كيف يقتل إنسان إنسانا آخر من وطنه ثم يعود إلى بيته فيأكل ويشرب ويضحك وينظر فى عيون الأبناء؟ كيف تهون دماء الإخوة فى الوطن؟ الله جل فى علاه قال فى كتابه الكريم: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً). وقال سبحانه وتعالى: (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ). والنَّبىِّ صلى الله عليه وسلم قال: «والذى نفسى بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا». وقال صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع: «أَتَدْرُونَ أَىَّ يَوْمٍ أَعْظَمَ حُرْمَةً؟'' كان الرد: يَوْمُنَا هَذَا، قَال: «أَفَتَدْرُونَ أَىُّ بَلَدٍ أَعْظَمُ حُرْمَةً» فكان الرد: بَلَدُنَا هَذَا، قَالَ: «فَأَىُّ شَهْرٍ أَعْظَمُ حُرْمَةً؟» فكان الرد: شَهْرُنَا هَذَا: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِى شَهْرِكُمْ هَذَا فِى بَلَدِكُمْ هَذَا». وعن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ألا لا ترجعوا بعدى كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض». لقد تدحرجنا إلى زمن فاتن، وواقع مأزوم، مع آهة طالت وأتعبت الجميع، إذا كان القتلة مع تكرار عدم محاسبة القاتلين فى وقائع سابقة مطمئنين إلى أنهم لن يلقوا الحساب فى الدنيا، فليتذكروا أن أحدا لا يستطيع الهروب من الحساب يوم القيامة، حيث يجىء الرجل كما قال النَّبىِّ صلى الله عليه وسلم آخذاً بيد الرجل فيقول: يا رب هذا قتلنى، فيقول له: لم قتلته ؟ فيقول: لتكون العزة لك، فيقول: فإنها لى ويجىء الرجل آخذاً بيد الرجل فيقول: يا رب إنَّ هذا قتلنى فيقول الله سبحانه: لم قتلته ؟ فيقول: لتكون العزة لفلان فيقول الله تعالى: إنها ليست لفلان فيبوء بإثمه. لمن تبتغون العزة من هذا القتل اللعين والدم المراق بغير حق. اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا ولا تحاسبنا بما فعل السفهاء منا يارب احفظ مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن.