صدمة كبيرة تعرض لها المنتخب الوطنى لكرة القدم، وهزيمة «مفجعة» لم تكن فى الحسبان أمام منتخب غانا القوى فى أول أيام عيد الأضحى بستة أهداف لهدف فى مباراة الذهاب لتصفيات قارة أفريقيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014 لتتلاشى أحلام الفراعنة فى التأهل للنهائيات. أصبح لزاما على المنتخب إذا أراد التأهل إلى مونديال البرازيل الفوز على غانا فى لقاء العودة بخمسة أهداف نظيفة كى يحجز بطاقة التأهل، وهو أمر فى غاية الصعوبة نظرا للفارق الكبير فى اللياقة بين الفريقين والمستوى الفنى الذى يصب لصالح المنتخب الغانى.
بداية أكد حسن الشاذلى نجم منتخب مصر السابق ونادى الترسانة أن الأمريكى بوب برادلى المدير الفنى لمنتخب مصر ارتكب العديد من الأخطاء سواء بعدم تأمين الدفاع أمام منتخب مثل غانا يضم الكثير من العناصر المحترفة فى الدوريات الأوروبية مثل على سولى مونتارى وأندريه أيو ووراث وكوادو أسامواه والكثير من النجوم المتألقة فى أوروبا، وكان من المفترض أن يلعب بتكتيك دفاعى من أجل الحفاظ على مرماه، لكن كواسى أبياه المدير الفنى لمنتخب غانا استطاع أن يقرأ جيدا ويستغل نقاط الضعف لمنتخب مصر التى بنى عليها خطته، وأهمها قلبا الدفاع فى الفريق وحالة البطء التى ظهرا عليها فى المباراة وهو أمر يسهل كثيرا من مهمة المهاجمين الغانيين أصحاب السرعات العالية، فكان من الطبيعى أن يقبل المنتخب هدفين فى أول ربع ساعة وعندما استفاق وأحرز هدف تقليص الفارق بادر منتخب النجوم السمراء بإحراز الهدف الثالث قبل نهاية الشوط الأول ليعمق من الأزمة.
وأشار الشاذلى إلى أن رحيل برادلى فى الوقت الحالى أمر غير مقبول لأن أى مدير فنى سيتولى المسئولية فى الوقت الحالى لن يفعل شيئا وسط مجموعة من الأخطاء الكبيرة التى يعانى منها المنتخب بداية من سوء الإعداد ودخول عناصر جديدة وفارق اللياقة الكبير بين المنتخبين.
ومن جهته قال مجدى عبدالغنى نجم منتخب مصر عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق: إن رحيل برادلى أمر حتمى، وذلك لأنه لا يملك أى جديد كى يقدمه للمنتخب فى الوقت الحالى لا سيما أن المنتخب بات موقفه صعبا للغاية، فى الوقت الذى ازدادت فيه فرص منتخب غانا للتأهل للمونديال.
وأشار عبد الغنى إلي أن الموقف المتأزم الذى يعانى منه المنتخب لا يعنى أنه خرج من التصفيات، بل يوجد بصيص ضئيل من أمل يجب أن نستغله فى شحن اللاعبين معنويا من أجل لقاء العودة الذى من شأنه رد الاعتبار بسبب الخسارة بسداسية ولو كان برادلى لديه أى جديد ليقدمه للمنتخب فلماذا لم يفعل من قبل ويجب التفكير من الآن فى مرحلة ما بعد برادلى.
وأكد أيمن يونس نجم منتخب مصر السابق ونادى الزمالك أن المرحلة الحالية تندرج تحت عنوان «الجهلاء يمتنعون» فالحديث عن أن شريف إكرامى تهرب من مسئوليته عن حراسة مرمى المنتخب وطلب التبديل أمر غير مقبول لأنه بالفعل تعرض للإصابة، كذلك فإن الحديث عن أن الجيل الحالى يجب أن يتم تسريحه بالكامل ينم عن شخصيات لم تمارس كرة القدم على الإطلاق ولا تعرف كيف تدار الفرق.
وأشار يونس إلى أن هناك أخطاء بداية من عدم الأداء وفقا للقدرات الفعلية للمنتخب فقد كان لاعبو المنتخب يواجهون فريقا أشبه بمنتخب العالم، فهناك «على سولى مونتارى» من الميلان و«كوادو أسامواه» من اليوفينتوس و«أندريه أيو» من مارسيليا والكثير من النجوم، فى المقابل هناك الكثير من المشاكل التى وقعت فيها الكرة المصرية باستمرار ولم تتم معالجة الأمر بشكل احترافى يزيد من قدرات اللاعبين، فلا تزال الكرة تدار بنظام الهواة فى الوقت الذى عم فيه الاحتراف أغلب أرجاء العالم، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن برادلى كان يجب أن يكون لديه أكثر من مستشار مشيرا إلى أن زكى عبدالفتاح مدرب حراس مرمى المنتخب لعب أدوارا أخرى فى وقت كان لزاما عليه أن يلتزم بمركزه كمدرب لحراس المرمى لمنتخب مصر.
وعن مباراة العودة تحدث يونس وقال: إن الفريق أصبح موقفه فى غاية الصعوبة لا سيما أن المنتخب الغانى يتميز بالمهارات واللياقة البدنية وإن كان الطموح مشروعا ويمكن التفكير فيه.
وأضاف يونس: إن الشغل الشاغل الذى يجب على المسئولين اتباعه فى المرحلة المقبلة ضرورة حث اللاعبين على الفوز على غانا من أجل رد اعتبار الكرة المصرية.
وفى المقابل تبدو حالة الغرور قد تملكت من المنتخب الغانى، حيث أكدت الصحف الغانية أن لاعبى المنتخب طلبوا من الجماهير سرعة شراء تذاكر كأس العالم بالبرازيل 2014 قبل نفادها فى دلالة على أن مباراة العودة أمام مصر فى استاد الدفاع الجوى ستكون بمثابة النزهة للمنتخب الغانى.
