حالة من الارتباك داخل البيت المصرى. فبعد أن كان الدخول لكلية الشرطة حلما يداعب الملايين من الشباب ومن قبلهم الآباء الذى أخذ كل منهم يعد الطريق لابنه للالتحاق بكلية النفوذ والسلطة تغير الحال وتبدل الموقف. بعد الضربات المتلاحقة التى يتلقاها هذا الجهاز الأمنى. فبين الإقناع والرفض يتحدث أولياء الأمور عن مصير أبنائهم مع كلية الشرطة. - كسر قاعدة التوريث ويبدأ المهندس عونى السعيد -45 سنة - حديثه قائلا : أكيد هاسمح لابنى أن يدخل كلية الشرطة أو الحربية لأننا الآن فى أشد الحاجة لجيل جديد يتصف بالعدل والنزاهة ويمحو الصورة السلبية السابقة لرجل الشرطة بعد أن فقد هيبته دون السؤال مجددا إذا كان ظالما أو مظلوما. المهم أن الشارع أصبح يرى رجل الشرطة بصورة غير جيدة، لذلك فأبناؤنا الآن هم الجيل الجديد الذى سيعيد بناء البلد وعندها تنكسر قاعدة أن ابن الضابط « يطلع» ضابط وابن وكيل النيابة « يطلع» وكيل نيابة، وتكون المرجعية فى ذلك هى الكفاءة ويصبح لكل فرد الحق فى الالتحاق بهذه الكليات مادام اجتاز الشروط المطلوبة. - شجرة الشرطة بينما تتمنى سناء صالح - ربة منزل - 50 سنة أن يلتحق أحد أبنائها بالجيش، لأنه كما ترى صانع الرجال، فتقول زوجى متوفى وعندى ولدان أحدهما أخذ تأجيلا من الجيش واحتمال كبير يعفى من الخدمة، لكن أنا باتمنى من الله يدخلوا هما الاثنين الجيش أو الشرطة علشان يتعلموا المسئولية والاعتماد على النفس. ونفسى تكون الأحوال اتغيرت بعد الثورة، خاصة فيما كان معروفا عن كليات الشرطة والحربية من ضرورة وجود واسطة كبيرة حتى يتم الدخول إليها وأنا بنفسى سمعت قبل كده من مسئول فى الشرطة بيقول أن الشرطة دى شجرة وأولادنا فروعها ومفيش حد حيتعدى عليها ! - دم جديد - بنبرة تفاؤل يتحدث أشرف عبد المجيد -44 سنة - موظف بشركة الكهرباء قائلا : نحن متفائلون بالتغيير الشامل فى الجهاز الأمنى داخل الدولة لأن هذا سيعيد الثقة والعلاقة الجيدة مع جهاز الشرطة، كذلك لا نمانع فى إلحاق أبنائنا بالكليات العسكرية ونفخر بذلك، لأن جميعنا يعلم أن أصابع الاتهام الموجهة إلى الشرطة فى الفترة السابقة كانت لأسباب كثيرة. كما أننا نعلم أن الجميع بدءا من العسكرى حتى رتبة عميد كان يتعامل فى ظل قانون الطوارئ وعندما أطلب منه التغيير وبداية صفحة جديدة فهذا من الصعب لأنه لا يعرف التعامل بالقانون الطبيعى، فما حدث لم يكن من أفراد إنما هى سياسات كانت تتبعها الدولة. وأظن أنه الآن أصبح الطريق مفتوحا أمام أى شاب يريد الالتحاق بمثل هذه الكليات وأنا شخصيا أصبحت أثق تماما أن شبابنا هم القادرون على التغيير وسأقترح على ابنى « بالثانوية العامة» التقدم أولا للالتحاق بكلية الشرطة، لأنها فى حاجة إلى دم جديد. - لن أضحى بابنى وعلى جانب آخر ترى محاسن صلاح -43 سنة - مدرسة ابتدائى أن الالتحاق بالشرطة هو انتحار ! وتقول إن الالتحاق بكلية عسكرية، وخاصة كلية الشرطة فى هذا الوقت هو نوع من الانتحار، لأن البلد غير مستقرة، وأيضا الناس لايزال عندها كره لهذا الجهاز الأمنى الذى تسبب فى تعذيبهم لمدة 30 سنة. وليس من الطبيعى أن أضحى بابنى فى هذه المرحلة بكل هذه المخاطر علشان يكون ضابطا رغم أن ذلك كان حلم حياتى، لكن الوقت اختلف. - وتوافقها الرأى هالة مصطفى -42 سنة - التى ترى أن الابتعاد عن الشرطة بكل أجهزتها وقياداتها فى هذا الوقت هو الحل. أما فى حالة التغيير الشامل لهذا الجهاز من قيادات وتفكير وسياسات ممكن أفكر فى دخولها. وإلى حالة من الحوار والمناقشة بين محمد عبد الخالق -40 سنة - وابنه « طالب بالثانوية العامة» يقول الأب : أنا حاسس إن مفيش تغيير علشان أساسا أقبل أو أرفض أدخل ابنى كلية الشرطة أو الحربية. لأن المسألة مش بالسهولة دى فأنا معنديش واسطة ولا فلوس أدفعها يعنى مرفوض من قبل حتى ما أقدم طلب لابنى للكلية. رغم أن ابنى مصمم على دخول كلية الشرطة، لكن هو مش فاهم إن الكليات دى مش لكل الناس وهو بيحاول يقنعنى إن بعد الثورة كل الحاجات دى اتغيرت لأنها قامت أساسا على العدالة الاجتماعية، وأنا طبعا أتمنى يكون ابنى ضابطا وإحنا مستنين فيه تغيير ولا يبقى الحال على ما هو عليه. - غير لائق اجتماعيا.. إهانة للفقراء أما رأفت عبد الحافظ -55 سنة - وموظف بالشهر العقارى فيعترض على لفظ غير لائق اجتماعيا، والذى أضاع حلمه فى دخول أبنائه الشرطة فيقول عندى ثلاثة أولاد وكان نفسى واحد منهم يدخل كلية الشرطة إلا أنه فى كل مرة تطلع النتيجة ناجح فى كل الاختبارات إلا أنه غير لائق اجتماعيا. وكنت أتعجب جدا من الشروط والأسئلة المطلوبة فى استمارة الالتحاق بالكلية. فكيف أكون مواطنا مصريا ويُحرم ابنى من دخول كلية الشرطة، لأن والده مواطن بسيط أو فيه شخص فى العائلة ملتح وغيرها من الإجراءات المستفزة، فنحن الطبقة البسيطة كنا محرومين من جنة الداخلية ومع ذلك أكثر ناس مكويين بنارها.