نقاط عديدة حول قضية القمامة فى محافظة الجيزة تعرفت عليها من محافظ الجيزة الدكتور «على عبدالرحمن» خلال حوار عبر الهاتف عقب نشر مقالى الأخير بعنوان «محمود سعد والزبالة» الذى تعرضت فيه لمشكلة القمامة بشكل عام مع الإشارة إلى الشوارع الخلفية بالأحياء الراقية مثل المهندسين. الحوار تطرق إلى تصور المحافظ لأهمية التعامل بشكل علمى مع مشكلة المعدات وأسطول نقل المخلفات مشيراً إلى أهمية الاستفادة فى هذا الشأن من الأساتذة بكلية الهندسة لتقييم المعدات الموجودة، وإعادة تأهيلها وطرح مناقصات لمعدات جديدة تستوعب كميات القمامة الهائلة. كما تطرق الحوار إلى دور هيئة النظافة بمحافظة الجيزة حالياً فى القيام الفعلى بمهمات أساسية لمواجهة مشكلة رفع القمامة، على الرغم من أنه دور يجب أن تقوم به شركة النظافة الأجنبية التى يبلغ عمر التعاقد معها 15 سنة كاملة لم يمر منها سوى 7 سنوات فقط، ولصعوبة فسخ العقود فإن المحافظة تلجأ لأسلوب الغرامات ضد الشركة إنما أنا رأيى أنه فى الوقت الذى لا يجب تعطيل هذه الخطط البديلة من المحافظة لرفع القمامة، إلا أنه من المهم أن تسير هذه الخطط البديلة بصورة متوازية مع مراجعة عقود الأجانب التى تم إبرامها قبل الثورة، والتنقيب عن احتمالات دور الفساد فى الموافقة على بنود تستقوى بها الشركة الأجنبية التى وصلت فى ظلها أحوال النظافة بمحافظة الجيزة إلى أسوأ الدرجات. إحدى النقاط التى توقفت باهتمام أمامها فيما قاله الدكتور على عبدالرحمن محافظ الجيزة هو ما ذكره حول إعلان المحافظة عن حاجتها لنحو 1000 فرصة عمل للشباب بتمويل من المحافظة للمشاركة فى أعمال النظافة بالورديات المسائية بنظام العمالة الموسمية بالأجر اليومى. فقد كان مشهد قيام الشباب بالتنظيف فى الشوارع بعد الثورة رمزا معبراً عن ضرورة تنظيف كل البلد، سواء تنظيفها من الناس الفاسدين أو تنظيفها فعليا مما يشوه صورة شوارعنا. أما حين يتحول عمل الشباب فى النظافة إلى عمل موسمى بأجر فهو فكرة عملية، إنما من المهم تسويقها عبر شعارات مثل أن العمل شرف، وحول مميزات الاستفادة بالوقت خلال الصيف فى عمل مفيد، فهناك من يقبلوا القيام بأيه أعمال خارج البلد وبعيداً عن أعين من يعرفونهم، وقد حان الوقت للتخلص من العزوف عن أداء الأعمال نفسها فى مصر الجديدة المهم الإتقان الذى تحثنا عليه القيم الدينية وقيم حب الوطن. من الأمور التى أعتقد أن من المفيد أن تراعيها المحافظة مع العمالة الجديدة ومع كل العمالة هو توفير الزى والأدوات التى تجعل من ممارسة العمل أمراً ليس منفرداً، كى يتقرب مظهر من يعملوا فى جمع القمامة بمصر من مظهرهم بالدول المتقدمة فنحصل من هؤلاء المهتمين بمظهرهم على أداء يصل بشوارعنا لتصبح نظيفة مثل شوارع الدول المتقدمة بإذن الله. أما بعد تدريب الشباب وتسلمهم للعمل، فإن الاجتماع بهم من جديد للاستماع إلى ملاحظاتهم واقتراحاتهم النابعة من أرض الواقع حول تطوير أسلوب الأداء هو أمر من الممكن أن يحقق نتائج مفيدة لأن العين الجديدة ترى عادة برحابة أوسع من العين الروتينية التى تزاول العمل بالطريقة نفسها منذ سنوات طويلة، صحيح أن للخبرة أهميتها، إنما حين نضيف إليها طاقة الحماس فإن العائد يكون أكبر بإذن الله. المهم هو سرعة العمل على الأرض لأن المستوى الذى وصلت إليه الأحوال فى شوارعنا لا يحتمل الانتظار.