جماهير غانا تحتفل بالفوز الكبير على الفراعنة دفاع شوارع.. ومدرب في غيبوبة.. ولاعبون »نسوا« كرة القدم.. والحلم يتبخر ضاعف المنتخب الوطني من آلام المصريين بعد هزيمته الثقيلة بنصف دستة أهداف مقابل هدف واحد أمام نظيره الغاني في المباراة التي أقيمت أمس بملعب بابايارا بمدينة كوماسي الغانية في ذهاب الجولة الأخيرة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل. انتهي الشوط الأول بتقدم غانا بثلاثة أهداف لهدف أحرزها أسامواه جيان ووائل جمعة - في مرماه - وعبد المجيد واريس في الدقائق 5 و22 و44 بينما أحرز محمد ابو تريكة هدف مصر الوحيد في الدقيقة 42 .. وفي الشوط الثاني أضاف أسامواه جيان وسولي مونتاري - من ركلة جزاء - ثلاثة أهداف في الدقائق 9 و28 و43. بهذه النتيجة صعب منتخب الفراعنة من مهمته في مباراة العودة التي تقام بالقاهرة يوم 19 نوفمبر المقبل، ويحتاج منتخب مصر للفوز علي النجوم السوداء بخمسة أهداف نظيفة للصعود للنهائيات وهي مهمة صعبة إن لم تكن مستحيلة. المباراة هي الأسوأ للمنتخب الوطني منذ الهزيمة من السعودية 1/ 5 في كأس العالم للقارات عام 1998 كما أعادت للأذهان فضيحة الزمالك عندما خسر أمام نادي كوتوكو وفي نفس المدينة.. تعددت أخطاء الفراعنة طوال وقت المباراة بداية من الأخطاء في التشكيل التي ارتكبها بوب برادلي الذي عاش في غيبوبة طوال فترة اللقاء مرورا بالأخطاء الساذجة والغريبة والفادحة التي ارتكبها لاعبو مصر علي مدار الشوطين لدرجة أن اللاعبين ظهروا وكأنهم نسوا تعاليم وأدوات ومهارات كرة القدم.. ولم يكن للمنتخب الوطني أي وجود طوال الشوطين رغم محاولات المدير الفني الأمريكي لتعديل الأوضاع ليتقترب حلم التأهل للنهائيات من التبخر. ويحسب للفريق الغاني أصحاب الأرض أن لاعبيه لم يرتكبوا أخطاء علي مدار الشوطين وكانوا نجوما فوق العادة واستحقوا الفوز بجدارة واستحقاق. أخطاء دفاعية بالجملة بدأ بوب برادلي بالتشكيل الذي توقعته "الأخبار" أمس الأول حيث دفع بالحارس شريف إكرامي ومعه أحمد فتحي ووائل جمعة ومحمد نجيب وأحمد شديد قناوي وحسام غالي وحسام عاشور ومحمد النني ومحمد أبو تريكة ووليد سليمان ومحمد صلاح. أما المنتخب الغاني فقد لعب بتشكيلة تضم فاتاو داودا وجيري أكامينكو ودانييل أوباري ورشيد صومايلا وصامويل إنكوم وأندريه ايو وسولي مونتاري وعبد المجيد واريس وكوادو أسامواه ومايكل ايسيان وأسمواه جيان. مع بداية المباراة وبدون مبرر ظهر الارتباك علي لاعبي خط الدفاع وأخطأ وائل جمعة في تشتيت الكرة علي حدود منطقة الجزاء لترتد سريعا إلي أسمواه جيان ولكنه سدد ضعيفة في ايدي شريف إكرامي وتكرر الخطأ عندما حاول أحمد فتحي إعادة الكرة إلي حارس مرماه الذي نجح في اللحاق بالكرة قبل أندريه ايو مهاجم غانا الخطير ومع الدقيقة الرابعة ونتيجة لحالة الاضطراب في صفوف المنتخب الوطني نجح جيان اسامواه في تسجيل هدف التقدم للنجوم السوداء بعد أن تلقي كرة أمامية استغل فارق سرعته مع محمد نجيب وسدد مباشرة في أقصي الزاوية اليمني البعيدة عن الحارس شريف إكرامي لتسكن الشباك. بعد الهدف حاول منتخب مصر التماسك والسيطرة علي منطقة المناورات في وسط الملعب وامتصاص حماس لاعبي غانا وسط تشجيع جماهيرهم الغفيرة وتلقي وليد سليمان الكرة في الطرف الأيسر للملعب حاول المرور بالكرة ولكنها ارتطمت بقدمه إلي خارج الملعب. اعتمد المنتخب الغاني علي تأمين المناطق الدفاعية وعدم الاندفاع للهجوم مع اللجوء للكرات الطويلة المتقنة إلي المهاجمين والتي كانت