كالعادة .. فى جنازة عسكرية مهيبة شارك فيها عدد من قيادات الأمن، والآلاف من أهالى محافظة الشرقية والأقارب والزملاء، شيع جثمان الشهيد المجند «حسن حمدى حسن موسى» 32عامًا، بقرية الإخيوة مركز الحسينية، بعد أن استشهد فى الحادث الإرهابى الذى استهدف ضباط وجنود معسكر لقطاع الأمن المركزى بمدينة التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية مساء الخميس الماضى، فيما أصيب 20 آخرون..حيث تقدم الجنازة العسكرية اللواء عصام أبو المجد نائب مدير أمن الشرقية والعميد شمس نجاح رئيس فرقة البحث الجنائى لقطاع الشرق، ومأمور مركز الحسينية والقيادات الأمنية. وقدم أفراد قطاع الأمن المركزى عرضا عسكريا أثناء دخول الجثمان للقرية، فيما ردد جميع الحضور «الجيش والشعب والشرطة إيد واحدة» «الإخوان هما الإرهاب».
تحولت جنازته لمظاهرة شعبية ضد الإرهاب وجماعة الإخوان، وقام المشيعون بالهتاف ضد التنظيم والرئيس السابق، منها «الخائن ليس له مكان»، و«لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله والإخوان أعداء الله» واختلطت الدموع بآهات الأمهات والآباء. واتشحت القرية بالسواد وسيطرت حالة من الحزن البالغ على الأهالى بمسقط رأس الشهيد. وصب الجميع دعواتهم على منفذى العملية القذرة التى قتلت خير أجناد الأرض وطالبوا بسرعة القبض على المتهمين وإعدامهم فى ميدان عام ليكونوا عبرة لغيرهم ممن تسول لهم أنفسهم الإقدام على ارتكاب مثل هذه الجرائم وتوجهوا إلى الله بالدعاء أن يحفظ مصر وشبابها. وعقب دفن الجثمان بمدافن القرية جلس الأب المكلوم على قبر ابنه يبكى بحرقة قائلا: «ربنا ينتقم من الظلمة» ودعا على الإخوان فوق قبر نجله، متهمهم بقتله، قائلا: «حسبى الله ونعم الوكيل فى الإخوان ومن يعاونونهم على قتل أولادنا»، وحذر أهالى القرية من حضور أى شخص ينتمى لجماعة الإخوان المحظورة للعزاء، مؤكدًا «لا يلوم سوى نفسه»، معللا بأنه لن يسمح لقتلة ابنه بالعزاء فيه. وقال: حسن أعز أولادى وكنت خاطب له وهجوزه بعد ما يخلص تجنيده، كان لسه ليه 4 شهور فى الخدمة ويخلص لكن ربنا ما أردشى هو كان بيصرف علينا ومعدش لينا إلا ربنا أنا راجل كبير ومريض وما بقدرش اشتغل. والنهارده شعرت أن ظهرى انكسر بفقدان أعز أبنائى، فليتنى مت قبل أن أرى فلذة كبدى حسن فى القبر، بدلا من أن أزفه على عروسه، مشيرا إلى أنه كان يقوم برعاية الأسرة ويعولهم، فكان هو زهرة الأسرة، مطالبا بالقصاص من قاتلى ابنه. وأضاف حمدى: «لن نرتاح إلا بعد الثأر لابنى وزملائه الذين يصفون يومًا بعد يوم»، مؤكدًا خوفه على أن يكون الدور على ابنه الآخر المجند بمنطقة رفح، وأضاف، أنه يعيش فى رعب بسبب كثرة العمليات الإرهابية التى تتم على أيدى هؤلاء الإرهابيين، وتوجه للجيش والشرطة بضرورة بذل المزيد من الجهود للقضاء عليهم. وأوضح أن خبر استشهاد حسن، «نزل علينا كالصاعقة ولم نصدق أنفسنا»، مشيرًا «كان كل أملى أن أفرح بيه وأشوفه عريس». أما محمد إسماعيل ابن عم الشهيد فقال: ان الشهيد يعيش فى منزل فقير من الطوب اللبن - الذى أكلت مياه الأمطار الغزيرة أركانه - وتعيش أسرته ويلات الفقر والبرد القارس والتى كان يعولها