إشراف: جميل كراس فتحت نيابة الأموال العامة التحقيقات فى قضية مزايدة الرعاية الأولى الملغاة التى كان يتولى مسئوليتها المهندس محمود طاهر عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة المستقيل من منصبه بعد البلاغ الذى تقدم به الحسن عبدالفتاح رئيس نادى بيلا يطلب من النيابة التحقيق فى الضغوط التى تعرض لها سمير زاهر لإلغاء المزايدة دون وجود أسباب حقيقية. * بداية الفساد أصرت «صباح الخير» الدخول فى القضية من جذورها فمنذ أن تم تعيين المهندس محمود طاهر فى مجلس إدارة اتحاد الكرة كان حديثه مع سمير زاهر يتلخص فى قدرته على تسويق حقوق الاتحاد التى تتعلق بالبث والرعاية بالإضافة إلى التعاقدات والهيكلة الإدارية وكان أول تصريح له بخصوص مزايدة الرعاية التى كانت تشمل حقوق البث التى يملكها الاتحاد بالإضافة إلى الرعاية لمدة أربع سنوات هو قدرته على جلب 041 مليون جنيه إلى خزينة اتحاد الكرة من وراء هذه المزايدة. هذا التصريح أغضب البعض داخل الجبلاية من أصحاب المصالح الشخصية وحاولوا توريط «طاهر» واشترطوا أن يتم إثبات هذا الرقم فى أحد محاضر مجلس الإدارة بحيث إذا فشل طاهر فى إدخال هذا المبلغ الضخم إلى خزينة الاتحاد فسيتم إلغاء المزايدة على الفور. وقبل طاهر التحدى وبدأ التحرك وقام بتصميم كراسة شروط مثالية وبالرغم من العراقيل التى وضعت أمامه مرت عملية فض المظاريف الفنية بنجاح وتم تحديد الموعد لمعرفة من الفائز بالمزايدة.. ولكن بعض أعضاء مجلس الإدارة قاموا بتسريب رقم ال041 مليون جنيه الذى اشترط اتحاد الكرة أن يدخل خزينة الجبلاية مقابل حقوق الرعاية. وتقدمت ست شركات للمزايدة منها وكالة الأهرام للدعاية الإعلان وبرومو سبورت وميديا لاين وصوت القاهرة وهنا تدخل صاحب قناة فضائية رياضية اشتهر بضمه مسئولين داخل اتحاد الكرة لقناته كمقدمى برامج للضغط على زاهر من خلال برامجه تارة وبالطرق الودية تارة أخرى وعلى نفس الخط ضغطت وكالة إعلانية تابعة لصحيفة كبرى فى مصر من أجل إلغاء المزايدة بأى شكل من الأشكال. * تطفيش طاهر اجتمع أصحاب المصالح الخاصة داخل الجبلاية من أجل إيقاف المزايدة بأى شكل وألمحوا لزاهر بأنهم فى طريقهم للتحضير لاجتماع مكتب تنفيذى عاجل يلغى المزايدة وأنهم سيحاولون إيجاد أى أسباب لاتخاذ قرار الإلغاء. وكانت البداية عندما قرروا تأجيل المزايدة وهنا شعر «طاهر» أن الأمور لا تسير على ما يرام وأن القرار أشبه بالعبث ولا يليق أن يستمر داخل صفوف الاتحاد وعلى الفور تقدم باستقالته من اتحاد الكرة. جاء خبر استقالة طاهر ليريح أصحاب المصالح وبعد أن استقالته بيومين صدر قرار بإلغاء المزايدة. ثم استقبل زاهر المهندس إيهاب صالح فى مكتبه وكان وقتها قد تم تعيينه فى منصب المدير التنفيذى لاتحاد الكرة خلفا لصلاح حسنى الذى قدم استقالته، وصرح زاهر لصالح بما يحدث من ضغوط عنيفة من أجل إلغاء المزايدة بأى شكل ووقتها حضر الحسن عبدالفتاح رئيس نادى بيلا الذى كان على موعد مع إيهاب صالح وزاهر واستمع للحديث وبعدها توجه «عبدالفتاح» إلى نيابة الأموال العامة يطالب بالتحقيق فى الضغوط التى تتم ممارستها على زاهر والتى قد تتسبب فى إهدار المال العام باتحاد الكرة مما يؤثر على المصلحة العامة المصرية.. ولولا وجود رئيس نادى بيلا وقتها فى مكتب زاهر لما خرجت القضية إلى النور. * أدلة دامغة بالرغم من وجود أطراف مستفيدة من إلغاء مزايدة «طاهر» إلا أن هناك أطرافاً كثيرة تضررت وعندما علمت ببلاغ رئيس نادى