تغيرت مسيرة كرة القدم المصرية بشكل كامل عقب مجزرة المصري والأهلي التي خطفت زهور الشباب وأحرقت قلوب كل المصريين، ولكن مجزرة بورسعيد قضت أيضا علي كرة القدم المصرية وأجبرتها علي الاتشاح بالسواد لفترة لا يعلم مداها إلا الله. قرار الأهلي بإعلان حالة الحداد لمدة 40 يوما والانسحاب من بطولة دوري أبطال أفريقيا يؤكد أن أي مسابقات لا يمكن أن تقام خلال هذه الفترة، وهو ما يعني كتابة شهادة الوفاة لبطولة الدوري العام مبكرا. المذبحة فرضت علي النادي المصري قرارات قاسية تتمثل في استقالة كامل أبوعلي رئيس النادي والذي كان يتولي ضخ الأموال في خزائنه باستمرار وشراء أفضل اللاعبين، بالإضافة إلي قيام العديد من لاعبي النادي بتقديم طلبات للرحيل عن النادي لاسيما أن الفريق قد لا يجد أي قبول حينما يذهب إلي أي مدينة خارج بورسعيد ، خاصة أن هناك الكثير من المباريات سيشارك فيها بالقاهرة مع فرق الشركات وهي ما يعني إمكانية تعرضه لأي لهجوم من جانب ألتراس الأهلي الذي يحمل جماهير المصري جانبا كبيرا مما حدث في هذه المأساة .. وهو ما دفع «إكرامي» حارس مرمي الأهلي السابق للتلويح للقول إن أي بورسعيدي سيخرج من مدينته سيتم ذبحه إذا لم يحدث القصاص لشهداء مباراة الأهلي والمصري، وهو ما يعني أن النادي البورسعيدي سيكون معزولا رياضيا، بالإضافة إلي استقالة التوءم حسام وإبراهيم حسن من تدريبه لاسيما أن الكثير من جماهير الأهلي طالبت بشطب المصري البورسعيدي بعد الأحداث الأخيرة مع إمكانية أن يتم تصعيد الأمر للاتحاد الدولي لكرة القدم. وقامت أندية الإسماعيلي والاتحاد السكندري والجونة وسموحة والزمالك بتعليق النشاط الرياضي فيها حدادا علي أرواح الشهداء في مذبحة بورسعيد، وأيضا لحين عودة الأمن بشكل تام إلي الملاعب المصرية التي شهدت انفلاتا منذ بداية الدوري عقب الثورة المصرية حتي بلغ ذروته في أحداث مدينة بورسعيد. قرار الأهلي بالانسحاب من بطولة دوري أبطال أفريقيا سيؤدي بالكرة المصرية إلي الموت الإكلينيكي، وبقاء الأهلي لفترة طويلة بدون ممارسة لاعبيه لكرة القدم سيكون عاملا سلبيا يؤثر علي المنتخب والذي يستعد للتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014، وكذلك التصفيات الأفريقية لكأس الأمم 2013، فضلا عن تأثر المنتخب الأوليمبي أيضا الذي يستعد بدوره لأولمبياد لندن الصيف القادم. توقف بطولة الدوري لأجل غير مسمي سيعقبه الكثير من العوامل السلبية، حيث يقول عفت السادات رئيس نادي الاتحاد السكندري: إن قرار تعليق النشاط ليس فقط للتضامن مع النادي الأهلي، وإنما لإيجاد ضمانات بشأن حماية الجماهير واللاعبين أثناء إقامة المباريات، حيث إن ما حدث في مباراة الأهلي والمصري شيء يفوق أي تصور أو عقل. أيضا تعهد عدد كبير من لاعبي الأهلي باعتزال اللعب إذا لم يأخذ جمهور الأهلي حقه من تلك المجزرة والقصاص لقاتلي الشهداء، وهو ما يعني توقف الحياة الكروية داخل النادي لحين حسم القضية. ونجح مجلس إدارة النادي الأهلي في الإبقاء علي مانويل جوزيه مديرا فنيا للفريق هو وجهازه المعاون الذي يتكون من الثلاثي بيدرو وفيدالجو وأوسكار بعد أن تم عقد جلسة مع الجهاز الفني البرتغالي تلخصت في أن قيادتهم للأهلي في هذه الفترة الحرجة سترفع من الروح المعنوية للاعبي الأهلي وستزيد من تماسك الفريق في ظل الأزمة التي يعيشها النادي، وتم الاتفاق علي أن يسافر الجهاز الفني للراحة والتخلص من الآثار النفسية السيئة التي تسببت فيها أحداث مباراة المصري. وستدخل بطولة الدوري النفق المظلم إذا ما استمر توقفها لفترة طويلة، نظرا لأن هناك الكثير من الأندية المهددة بالهبوط ستتذرع بأنها غير قادرة علي أداء المباريات في ظل الظروف الأمنية التي تعيشها مصر، فضلا عن أن توقف بطولة الدوري أثر علي اللاعبين بالسلب، وهو الأمر الذي يجب معه علي اتحاد الكرة أن يلغي الهبوط مع التلويح بورقة تقديم شكوي للفيفا ضد اتحاد الكرة لعدم توافر عنصر الأمن والأمان داخل الملاعب التي تقام عليها المباريات. وستهدف هذه الأندية من وراء ذلك إلي المساومة من أجل إلغاء الهبوط أو رفض المشاركة وتصعيد الأمر للفيفا، وإذا ما رضخ اتحاد الكرة لرغبة هذه الأندية وقرر إلغاء الهبوط سيكون عدد فرق الدوري 22 فريقا بعد صعود 3 أندية من الممتاز (ب) والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو كيف ستتم المسابقة وكيفية تأمين هذا الكم من المباريات .. هذا بالإضافة إلي زيادة فرق دوري الدرجة الثانية والثالثة والرابعة والتي ستطلب إلغاء الهبوط أسوة بأندية الدوري الممتاز وندخل من جديد في صراع!. وكذلك سيكون اتحاد الكرة مجبرا في الموسم المقبل علي تطبيق دوري المحترفين، لكن في ظل هذه الظروف السيئة سيصعب ذلك لاسيما أن الكثير من الفرق لم تستعد لهذه الخطوة، فكيف سيتم تطبيق دوري المحترفين والأندية في مفترق الطرق. وستكون الحادثة المؤلمة مصدر قلق لدي الاتحاد الدولي لكرة القدم من إقامة أي أحداث مهمة داخل مصر أو استضافة فعاليات كروية دولية، وهو ما يعني اختفاء اسم مصر لفترة من خارطة كرة القدم العالمية خشية أن تتجدد أحداث الشغب وتزهق أرواح جديدة . وأعلن الكثير من لاعبي كرة القدم نيتهم الاعتزال بسبب الأحداث مفضلين أن يرحلوا في هدوء خشية أن يكونوا سببا في أحداث شغب جديدة وفي مقدمتهم محمد أبوتريكة ، محمد بركات وعماد متعب وعصام الحضري، ولكن من الممكن أن يتراجعوا عن قرارهم إذا ما طرأ تحسن ملموس يفيد بأن الأمن عاد من جديد في الملاعب. وطالب الكثير من المدربين في مقدمتهم حسن شحاتة وأنور سلامة وحسام البدري بإلغاء مسابقة الدوري هذا الموسم لحين ترتيب الأوراق واتضاح الرؤية. كما أكد كرم كردي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق أن إلغاء الدوري بات ضروريا لأن إقامته الآن أصبح لا معني له فلا يمكن أن تخسر مصر كثيرا من الضحايا بسبب كرة القدم.