عندما يصطحب الرئيس السيسى مجموعة من الشباب على متن المحروسة فى مجرى قناةالسويس، فتلك دلالة، وعندما يحاكى مجموعة أخرى من الشباب نموذج الدولة أمام جميع أفراد الحكومة، فتلك دلالة أخرى.. وحينما يصطحبهم فى افتتاح عدد من المشروعات الحيوية المهمة، ويطلب منهم تشكيل مجموعات عمل لمشاركة الحكومة، فهو بذلك يسلمهم راية المستقبل. على مدار ثلاثة أيام، عقد المؤتمر الوطنى للشباب بالإسماعيلية أبريل 2017 تحت شعار «ابدع انطلق»، الشباب يسأل والرئيس يجيب، والحقيقة أن الشباب ليسوا وحدهم من سألوا، فبفضل تطبيق «اسأل الرئيس» أتيح لجميع الناس أن يسألوا بلا رقابة، وأجابهم الرئيس بكل صدق.. قرارات وتوصيات، خرج بها المؤتمر الوطنى بالإسماعيلية، وكان الشباب سيد الموقف. كانت البداية عندما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى بدء المؤتمر الوطنى الثالث للشباب بمدينة الإسماعيلية أبريل 2017، الذى استمر لمدة ثلاثة أيام متضمنًا عددًا من الجلسات وورش العمل. حرص هذا المؤتمرعلى مناقشة عدة موضوعات حيوية، أتى على رأسها: مشكلة ارتفاع الأسعار فى الشارع المصرى، والمسئولية المشتركة بين الفرد والمجتمع والدولة، بالإضافة إلى بحث التنمية المستدامة فى قطاعى البترول والكهرباء، وجاءت على أولوية المناقشات مشكلة الرعاية الصحية والاجتماعية للمواطن المصرى، كما خصصت جلسة لمناقشة محاربة الإرهاب والتحديات المستقبلية، وورشة عمل حول أهمية قناةالسويس ومشروعات محور القناة. عرض المؤتمر فيلما تسجيليا بعنوان «غنوة عالسمسمية» تحدث عن بطولة وبسالة سكان مدن القناة منذ الأيام الملكية ومحاربتهم للإنجليز، حتى جاءت ثورة يوليو 1952، مرورا بتأميم القناة ورد فعل الغرب وقيامهم بالعدوان الثلاثى. واستعرض الفيلم نماذج من أبطال «السلاح السري»أو المقاومة الشعبية وهم الفدائيون، فتحدثت الفدائية «زينب الكفراوي» عن مهمتها فى تلك الأيام التى كانت تنقل السلاح للفدائيين، وزميلتها فى الكفاح «علية الشطوي» التى كانت مسئولة عن إسعاف المصابين من أبناء المقاومة. • الشهيد الحى وتحدث الشهيد الحى مقاتل- عبدالجواد سويلم الذى فقد قدميه وذراعه فى حرب الاستنزاف، كما أدلى بشهادته مقاتل محمود الجلاد- الفدائى بالمجموعة39 مجموعة البطل الشهيد إبراهيم الرفاعى، ولم ينس اللواء سمير عزيز أن يتحدث عن ملحمته فى السماء مع طيران العدو، فمن بين الركام والحطام، خرجت شرارة الفداء والكفاح. بعد ذلك قام الرئيس السيسى بتكريمهم، وسط إعجاب واحترام جموع الحاضرين، ووجه الفدائيون رسالة من حرر الأرض، إلى من سيعمرها، وهم الشباب. - لم ينس القائمون على المؤتمر توجيه تحية رثاء إلى شاعر المقاومة (الكابتن غزالي) الذى توفى قبل أسبوعين، وعزفت فرقته الموسيقية «ولاد الأرض» فقرة رائعة من كلمات الشاعر الراحل. أعقب ذلك تقديم المؤتمر من قبل مجموعة من شباب المستقبل، تلاه عرض فيلم عن ملخص ما دار فى مؤتمرى الشباب السابقين- شرم الشيخ، وأسوان، ثم قام هؤلاء الشباب بعرض لبرنامج المؤتمر الذى سيحضر رئيس الجمهورية جميع جلساته. • اليوم الثانى تضمن اليوم الثانى للمؤتمر جلستين: صباحية ومسائية، شهدت الجلسة الأولى والخاصة ب«آفاق التنمية المستدامة فى قطاعى الإسكان والنقل ومحور قناةالسويس» تصريحات للرئيس مفادها أن الدولة أخذت على عاتقها تطوير الموانئ والبنية الأساسية للمحور كأحد الخيارين بدلا من طرح مشروعات التطوير على المستثمرين، مشيراً الى أن الوقت قد سبقنا وكان من الأفضل البدء فيه خلال الفترات السابقة مما كان سيوفر علينا أموالا كثيرة. وفى هذه الجلسة، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى عددا من القرارات الجمهورية بتخصيص أراض لصالح عدد من المشروعات الخدمية المختلفة، تشمل إعادة تخصيص 8971 فدانا من الأراضى المملوكة للدولة «ملكية خاصة»، بامتداد غرب محافظة قنا، لصالح هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وذلك لاستخدامها فى إقامة مجتمع عمرانى جديد، وتخصيص 10 أفدنة بمحافظة كفر الشيخ، لصالح وزارة الكهرباء والطاقة، لاستخدامها فى إنشاء محطة محولات طريق سكة روينة. كما تضمنت القرارات: إعادة