بيلا تقدمت على الفور بأدلتها وتحديدا الأطراف التى كانت قد قدمت أرقاما فى مظاريفها المالية تفوق الرقم المتفق عليه فى اجتماع مجلس إدارة الاتحاد والمحدد ب041 مليون جنيه. وقد أرسل «علاء الكحكى» صاحب شركة ميديا لاين المتقدمة للمزايدة خطابا إلى اتحاد الكرة يطلب فيه معرفة السبب الحقيقى لقرار الإلغاء حيث إن الظرف المالى لشركته كان يحتوى على رقم 261 مليون جنيه وهو الرقم الذى يفوق ما كان قد حدده مجلس إدارة اتحاد الكرة لقبول المزايدة ولكن الأدهى من ذلك هو إعلانه أنه على استعداد تام لزيادة هذا الرقم! وتحركت شركة صوت القاهرة التى أرسلت عرضا بقيمة 551 مليون جنيه وتدخلت لمعرفة السبب الحقيقى من وراء إلغاء مزايدة «طاهر» وقامت النيابة بالتحفظ على المظروف المالى الخاص بها والغريب أنه قبل حضور النيابة بيوم واحد لاتحاد الكرة لاستلام المظاريف قامت وكالة إعلانية تابعة لأكبر الصحف المصرية بسحب مظروفها والذى كان يحتوى على عرض ب 021 مليون جنيه وهو رقم أقل مما حدده اتحاد الكرة. وقد استند أصحاب قرار إلغاء المزايدة لأسباب أقل ما نقول عنها أنها مضحكة وهى ما فتحت النار عليهم حيث قالوا إن هناك حقوقا تابعة للاتحاد الأفريقى تدخل ضمن كراسة الشروط التى طرحها «طاهر» وهو ما يعد مخالفة من وجهة نظرهم ولكن لم يلتفتوا إلى أن كراسة الشروط تحتوى على شرط يحفظ هذا الحق، حيث تنص على أن الشركة التى ستفوز بالمزايدة يجب أن تراعى حقوق الاتحادين الأفريقى والدولى . وحاول أيضا بعض أصحاب المصالح أن يوقعوا بين المهندس محمود طاهر واللواء عبدالعزيز أمين رئيس هيئة استاد القاهرة حيث سربوا معلومة خاطئة مفادها أن الشركة التى ستفوز بالمزايدة ستحصل على حقوق الدعاية. * تحقيقات موسعة استدعت النيابة محمود الشامى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق لسماع أقواله فى الواقعة كما حددت أسماء كل من صلاح حسنى المدير التنفيذى السابق لاتحاد الكرة وإيهاب صالح المستقيل مؤخرا من نفس المنصب وإسماعيل الموجى المدير المالى المستقيل أيضا. وأكد الحسن عبدالفتاح رئيس نادى بيلا أنه تقدم ببلاغ إلى نيابة الأموال العامة لشعوره بأن هناك وقائع غير صحيحة تتعلق بوجود شبهة لإهدار المال العام داخل الجبلاية وكان من واجبه ألا يصمت على مثل هذه الأمور لاسيما أن اتحاد الكرة حين ألغى المزايدة لم يقم بإيجاد سبب مقنع يمكن أن يقبله العقل حيث إن هناك أكثر من عطاء قد تم تقديمه يفوق السعر الذى قدرته لجنة البت برئاسة المهندس محمود طاهر واتخذ اتحاد الكرة بشأنه قرارا به وأنه ينتظر ما ستسفر عنه التحقيقات. ونفى صالح أن تكون المزايدة التى تمت تحت إشرافه والتى فازت بها شركة برومو أد مقابل 25 مليونا و052 ألف جنيه لرعاية الحقوق الإعلانية لمدة عامين قد شابها أى مخالفة . وأوضح صالح أن المزايدة تعرضت لعدة عراقيل منها رفض بعض أعضاء لجنة البت التوقيع على الترسية الخاصة بشركة «برومو أد» باعتبارها الشركة التى تقدمت بالعرض الأعلى بين الشركات وهو ما اضطره لرفع الأمر لاتحاد الكرة ليقوم هو بالترسية من خلال مجلس الإدارة. وعلمت «صباح الخير» أن بعض الضغوط قد مورست على صالح من أجل أن يتجاهل عرض برومو أد ويأخذ بعرض إحدى الوكالات الإعلانية التابعة لمؤسسة صحفية كبرى والتى قدمت عرضاً حينها وصل إلى25 مليون جنيه ولكن صالح رفض ذلك بشدة لأن ذلك سيثير الأقاويل بشأن المزايدة الأولى التى تم إلغاؤها والتى قد دخلتها هذه الوكالة ثم ضغطت لإلغائها بأى شكل!