هناك تساؤلات فى بلدنا لا تجد لها إجابات مهما حاولت أو اجتهدت منها ما هو سر الضجة المثارة حول مشروعات تنمية محور قناة السويس ؟ بعد ثورة 52 يناير تطلعنا إلى إشراقة أمل فى مصر جديدة فيه وكان من بواعث تحقيق هذا الأمل هو الاتجاه صوب الكنوز المصرية المهملة ومنها الممر الملاحى الذى يميز مصر بين كل دول العالم فكان مشروع تنمية محور قناة السويس والذى انتظرته مصر طويلا، ولكن بعدما أسند المشروع للدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق وأستاذ هندسة النقل المعروف ومعه فريقه الاستشارى للإشراف عليه إذا بالأمور كلها تنقلب رأسا على عقب وتصدر حكومة الإخوان قانونا أسمته قانون تنمية إقليم - ولاحظ مصطلح إقليم - قناة السويس وإذا بالدكتور شرف وفريقه يتحول من العمل مع الحكومة لتنفيذ المشروع إلى معارض له بل سمى القانون المطروح من الحكومة بالفاشل!! لترتفع علامات التعجب والاستفهام ما سر هذا التحول؟ بل سر التحول فى أولويات المشروع الذى كان مخططا له البدء بمشروع شرق بورسعيد( حسب شرف) ثم فجأة تقرر الحكومة الإلغاء والتحول صوب قناة السويس وإنشاء ثلاثة أنفاق على وجه السرعة بتكلفة 5 مليارات جنيه مع شركة إسبانية!! من المفارقات حالة الرفض الشعبى التام للمشروع سواء فى قناة السويس أو شرق بورسعيد وخاصة بعد صدور القانون الإخوانى لإقليم القناة الذى يحولها دولة داخل الدولة حسب قراءة نصوص القانون. المعنيون بكل هذه المشاريع التنموية لا يعرفون شيئا ولا يطمئنون للإخوان أو للحكومة وأفعالها. وتأتى قراءة المستشار طارق البشرى ليصف القانون بأنه قانون الخراب الذى يجعل إقليم قناة السويس خارجا عن سلطة الدولة المصرية ويحول المشروع إلى ملكية خاصة لأعضاء الهيئة لتنمية إقليم قناة السويس ويمنح رئيس الجمهورية سلطات مطلقة بعيدا عن أى رقابة. وهو ما يجعلنا نتساءل: ماذا يحدث ولماذا التخبط فى مشاريع تنمية محور قناة السويس بين مشروع د. شرف ومشروع الحكومة ومشاريع أخرى مثل بورسعيد 0202.