تخصيص 95 فدانا لاستخدامها فى إنشاء سجن مركزى، ومعسكر لإدارة قوات أمن الجيزة ومركز تدريب و«تبة ضرب نار» وقسم لإدارة مرور الجيزة، فضلا عن إعادة تخصيص 19 فدانا لصالح محافظة الشرقية، لاستخدامها فى توسعة المنطقة الصناعية. كما أصدر الرئيس قرارا باعتبار مشروع نقل مياه الصرف الصحى المعالجة من مدينة العاشر من رمضان إلى مصرف بلبيس بالشرقية، من أعمال المنفعة العامة. • اليوم الثالث وفى اليوم الثالث، اصطحب الرئيس مجموعة من الشباب فى جولة لتفقد عدد من المشروعات التنموية، ومشروعات البنية التحتية بالمدينة، وافتُتح من خلال هذه الجولة عددا من المشروعات الحيوية. بدأت بعدها الجلسة الصباحية التى تضمنت نموذج محاكاة للدولة، قام به مجموعة من شباب البرنامج الرئاسى، فقد نفذ الشباب نموذج محاكاة للاقتصاد المصرى، وتم عرض فيلم تسجيلى من إعدادهم، يتضمن عرضا لمراحل تطور الاقتصاد المصرى منذ العام 1952 حتى الآن. وتحدث بعض الشباب المشاركين فى نموذج المحاكاة، إذ أوضحوا نقاط القوة والضعف فى الاقتصاد المصرى، وتطور أزماته، خاصة بعد عام 2011، فيما يتعلق بانخفاض الاحتياطى النقدى والاستثمارات الأجنبية المباشرة، وصولاً لبرنامج الإصلاح الاقتصادى الجارى تنفيذه حاليا، بهدف معالجة الاختلالات الهيكلية بالاقتصاد، ووضعه على مسار النمو الاقتصادى المتسارع، كما قدموا مقترحاتهم ورؤاهم لدفع عملية التنمية الاقتصادية على كل المستويات. • الشباب يتابع الحكومة وبناء عليه، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، الدعوة لمجموعة الشباب المشاركين فى نموذج المحاكاة؛ لتشكيل مجموعة تحفيز ومتابعة العمل مع الحكومة، من خلال متابعة ما تم عرضه من مقترحات ودراسات، مشيرا إلى أن العمل التنفيذى يعد بمثابة جسر بين الفكرة والتنفيذ، ومؤكدا أهمية متابعة تنفيذ الأفكار بشكل واقعى وعملى. ومن خلال كلمته أكد الرئيس السيسى أن مشروع محور تنمية منطقة قناةالسويس هو مستقبل مصر خلال الفترة المقبلة، الذى يمثل فرصة كبيرة لنا من خلال الاستفادة من موقع القناة فى مسار التجارة العالمية، وأننا لو لم نكن قادرين على تجهيز البنية الأساسية للمحور والموانئ الستة الخاصة به، لكنا فقدنا الميزة التنافسية لقناةالسويس. • أسئلة شائكة أجاب السيسى، خلال فقرة اسأل «الرئيس» عن عدد من الأسئلة منها سؤال يتعلق بتيران وصنافير، فقال: إن السلطة التنفيذية قامت بدورها بخصوص اتفاقية تيران وصنافير، ونحن دولة مؤسسات، ونحترم حكم القضاء، ولا نتدخل فيه، والبرلمان عليه جزء من الدور، والجانب السعودى متفهم ذلك، فعندما طرح أمر جزيرتى تيران وصنافير فى أغسطس 2015، لم نتدخل فى الشق الفنى، ولكن الجانب الخاص بالتصديق على الاتفاقية من جانب مؤسسات الدولة يأخذ دوره والجانب السعودى وافق على ذلك لأننا دولة مؤسسات. وأضاف أنه يحترم القوانين وحكم المحكمة تجاه أى قضايا، وأن السلطة التنفيذية عملت بأمانة على قضية تيران وصنافير، ودون أى مجاملة لأحد، لأن محدش هيجامل حد على حساب بلده.. ولن أتدخل فى حكم القضاء. فى سؤال موجه للرئيس عن الفتاتين اللتين تم الإمساك بهما وهما تبيعان على عربتهما «برجر» فى الشارع، أجاب السيسى مخاطبًا وزير الداخلية، مجدى عبدالغفار: أنا مع كل تقديرى للقانون وتنفيذه، لكن أنا مع الفتاتين، ومكنش ينفع نعمل كده. وأشار إلى أنه سيعمل على تسهيل ترخيص المنافذ المتحركة لبيع السلع، ويمكننا من خلال وزارة التنمية المحلية إنشاء منافذ بيع للشباب فى الميادين، لتعطى منظرًا جماليًا، وخاطب الحكومة: أى حد ليه منافذ للبيع أو كافيهات غير مرخصة، نعطيهم ترخيصا مؤقتا، حتى لا يشعر المواطن أنه يقوم بشيء خطأ. وأكد أن الدولة مصممة على مكافحة الفساد، ولدينا إرادة حقيقية فى مكافحته والتصدى له. وطالب الرئيس- حينما سئل عن الفساد- بترشيد استهلاك الطعام فى شهر رمضان المبارك، مضيفًا: لو كل مواطن وفر رغيف خبز، هنوفر 90 مليون رغيف فى اليوم. وأكد أنه مطمئن لمستقبل مصر، وأيضًا الحكومة لديها نفس الاطمئنان، مشيرًا إلى أن الحكومة تعمل على المشروعات متناهية الصغر والمتوسطة، والخير سيكون كثيرًا لمصر، ولكن المهم نكون يدًا واحدة. •