فى ظروف سياسية ملبدة بالغيوم والتوترات ليس أمامنا سوى الرحيل إلى عالم رحب أكثر وسعا وحبا وتألقا وفنا.. هذا ما شعرت به عندما صافحت عيونى المعرض السنوى المختلف والمهم «كوميكس» الذى أقامته مجلة «باسم» للأطفال خلال يومين بدار الأوبرا حيث استغلت المجلة مرور 52 عاما على صدورها لتقدم ما يقرب من خمسين لوحة من فن القصص المصورة «الكوميكس» وهو أحد الفنون الذى يفرض حضوره الخاص كوسيلة قريبة للأطفال بمختلف أعمارهم، وتنوعت أعمال المعرض بين أعمال الجيل الأول من الفنانين الذين عرضت أعمالهم فى السنوات الأولى من عمر المجلة وبين أعمال الفنانين الشباب الذين ساهموا فى تطور هذا الفن واستمرارية تواصل أطفال اللعبة الجديدة معه، ويضم المعرض أعمالا لرواد فن القصص المصورة ومنهم فواز وميشيل معلوف وعبدالعال وسمير عبدالمنعم وهدى وصفى وأيضا ممثلو الجيل الجديد لفن القصة المصورة ومنهم خالد عبدالعزيز ومحمد السيد توفيق وأحمد رضا كامل ومحمد عبدالهادى وأحمد النبراوى. ويميز المعرض الذى يكسر تقليدية معارض تقليدية معارض الفن التشكيلى بتنوع الأساليب الفنية وقدرة كل فنان على ارتياد مناطق جديدة حاملين معهم ألوانا رائعة ومبهجة ومعبرة عن القصص التى يرسمونها ونجد فى المعرض أيضا أرشيفا مهما لأكثر من فنان «كوميكس» شارك فى تاريخ المجلة، فضلا عن تخصيص مساحة بالمعرض لورشة عمل فنية شارك فيها القراء وأطفال المجلة بالإضافة إلى تخصيص مساحة لزائرى المعرض وبالتحديد من الأطفال لإطلاق عنانهم ورسم يحلو لهم على الصفحات البيضاء المخصصة لهم. ورغم غياب د.عبدالمنعم كامل رئيس دار الأوبرا عن افتتاح المعرض إلا أن كلا من الدكتور حازم فتح الله عميد كلية الفنون الجميلة السابق و الدكتور عزام محمد الدخيل الرئيس التنفيذى للمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق قد افتتحا المعرض ورسم كل واحد منهما رسومات بسيطة كنوع من المشاركة مع أطفال وزائرى المعرض الذى حظى بإقبال جماهيرى واسع منذ يومه الأول ويقول لى أحمد سيد أمين مدير تحرير مجلة «باسم» إن المجلة شهدت صفحاتها الكثير والكثير من إبداعات فن «الكوميكس» على يد كبار الفنانين وشبابهم الأمر الذى دفعنا للتفكير فى طريقة للاحتفاء بهذه الأعمال المتميزة من خلال معرض «كوميكس» صفحات من تاريخ مجلة باسم وقد تنوعت الأعمال المقدمة بين رواد هذا الفن وشبابه لتشكل معرفة فنية راقية تتسع بالألوان والبهجة والإبداع.