«اخترت الحوار مع الآخر كمنهج سلكته طيلة حياتى لأنه فكر حضارى يعترف بالآخر فيجنبنا جميعاً الصراع والصدام بل ودعونى أؤكد أن هذا الحوار يثرى معرفة كل منا بثقافة الآخر». بهذه الكلمات يعرف الدكتور على السمان رئيس لجنة الحوار والعلاقات الإسلامية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية نفسه وهو كذلك رئيس الاتحاد الدولى لحوار الثقافات والأديان وتعاليم السلام بباريس.. وفى مرحلة دقيقة وحرجة فى حياة المصريين كالتى نعيشها الآن وفى واقع فشل فيه الحوار الثقافى وحوار القوى السياسية المختلفة فى وضع مصر على الطريق السليم واضح المعالم إلى الآن وفى مرحلة انتقالية تحدد لنا معالم المستقبل ، كان من الضرورى الاستفادة من رأى خبير وعالم مثل الدكتور على السمان. وفى مكتبه على ضفاف النيل الشاهد على عظمة بلدنا كان لنا معه هذا الحوار خلال السطور القادمة حول رؤيته للوضع الحالى وسبل الوصول لحوار ناجح بين القوى السياسية: صباح الخير: نسمع دائماً عن حوار الأديان.. أين هو هذا الحوار وإن وجد لماذا فشل فى احتواء العديد من المشاكل التى نتعرض لها؟ - لأكون صريحاً فإن المشكلة أن حوار الأديان إلى الآن لم ينقل رسالة الحوار من النخبة للقاعدة العريضة من الشعب حتى التعبير نفسه اكتشفنا أنه ليس هو التعبير الأمثل لأن الحوار حوار أتباع الأديان وليست الأديان نفسها وكذلك حوار الحضارات فهى مراحل تاريخية تأتى وراء بعضها، والحوار ليصل للناس يحتاج لدعم جهات عديدة، أولاً يجب أن يكون هناك أسرة بجانب هذا الحوار القائم.. ثانياً مدرسة تدعم هذا الحوار وكتاب مدرسى، وللأسف فلا مكان فى الحوار حتى أن اللغة العصرية تصف الحوار بأنه الاعتراف بالآخر وهو ما لا نجده أيضاً فى الإعلام، ففى رأيى أن شاشة التليفزيون هى المدعم الثالث والمدرسة الشعبية الكبرى ولا مكان فيها لهذا الحوار، كل هذه المنظومة أدت إلى محدودية الحوار. صباح الخير: وماذا عن حوار الثقافات؟ - ما اكتشفته مؤخراً أنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل فصل حوار الأديان عن الثقافات فهما مكملان لبعضهما، واستنتجت هذه النتيجة بعد العديد من المؤتمرات التى ساهمت بها فى إسبانيا وإنجلترا وأمريكا، ووجدت أننا فى أمس الحاجة له فالصدام الذى حدث باسم الأديان مثل أزمة الرسوم فى الدنمارك وأزمة المآذن فى سويسرا حدث لأنه لم يكن هناك حوار ثقافى يتعلم كل منا بدايته ونهايته وفكره ومحظوراته ومن المحتمل أنه لم يكن ليحدث هذا الصدام بين فكر الغرب الذى يريد تطبيق الحرية المطلقة بأى ثمن وفكر العالم الإسلامى الذى يريد أن يحمى الرموز والمقدسات وهو ما يجعلنى فى أكثر من مناسبة أدعو لدور إيجابى للإعلام لأقول ماذا يمنع من عقد لقاء خبراء وعقلاء الإعلام فى الغرب وعقلاء خبراء الإعلام من العالم العربى والإسلامى على مائدة مستديرة لمصالحة تاريخية بين حرية التعبير وحماية المقدسات ووضع حدود للأشياء. صباح الخير: بعيداً عن النخب والموائد المستديرة لماذا غاب هذا الحوار بين أفراد الشعب وهل هناك أسلوب آخر يتم تفعيله لتدعيم آلية الحوار؟ - الحل هو عدم استبعاد ما أسميه بالمشروعات المتوسطة وطويلة الأجل فعادة تقول: «هل ستنتظر طويلة الأجل ومتوسطة الأجل؟!» ويأتى الوقت ويمر فتقول ياليتنا كنا بدأنا هذه المشروعات لكنا الآن وصلنا لما نريده، وفى رأيى أن من مشاريع تدعيم الحوار طويلة الأجل هو الكتاب المدرسى فهى نقطة أساسية فى حياتنا وأصارحك القول كنت فى الماضى قد تفاوضت مع وزير التعليم الأسبق أحمد زكى بدر بالتعاون مع المؤسسة التى أرأسها فى باريس والقاهرة وهى الاتحاد الدولى لحوار الثقافات والأديان وتعاليم السلام واتفقنا على كتاب مدرسة تكون لجنة مشتركة لقراءته ووضع اقتراحات والجزء الأهم هو الثقافة الشعبية والمجتمعية وأثق أن الوزير الحالى عنده قدرات عالية لكن تواضعه يجعله لا يتكلم كثيراً لكنه مثقف وأعدك أننى سأزوره لدعم حوار الثقافات. صباح الخير: ولكن ألا تعتقد أننا كشعب لديه بالفعل ثقافة شعبية قد تمثل عقبة فى طريق قيام هذا الحوار فقد يكون هناك الكتاب المدرسى ولكن تصرفات المعلم أو الأم توحى بالعكس تماماً أى أن الندوات والكتاب المدرسى ليسا كافيين؟! - د. السمان: هذا صحيح تماماً ولكن يجب أن يكون هناك إمكانيات أعطيها للعملية التعليمية وكما تقولين فإن تصرفات البشر هى ما تحتاج لرسالة مباشرة لها وهنا يأتى دور المدرسة الكبرى كما أسميها وهى شاشة التليفزيون فهى الشاشة الشعبية التى تصل لكل طبقات المجتمع فأى أسرة بسيطة تجلس 5 أو 6 ساعات أمام التليفزيون فهى القادرة على «اللعب» فى أذهان الجماهير لذا تحتاج لأفلام تبقى فى الذاكرة وتكون عديدة لأننا شعب استهلاكى فتعرض فيلما واثنين وعشرة توضح كيفية تقبل الآخر والتسامح وتدعم فكرة الحوار ومبادئه من احترام لجميع الآراء والبعد عن التمييز. صباح الخير: ما سبب استقالتك من اللجنة الدائمة للحوار بالأزهر؟ - الدكتور السمان: استقلت من الأزهر لأسباب عملية ففى وقت الإمام طنطاوى رحمه الله رفض أن يتحمل المسئولية المالية لمؤسسة دعم الحوار وبالتالى فخلال أكثر من عامين - ويشهد على ذلك الشيخ الزفزاف وكيل الأزهر السابق - كانت المصاريف على نفقتى الخاصة ووجدت أنى دفعت ما يزيد على 200000 جنيه على سفريات الوفود واللجان الدائمة وذهبت له وقلت له على سبيل الدعابة أن إمكانياتى محدودة والاحتياجات لدعم الحوار كبيرة جداً لكنى كنت حذراً لأنى أعرف مكانة الأزهر وقلت إعلامياً إننى أرفض أن يستثمر هذا الخلاف للهجوم على الأزهر وطويت الصفحة وذهبت للتعاون مع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية منذ عهد الوزير السابق زقزوق وعلى قدر استنارته جعلنى