لم يخطر ببالي منذ أزحنا العصابة التي كتمت علي أنفاسنا لسنوات طويلة.. أني سأطرح مرة أخري هذا السؤال.. حد فاهم حاجة؟! سؤال طرحته في هذا المكان أكثر من مرة حين كنا شعبا يتلقي الصفعات علي قفاه.. الصفعة تلو الأخري.. ولا أحد يعرف أو يدرك لماذا أو كيف أو إلي متي؟ لم يخطر ببالي أن أعاود طرح نفس السؤال بعدما أزحنا من تعمدوا تهميشنا وتجهيلنا أو استعباطنا إلي آخر المدي!! للأسف بجد للأسف مازال الحال هو الحال لكن ما كنا مرغمين علي التعايش معه من قبل لا يمكن قبوله الآن. تعودنا فيما مضي الله لا يرجعها أيام أن يتم إلهاؤنا بين الحين والآخر بتوافه الأمور علي طريقة «بص العصفورة» وتنفجر قضايا تفرد لها الصفحات ويسخر كل الإعلام لمناقشتها رغم تفاهتها، وأوضح مثال علي ذلك ما حدث عقب مباراة مصر والجزائر والتي أقيمت في السوادن ولن أطيل في اجترار ذكريات هباب مازلنا نذكرها ولكن وللأسف بجد أجد أن نفس الأسلوب يتكرر الآن بحذافيره. فبعد سقوط رأس النظام السابق عشنا ومازلنا نتلهي بحجم المليارات المنهوبة وأرقام تسبح في الفضاء أمامنا لا نعرف لها أول من آخر ومحاكمات كسب غير مشروع وكل همنا نشوف مين غطوه بالملايات وهو داخل جهاز الكسب غير المشروع ومين قدر مصور عبقري يلقط له صوره وهو نازل من البوكس أو خارج من الباب وزي الهبل نتفرج هيييييه. عشنا لشهور وصفحات الجرائد لا يملؤها إلا الحديث عن مبارك.. وارتجافه الأذيني وحيتنقل سجن المزرعة ولا مستشفي المزرعة وأنه يبكي.. وأنه عايز حفيده ويمكن تكون آخر مرة يشوفه. خلاص؟! خلصنا من كل الحواديت دي دخلنا في حدوتة الدستور أولا ولا الانتخابات أولا ولت وعجن لا ينتهي إلي أن كرهنا الدستور والانتخابات وأصبح مطلبي الأول والأخير.. خلصونا. في خلال كل هذا نلتقط خبرا من هنا وخبرا من هناك عن محاكمة القتلة المتهمين بتصفية ثوار يناير.. ومحاكمات بطيئة بطء السلاحف وتأجيلات لا نهاية لها وكأننا أزحنا نظاما لنتلهي فقط بالبحث عن الأموال المنهوبة والتي يعرف الجميع أنها لن تعود. مع كل ما عشناه الشهور الماضية من ضبابية تغلف كل الأمور حولنا.. وماحدش فاهم حاجة كان من الطبيعي أو لنقل من المتوقع أن ترتفع درجة الغليان الكل يغلي بعضنا لأنه يشعر أن الثورة سرقت منا والبعض الآخر لأنه تضرر في لقمة عيشه ولا يري بارقة أمل لتحسين ما هو كائن.. والبعض الآخر لأن هناك من رسخوا لديه أنه لم يعد هناك أمن ولا أمان في البلد حاليا.. رغم إنه لم يكن هناك أمن ولا أمان من قبل.. ولكن هناك في وسائل الإعلام من تفرغوا لترسيخ هذا الإحساس. المهم أن هناك بطريقة أو بأخري حالة من الغليان وصلت بنا إلي الحد الذي فوجئنا به مساء الثلاثاء الماضي معركة عند مسرح البالون انتقلت إلي ميدان التحرير وعادت مناظر لم أتخيل أن نشاهدها مرة أخري علي الشاشات. بحكم السن كان لا يمكن أن أتواجد في أماكن الأحداث وتابعت كل ما قيل وكتب وأذيع عن هذا الثلاثاء الأسود. شاهدت لقطات علي اليوتيوب لمجموعة تحمل أسلحة بيضاء تتجمع قبل مسرح البالون ثم تتجه بربطة المعلم إلي المسرح، شاهدت أيضا شابا من أسر الشهداء يضرب من أمين شرطة وقرأت عن أم شهيد تم اقتيادها لقسم البوليس. شاهدت فيديو لأحد ضباط الداخلية يتحدث إلي ثوار التحرير طالبا منهم أكثر من مرة أن يجعلوها سلمية سلمية واعدا بعدم التقدم إذا ما جعلوها سلمية. وفيديو آخر لا أعرف ما إذا كان لعسكري أم ضابط يرقص بالسيوف أمام صفوف الأمن المركزي ليستفز شباب التحرير. وفيديو آخر لمجموعة من البلطجية يحملون السيوف يتقدمون صفوف عساكر الأمن المركزي ليواجهوا شباب التحرير. منتهي اللخبطة.. حد فاهم حاجة؟! وسط كل هذا يخرج علينا أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين في عز العركة والميدان والع والدخان يغطي الدنيا.. ليقول إن هؤلاء الموجودين في الميدان بتوع الدستور أولا.. بالذمة ده وقت نستعدي بعض علي بعض؟! الشيء الوحيد المؤكد وسط كل هذه اللخبطة أن الداخلية حسنت من أدائها فبدلا من رشق المتظاهرين بقنابل مسيلة للدموع منتهية الصلاحية تأكد الجميع أنها قامت باستيراد قنابل حديثا.. في الوقت الذي صدعونا فيه بضيق ذات اليد الذي منعهم من استيراد سيارات جديدة. وبدلا من القناصة بالرصاص الحي فوق أسطح العمارات كان هناك مسلحون بالطوب يقذفونه علي المتظاهرين من فوق الأسطح. حالة الاحتقان التي تفجرت الأسبوع الماضي كان سببها الرئيسي بطء محاكمة القتلة.. علي أساس أننا يجب أن نحاكمهم محاكمة عادلة وهذا يدفعني لتكرار نفس الرأي الذي طرحته في هذا المكان من عدة أسابيع بعنوان «مطلوب محاكمات عسكرية عاجلة» وإذا كان هناك من يجب أن يخضع لمحاكمات عسكرية فهم هؤلاء القتلة.. اللهم إلا إذا كانت المحاكمات العسكرية يري البعض أنها غير عادلة لهذا امتنعوا عن محاكمتهم ورئيسهم محاكمة عسكرية. الرئيس المخلوع يجب أن توجه له تهمة الخيانة العظمي وهناك عشرات الأدلة التي تؤكد هذه الأقوال.. يجب أن يحاسب بتهمة الحنث باليمين الذي أقسمه عند توليه الرئاسة فهو لم يحافظ علي النظام الجمهوري وكان يسعي لتحويلنا لجمهورية ملكية.. التوريث!! لماذا لم تتم محاكمته ومحاكمة تابعيه عسكريا إلي الآن؟! حد فاهم حاجة؟!!