك هو المؤتمر الصحفى العالمى الذى ينوى زاهر إقامته خلال الأيام القادمة لكشف التجاوزات الجزائرية، ويأتى هذا المؤتمر بعد (الهنا بسنة) وبعدما انفض المولد تماما واستقرت الجزائر على أماكن الإقامة الخاصة بها خلال بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ومعرفة فرق مجموعته بمشوار المونديال، فضلا عن صرف مسئولى الاتحاد بالجزائر المكافأة المخصصة للمنتخبات الصاعدة للمونديال، وتقدر بنحو مليون دولار بالتمام والكمال. أعضاء الجبلاية تباروا فى الدفاع عن سياسة العمل داخل اتحاد الكرة وكانت البداية مع حازم الهوارى - عضو مجلس إدارة الاتحاد، والذى أكد أن مسئولى الاتحاد المصرى لكرة القدم يعلمون علم اليقين أن ما يتم التحضير له الآن لن يغير شيئا سواء بإعادة المباراة أو حرمان الجزائر من الصعود للمونديال، وكل ما يعنى الجبلاية هو ضرورة حصول المخطئ على جزاء فعلته، مشيرا إلى أنه حق دولة لا يمكن السكوت عنه مطلقا. واعترف الهوارى بفشل مسئولى الاتحاد فى مجاراة نظيرهم بالجزائر والتأخر فى تقديم شكوى ضد المباراة أمام الاتحاد الدولى (الفيفا)، وهو ما أضعف من موقف مصر أمام الاتحاد الدولى، بالإضافة إلى أساليب الخداع التى تفنن الجزائريون برئاسة (روراوة) فى اختراعها مثل واقعة الطوبة، وإصابة عدد من لاعبى الجزائر، وهو ما لم يحدث على أرض الواقع، ولكن (روراوة) من خلال نفوذه داخل لجنة الانضباط بالفيفا استطاع إقناع الجميع والعالم بأنه المفترى عليه لا المفترى !! سياسة التخدير ومن جانبه أكد مجدى عبد الغنى - عضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى لكرة القدم- أن حالة الجبلاية والسياسة العامة المتبعة داخله لا ترضى أحداً، وتبرز مدى التخبط الإدارى والفشل الذى يستشرى بين جنبات اتحاد الكرة، وانعكس ذلك على إدارة الأزمات خارجيا أو ما يخص الأزمات على المستوى الدولى، مضيفا: ليس أدل على ذلك من فشل الاتحاد وعن جدارة فى إدارة معركته مع نظيره الجزائرى أمام الاتحاد الدولى (الفيفا). وأرجع أسباب ذلك إلى سياسة التخدير التى يتبعها رئيس الجبلاية فى التعامل مع أزمات الكرة المصرية بالداخل حتى تهدأ العاصفة، لافتا أن هذا ما يحدث الآن ولن يسمن المؤتمر العالمى للجبلاية ولن يغنى من جوع بل هو شىء من أجل الحفاظ على ماء الوجه على المستويين الدولى والقارى.. ليس أكثر من ذلك ولا جدوى منه إلا توضيح الصورة والحقائق داخليا وخارجيا. رب البيت واتفق أيمن يونس عضو مجلس الإدارة مع عبدالغنى فى الرأى أن الفترة الأخيرة للمجلس الحالى للاتحاد قد شهدت تدهورا ملحوظا فى التعامل مع الأزمات الداخلية أو الخارجية مثل الأحداث التى صاحبت مباراة المنتخب الوطنى بأم درمان، وفشل توصيل الحقيقة للمراقبين والمسئولين بالفيفا على عكس موقف الجزائر التى استغل رئيس اتحادها موقعه داخل الفيفا للدفاع عن بلده، فى حين لم يقف هانى أبو ريدة كحائط صد للدفاع عن سمعة بلاده. وأشار يونس إلى أن هذا التخبط الإدارى فى التعامل مع الأزمات الطارئة والحرجة والمهمة يرجع لرب البيت وهو سمير زاهر الذى يمتلك وحده حق تحديد القرار، والذى آثر السلامة مع (روراوة) فى معركتنا معه أمام الفيفا لأسباب غير واضحة أو معلومة حتى هذه اللحظة. وتوقع عضو الجبلاية أن تنتهى هذه الزوبعة بغرامة مالية كبيرة على مصر ووجود عقوبات إدارية مثل حرمانه من الجماهير أو إقامة بعض المباريات على أرضها، وهو ما قد لا يحدث مع الجزائر الذى يعد موقفها الأقوى أمام الفيفا بفضل تحركاتها الواعية الاحترافية ونجاحها فى إدارة الأزمة على عكسنا تماما. ظروف أما محمود الشامى (عضو الجبلاية) فقال: الأمور داخل اتحاد الكرة ليست بهذا السوء الذى يتحدث به البعض من وجود تخبط إدارى، وفشل فى حل الأزمات، لأن المسئولين عن الكرة المصرية محترفون وعلى دراية وقدرة بمواجهة أى أزمة وإن كانت الأخيرة لها ظروفها الخاصة، ولا يعنى التأخر فى إدارة أزمة واجهتنا أنها نهاية العالم مع العلم أننا راعينا الأخوة مع الأشقاء الجزائريين. وأضاف الشامى أن الجميع بمن فيهم (سمير زاهر) لا يسعون فقط إلا لإظهار الحقيقة، وهذا نوع من أنواع فن إدارة الأزمات الذى يجيده مسئولو الجبلاية، ولكن كما قلت فإن هذه المرة كانت الظروف المحيطة غير مهيأة، وكان الجميع يستعد للفرحة الكبرى والتى حتما كانت ستطغى على أى شىء آخر أو أى أزمة طارئة، وتظهر على سطح الأحداث، لافتا إلى أن كل ما يهمنا الآن هو توضيح الحقيقة للعالم كله.