لم يعد الحديث داخل غرف الموظفين، كما كان عليه قبل «كورونا»، تغيرت العادات اليومية في طريقة تناول الطعام، واستخدام دورات المياه، وسيطرت مشاعر الخوف من العملاء، على الكثير من أماكن العمل. بعض هذه العادات التى تغيرت من أجل الوقاية من الإصابة بالأمراض، والحفاظ على النظافة العامة، يتمنى الكثيرون أن تبقى حتى بعد ذهاب خطر «كورونا».
قال أحمد رفعت، الموظف بمحكمة عابدين، إن المحكمة لم تقم بأى استعداد لمواجهة كورونا، مؤكدًا أن الموظفين هم من يقومون باتخاذ الاحتياطات اللازمة قائلًا: «ابتدينا نجيب مواد مطهرة ونستخدمها، وأيضًا نرش كل المكاتب بمواد قاتلة للجراثيم، لكى نحافظ على صحتنا، ومع ذلك فكثير من الموظفين لم يتخذوا أيًا من هذه الاحتياطات.
لكن «كورونا» غير من عادات الموظفين، فخلال يوم العمل فى محكمة عابدين كما يحكى أحمد، يذكَر الموظفون بعضهم البعض بغسل الأيدى، و«نؤكد على عم جمال الذى سيحال للمعاش آخر العام، بضرورة غسل يديه كثيرًا معظم الوقت، لأننا نخاف عليه أن ينتقل له المرض، وحرصنا على أنه إذا مرض أحد فى المكتب أن يأخذ إجازة اعتيادية لكى لا يعدى أحدًا فى المكتب».
جيل مطهر بعد كل عميل
على عكس الحاصل فى محكمة عابدين، وجدت إسراء محمد الموظفة بإحدى فروع البنك الأهلي، أن الفرع بدأ بوضع الكثير من المواد المطهرة فى دورات المياه، وأيضًا على المكاتب، بالإضافة إلى توزيع الجيل المطهر على الموظفين، التنبيه على استخدامه بعد التعامل مع العملاء ووضع لافتة فى دورات المياه عن الطريقة الأنسب لغسل اليدين، للتخلص من أى ميكروب عالق بها.
معلمون بالبالطو.. وطلاب يلعبون بالمطهرات.
بينما أكدت غادة علي، مدرسة اللغة الألمانية بإحدى المدارس الخاصة، أن المدرسة وضعت مواد مطهرة فى دورات المياه ومناديل ورقية، فى الفصول ومواد مطهرة فى الطرقات وأضافت ضمن طلب السبلايز «طلبات المدرسة» جيل مطهر مع كل طالب، وأيضًا يستخدمون الكمامات، ودورنا كمدرسين أثناء الحصة أن نطلب من الطلبة أن يضعو الجيل، وأيضًا إذا لاحظنا على أحد التعب نقوم بالاتصال بوالدته وتأتى لاصطحابه. رغم هذا الوضع المثالى لاحتياطات النظافة، فإن بعض الطلبة كما تحكى غادة، يلعب بالمطهرات التى وضعتها الإدارة فى الطرقات ودورات المياه أثناء الفسحة. من ناحية أخرى سلمت المدرسة بالطو لكل معلم، ليرتديه ويحافظ على ملابسه «لأننا نتعامل مع الطلبة طول اليوم الدراسى».