تشكل خطورة علي مرمي مصر ومن إحداها وكالعادة أخطأ لاعبو الدفاع في تشتيت كرة تهيأت إلي سولي مونتاري الذي سدد قذيفة أنقذها شريف إكرامي وتكررت مشاهد الخطورة وعاد إكرامي للتألق منقذا مرماه من فرصة خطيرة سددها مجيد بالرأس من داخل منطقة الجزاء. ويبدو أن يوم الأمس لم يكن يوم لاعبي مصر ورغم أن المنتخب الغاني لم يلجأ للضغط المتواصل الكاسح إلا أن هجماته كانت دائما تشكل خطورة وسط تفوق ملحوظ للنجوم السوداء وفي الدقيقة 22 نجح المنتخب الغاني في تسجيل هدفه الثاني بعد أن انطلق مايكل ايسيان بالكرة إلي داخل منطقة جزاء مصر ونجح في مراوغة محمد نجيب قبل أن يخدع الحارس شريف إكرامي وحسام غالي وقبل أن يراوغ وائل جمعة ارتطمت الكرة بقدم مدافع مصر لتتحول الكرة داخل الشباك. عاد المنتخب الوطني لمحاولة فرض السيطرة علي وسط الملعب ومحاولة شن هجمات سريعة لتعديل النتيجة ولكنها افتقدت للتركيز في انهاء اللعبة خاصة الكرة التي وصلت إلي محمد صلاح داخل منطقة الجزاء ولكنه سدد سريعا بيسراه شتتها الدفاع. وفي الدقيقة 33 أهدر محمد نجيب أقرب فرص المنتخب المصري للتسجيل بعد أن تلقي كرة عرضية جميلة من محمد ابو تريكة ولكن نجيب شتت الكرة بدلا من تسديدها في اتجاه المرمي. ونتيجة للاصرار والعزيمة المصرية وسط أجواء صعبة نجح منتخب مصر في تعديل النتيجة بعد أن احتسب الحكم المغربي ضربة جزاء لصالح مصر بعد ان تعرض محمد صلاح للدفع داخل منطقة الجزاء تصدي لها ابو تريكة وسدد جميلة علي يسار الحارس محرزا هدف التعديل لمصر في الدقيقة 42. لم يهنأ لاعبو مصر بالهدف الذي يحيي آمال التأهل لكاس العالم وعاد اللاعبون لارتكاب الأخطاء الدفاعية في التمركز أمام مرمي شريف إكرامي ومن ركلة حرة بعدها بدقيقتين فقط من الجانب الأيسر لعب مايكل ايسيان الكرة عرضية داخل منطقة الجزاء أخطأها جميع لاعبي مصر وتهيأت أمام عبد المجيد واريس الذي لم يجد صعوبة في إيداعها المرمي بتسديدة رأس قوية وتمر الدقائق لينتهي الشوط الأول بتقدم غانا بثلاثة أهداف مقابل هدف. انهيار الفراعنة مع بداية الشوط الثاني أجري بوب برادلي تغييرا بنزول محمود عبد الرازق شيكابالا بدلا من أحمد شديد قناوي مع منح وليد سليمان مهام الظهير الأيسر في محاولة لضبط الايقاع داخل الملعب وتحسين الجوانب الهجومية لتعديل النتيجة.. وحاول المنتخب الغاني استغلال الدفعة المعنوية وتشكيل ضغط هجومي متواصل علي الدفاعات المصرية وتنوع ضغط أصحاب الأرض من الجانبين واحتسبت له ضربتان ركنيتان ولكن الدفاع المصري نجح هذه المرة في تشتيت الكرة بعيدا عن أماكن الخطورة. واصل منتخب مصر انهياره الدفاعي ومن خطأ دفاعي ساذج أحرز جيان اسامواه بسهولة الهدف الرابع لفريقه وسط حراسة من لاعبي مصر.. بعدها بدقيقتين فقط تعرض شريف إكرامي للاصابة واضطر برادلي لإجراء التغيير الأخير بنزول أحمد الشناوي بدلا منه. بعد الهدف بدأ المنتخب الغاني في الاستعراض وفرض سيطرته تماما علي منطقة وسط الملعب وقابله عشوائية في أداء لاعبي مصر في محاولة يائسة لتعديل النتيجة. وتنوعت التسديدات الغانية علي مرمي الشناوي بدون أي فاعلية هجومية لمنتخب الفراعنة في وقت انهار فيه المنتخب بالكامل بجميع خطوطه في مشهد غريب وغير متوقع ومن احدي الانطلاقات الغانية اضطر أحمد الشناوي لعرقلة عبد المجيد واريس داخل منطقة الجزاء ونال الشناوي إنذارا وتصدي سولي مونتاري لركلة الجزاء محرزا منها الهدف الخامس في الدقيقة 28 .. ولم تفلح محاولات المنتخب العشوائية والفردية في تعديل النتيجة.