أنشط وأعمل. صباح الخير:ما رأيك فى وجود جهات مثل لجنة حوار الأديان وبيت العائلة ومع هذا فشلت فى احتواء المشاكل الطائفية فى مصر؟! - د. السمان: لنكون أمناء فإن بيت العائلة قام فيه الدكتور الطيب بجهد كبير وعمل عظيم يتمثل فى أن هذه أول مرة تتكون مجموعة عمل يعمل بها علماء الأزهر جنباً إلى جنب مع مثقفى مصر المتهمين بالتطرف وأنهم أنصاف كفرة ونجد نجما من نجوم الثقافة مثل السيد ياسين المتهم بفكره الواعى ووصلوا لفكر قربنا أن نُكوِّن إحدى القوى الدينية التى يحترمها المجتمع التى تؤيد الدولة الديموقراطية ووجدت مع الإمام الأكبر فكرا لم يأت فى أدمغة المشرعين الذين وضعوا قانون دور العبادة، فالدكتور الطيب كمسلم تجده يقول: هذا البند سيرهق المسيحيين فى كذا وكذا تنفيذياً.. لذا فقد اتفقوا على إعادة صياغة القانون وليس رفضه كما قال الإعلام فهناك خط فاصل بين الرفض وطلب إعادة الصياغة. أما المشاكل الطائفية فى مصر فهى ليست فتنة طائفية إنما أحداث تدخل الجريمة والطموح السياسى الغوغائى وسطها فتخلق مشاكل تصادمية وتدخلنا فى قضايا فرعية أخرى مثل هل الجيش هو من استفز الأقباط أم العكس وهذا هو الهدف، فهناك قوى لا تريد خيراً لهذا البلد وعلى مسئوليتى فقد تم إدخال كمية كبيرة من الأموال لخراب وكسر هذا البلد الكبير العظيم ولن أقول مصدر هذه الأموال لأنه دور النائب العام ودور الأمن الوطنى بجانب أن هناك تأجيلا فى البحث والبت فى العديد من الأمور والتحقيقات مثل جرائم الاعتداء على الكنائس أدت لإحباط إخوتى وأحبائى الأقباط وهذه ليست جريمة فى حق أقباط مصر وإنما فى حق شعب مصر كله. صباح الخير: أنت رئيس الاتحاد الدولى لحوار الثقافات والأديان وتعاليم السلام بباريس.. باحتكاكك بالعالم الغربى كيف ترى نظرته للأقليات فى مصر والأبعاد الدولية للمسيحيين ومشاكلهم؟ - د. السمان: مسألة الأقليات هى جزء لا يتجزأ من الفكر والاهتمام الغربى وتدخل فى دساتيرهم وفى ميثاق الشرف حتى أنه يتم غفران ما يمكن أن تقوم به هذه الأقليات لأن هذا جزء من فكر الغرب ولكن كمصرى أقول بكل تواضع وفخر أيضاً أن القبطى فى مصر أقدم من المسلم فلسنا فى حاجة لنصائح وتوجيهات أو إلى الوصايا العشر، وكثير من أقباط مصر وعلى رأسهم قداسة البابا يرفضون هذه الوصاية والتدخل لذا يجب أن نعمل ما علينا أن نقوم به دون أن نشغل تفكيرنا بأى شىء. صباح الخير: إذا عدنا للحالة الداخلية ما هى العقبة لتفعيل دور الحوار والبعد عن التطرف والخروج من أزمة المرحلة التى نعيشها من التصادم والتمييز، خاصة بعد صدور مرسوم مكافحة التمييز؟ - د. السمان: أهم عقبة هى أننا نحتاج لإجماع مجتمعى يترجم على أرض الواقع برفض قوى التطرف وهذا يأتى من الأغلبية الصامتة التى يجب أن تخرج جزءا من عبقرية هذا الشعب ضد العنصرية والتطرف لأن هذه هى طبيعة الشعب المصرى الذى لو سمع من يقول «هذا قبطى لا تتعامل معه» مثلاً يرد فيقول: «عيب هذا مواطن مصرى» هذا هو رأى الأغلبية الصامتة الذى يجب أن يُفعل حتى لا تظل صامتة وتخرج عن صمتها وهو سلاحنا ضد قوى التطرف، ولو سألت مم تخافون فى المستقبل؟ ستجد الرد «الإخوان» وبنظرة سريعة يقدر المختصون أن دور الإخوان فى المرحلة المقبلة سيكون ما بين 30 و 35% لذا لن يكون هناك قلق إذا ضمنا شيئين.. الضمانة الأولى: كل من يسمون أنفسهم ليبراليين ومستقلين وقلقين من سيطرة الإخوان انزلوا إلى الأغلبية الصامتة وعلى رأسهم شباب 25 يناير، وأتوسل إليكم: وحدوا أنفسكم لأنكم لم تستطيعوا ذلك إلى الآن واجعلوا تحرككم نحو كيف ستأخذون قطعة من كعكة الأغلبية الصامتة فهذا هو واجب الأحزاب ولكننا يجب أن نعلم لأكون صادقاً أن الديموقراطية علبة سحرية إذا فتحناها سنجد مفاجآت فما دمنا قد قبلنا التصويت الانتخابى فسيصبح الحكم هو صندوق الانتخابات وسنأخذ بحكمه حتى لو فاز الإخوان فلن ينفع أن نرجع ونقول لا. الضمانة الثانية: أن نطلب جميعاً من المجلس العسكرى أن يكون له موقف واختيار وقت كتابة الدستور وأطالبه بأننا نريد أن يكون هناك نص صريح بعد أن يسلم الجيش السلطة إلى الحكومات والنظام المقبل بأن يبقى الجيش والقوات المسلحة الجهة الضامنة لثلاثة مبادئ الحرية والديموقراطية والدولة المدنية وهذا هو ما سيحمى مستقبل البلد بعد انسحاب الجيش من السلطة، إذا كسرت قيمة من هذه القيم لأنه هو من حمى الثورة منذ أول يوم ومنع قتل أبنائها ولم يكن طرفاً فى معركة وأطالبه شخصياً بأن التزامه تجاه هذا الوطن وهذه الثورة ومستقبلها أن يكون هناك بند فى الدستور لحماية هذه القيم. صباح الخير: تكلمت عن دور الأحزاب فى النزول للأغلبية الصامتة ولكنك لست عضواً فى أى حزب سياسى فما السبب؟ - الدكتور السمان: هذا اختيار قديم لارتباطى بما يسمى الاختيار الوطنى وليس السياسى وقد يكون مبدئى ساذجاً فى نظر البعض، ولكن المعنى الحزبى بالنسبة لى مبنى على التنافس والتناحر وهذا هو رأيى منذ أيام الاتحاد الاشتراكى الذى رفضت أن أدخله وقت أن كان الاتحاد الاشتراكى إجباريا فى حياتنا لأن المبدأ الحزبى فى الأحزاب الكبيرة كالوطنى وقبله الاتحاد الإشتراكى قاعدته وأنت فى الحكم «هتاخد أد إيه؟» وليس «هتدى إيه؟؟» لذا فالأحزاب لا تصل للأغلبية الصامتة وهذا هو ما يعطى الكيان الشعبى للإخوان لأنه ليس فى الحكم فيتصل بالشعب ويعطى المحتاجين ويصل للناس. صباح الخير: وما رأيك فى أداء الحكومة الانتقالية وهل أنت راضٍ عنه بعد أن اتهمه العديدون بالفشل فى إقامة حوار مع الشعب مما أدى لزيادة الاعتصامات وزيادة الاحتقان؟ - أنا لا أحب وصف الحكومة الانتقالية أو حكومة تسيير الأعمال، فهى حكومة موجودة كاملة الأهلية وكاملة المسئولية ومع احترامى للأخ عصام شرف الذى كنت أعرفه عندما ظلم كوزير وخرج قبل ذلك من الوزارة.. فمن حقه أن يقول أنا خارج من ميدان التحرير وأنتمى للثورة، لكن «نقطة نظام».. فمنذ أن عينت رئيس وزراء مصر أصبحت رجل دولة وعندك قائمة من المسئوليات وعلى أساس القيام بهذه المسئوليات يكون التقييم للحكومة أولا تحديد الأولويات ونحن فى مصر الأولوية الأولى هى عودة الإنتاج وحماية مصر من الانهيار الاقتصادى الذى تعانى منه ويعبر عنه بنشره الديون وقدرها الخارجى والداخلى وانخفاض رصيد الاحتياطى فى البنك المركزى ونحن لنا دور كمجتمع أن نقيم جيشا شعبيا يحمى السياحة فى مصر يتصدى لكل أعداء الاستقرار فى الشارع قبل البوليس فلو عاد السائح سيعود لمصر المصدر الرئيسى للدخل والجهود التى يبذلها يوميا منير فخرى عبدالنور تستحق منا جميعا دعما مجتمعيا وشعبيا، فالسياحة والأمن توأمان لاينفصلان. صباح الخير: قلت قبل ذلك أن ما حدث يوم 25 يناير انتفاضة وليست ثورة.. ما هو الخط الفاصل بين معنى الثورة والانتفاضة؟ - د.السمان: أولا أريد أن أؤكد أننى لم أقصد بهذه العبارة أن أقلل من الدور التاريخى الذى قدم، ولكنى عنيت بأنها تلقائية فلم يكن هناك إعداد مسبق ولا مجلس قيادة ثورة، فلا قائد أو زعيم فتلقائيتها هى تلقائية الانتفاضة، أما أهمية نيشان كلمة الثورة على صدرهم فعلقت عليه فى حوار تليفزيونى قائلا: إذا سمحتم قولوا للثوار خاصة الجيل الأول من ثوار 25 يناير أما وقد حققوا فى أقل من شهر تنحية رئيس دولة وإسقاط برلمان ومجلس شورى ووقف العمل بالدستور فابحثوا عن تعبير أقوى من ثورة ليعلقوه على صدورهم، وعلاقتى بهم قوية بعد أن سعوا لمقابلتى وتعرفت بهم ودفعت العديد منهم للإيمان مثلى بالأولوية المطلقة لأن نذهب سويا للاقتصاد المصرى ونبنيه ونقويه لأن لا أحد يقبل أن يحل محل نيشان 25 يناير جملة «تسببوا فى إفلاس اقتصاد مصر». صباح الخير: من وجهة نظرك مصر رايحة على فين؟ - د.السمان: هذا هو التحدى لقدراتنا جميعا وهو القدرة على إنقاذ الاقتصاد المصرى من الانهيار لأنه التحدى الأكبر ولا توجد أولوية أخرى لنصل لذلك، وهناك موضوع الأمن وبكل صراحة حتى لو أغضبت الكثيرين فأنا لا أريد أن أكسر معنويات الشرطة والبوليس لأنها فى نهاية المطاف هى من سأقول لها احمينى فى الشارع. الأمر الآخر إننا عندما نحاسب الشرطة يجب أن نعترف بحقهم فى الدفاع عن نفسهم وحماية مراكز البوليس، فالقانون يحاسبهم إذا لم يحموه. صباح الخير: هل هناك من بين الأسماء المطروحة على الساحة من تراه مناسبا ليكون رئيسا لمصر؟ - د.السمان: للأمانة أتمنى أن تأتى الفترة القادمة بأسماء أكثر لأننى غير مقتنع بمن هو موجود الآن، كما أتمنى أن يكون الرئيس القادم له أصل عسكرى لسبب بسيط أننى لن أخشى منه لأنه جاء بقاعدة انتخابية وصندوق انتخابى وهى مسألة محسومة.. ولكنى سأكسب ضمان ما نحن فى حاجة إليه اليوم من ضبط وربط وأمن.