الشهيد، بعدما أصيب الأب الذى كان يعمل باليومية، بمرض الغضروف ونحل المرض جسده الضعيف. مشيرا إلى أن له أربعة أشقاء شابين، «محمد» عامل و«محمود» مجند بالقوات المسلحة، وبنتين متزوجتين «آمال» و«أميرة» وأنه كان طيبا وحنونا، ولم يكن مثل الشباب المشاكس فكان يأتى من الجيش فى إجازته ليخرج ليعمل باليومية على سيارة كارو مع شقيقه محمد خلال أيام الإجازة، بعدما أصيب والده بالمرض من أجل تدبير نفقات علاجه. أما والدة الشهيد فقالت: كنت فى البيت وفوجئت بالخبر المشئوم، ووقعت على الأرض ولم أصدق أن ابنى راح وقتل على يد ناس لا يعرفون الله، وحسبى الله ونعم الوكيل فى اللى حرمنى من نور عينى وأنا احتسبته عند الله من الشهداء. وقال شقيق الشهيد «محمود» مجند بالقوات المسلحة: إننا لن نترك دم شقيقنا هدرا وسوف نقتص من الإرهابيين، مشيرا إلى أنهم نبهوا على أهالى القرية بعدم تواجد أى شخص من المنتمين للجماعة المحظورة فى الجنازة لعدم الفتك بهم. وقال شقيقه «محمد» عامل: إن شقيقى اتصل بى منذ يومين ليطمئن على الأسرة، وأنه كان سعيدا، مطالبا بالقصاص العادل لجميع الجنود المصريين الذين راحوا ضحية الإرهاب. وطالب الشقيقان، بضرورة القصاص لشقيقهما، متسائلين ما ذنب شقيقنا فى أن يقتل، وهو فى عز شبابه، مطالبين الفريق عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بالقصاص له وكل الشهداء، مطالبين بضرورة إعدام الجناة فى ميدان عام حتى تطفأ النار التى فى قلوبنا. أضافت آمال شقيقة الشهيد: لم نصدق الخبر الذى نزل علينا كالصاعقة، الشهيد كان دائما يزورنا فى إجازته وكنا بنحلم بيوم زفافه، وبدل ما نزفه الى القبر نزفه إلى عروسته، حيث إنه كان فى مرحلة الخطوبة، وكنا نستعد للزفاف مشيرة أن آخر يوم شاهدت فيه الفقيد كان فى إجازته الأخيرة من حوالى عشرة أيام، وكنا فى انتظار نزوله إجازة جديدة، وكان لدينا إحساس أنها آخر مرة نراه فيها، حيث كان على وشك الطيران من الفرحة، وأوصانا بوالدينا، واتصل بنا قبل الحادث ليوصينا بهما، خاصة الأب الذى أصابه المرض بسبب الأمطار التى أغرقت المنزل، حيث لا يوجد سقف، والمنزل مغطى بالأخشاب. أما الصدمة الكبرى فلم تكن للأم أو للأشقاء وإنما كانت لخطيبة الشهيد التى لم تصدق ما حدث وقالت بكلام غير مفهوم من شدة الحزن والبكاء: «خطفوا منى أعز حاجة فى حياتى، كان حسن ليا كل شىء، لم أصدق أن المجرمين سرقوا فرحتى وقتلوا خطيبى قبل زفافنا وعندما عرفت باستشهاده لم أشعر بنفسى وأصبت بصدمة ولم أصدق حتى الآن أن خطيبى أصبح ذكرى هو عمل إيه علشان ينقتل هو وزملاؤه حسبنا الله ونعم الوكيل». وقال محمد كرم حسن «22 سنة» من مدينة فاقوس بالشرقية، وزميل الشهيد «المجند حسن حمدى» بأنه كان فى مأمورية خارج المعسكر وعاد إليه الساعة 5 مساء، وبعد صلاة العشاء جلس مع أحد زملائه داخل إحدى السيارات على بعد300 متر من البوابة يتحدثون حتى سمعوا صوت الانفجار، فقام بالركض حتى يطمئن على زملائه ويساعدهم، فاصطدمت قدمه ب«إكصدام لورى» شرطة، حيث قامت سيارة الشرطة بنقله إلى سيارات الإسعاف التى نقلته إلى المستشفى، وتبين بها إصابته بكدمات بقدمه وساعده الأيمن، وبعدها علم بخبر وفاته.∎