لم يكن أمام الزمالك إلا أن يرضخ لمنطق العقل، ويرفض استقالة المعلم حسن شحاتة بعد أن كان قد قبلها فى اجتماع سابق! هذا القبول للاستقالة لاقى رفضا شعبيا كبيرا، وعلى المستوى الرسمى أيضا اقتسم أعضاء مجلس الإدارة فى الزمالك ما بين مؤيد ومعارض لهذه الاستقالة
الاستقالة من حسن شحاتة كانت واجبة بعد أن وجد شبه تمرد من اللاعبين تجاهه، ولو استسلم لهذا التمرد كان من الصعب عليه أن يلم الشمل من جديد. ولهذا آثر أن يحترم نفسه ويحترم تاريخه وينسحب فى هدوء.
لكن هذا الانسحاب، وتواتر أخبار عن نية إدارة الزمالك معاودة التفاوض مع حسام حسن للعودة لتدريب الزمالك كانت سبباً فى اقتسام الرأى.. وبسرعة عاد ممدوح عباس رئيس النادى ليعيد الأمور إلى نصابها. وكانت هذه العودة على حساب شيكابالا، والتضحية بشيكابالا مسألة صعبة جدا لأنه نجم له شعبية جارفة، وهو يمثل أكثر من ربع فريق الزمالك، وهو علامة فارقة ما بين الفوز والهزيمة لهذا الفريق، ورغم قدراته وأهدافه، وإبداعاته الكروية، إلا أن أحدا من مدربى الزمالك لم يقدر على ترويضه طوال السنوات الماضية.
وعندما حاول حسن شحاتة ترويضه وجد رد فعل عنيف، تقريبا هو نفس رد فعل النجم ميدو مع حسن شحاتة أيضا.. ولم تستطع السنوات ولا الأيام أن تنسى شحاتة ما فعله ميدو معه، ولهذا لن تفلح الأيام ولا المباريات أن تنسى ما فعله شيكابالا معه.
وكان القرار الجرئ التضحية بشيكابالا وميدو من أجل استمرار شحاتة.. قرار جرئ لم نعتده من إدارة الزمالك فى السنوات السابقة، وكونه الحل الوحيد لإعادة الانضباط.. جوزيه مدرب الأهلى كان يفعل نفس الشىء، لا تهمه نجومية أى لاعب، المهم عنده الانضباط وعدم الخروج عن النص مهما كلفه ذلك من خسائر.
لقد فعلها مع الحضرى ومعوض وحسين ياسر وربيعة وحسن مصطفى، وأخيرا أحمد حسن وغالى، وكانت النتيجة الانضباط فى الأهلى بدون أن يعكر هذا الانضباط أى شىء، ورغم بعض الخسائر فى بعض المباريات إلا أن المكاسب كانت أكبر من الخسائر بكثير.
والسؤال الآن: هل يستمر الزمالك فى جرأته ويكمل القرار إلى نهايته أم يتراجع مع أول تراجع لأداء الزمالك بدون شيكابالا؟!.
تاريخ الزمالك يوحى بأنه بالفعل قد يتراجع عن قراره بعد أول هزيمة أو تعادل، سينادى وقتها الجمهور على شيكابالا ويهاجم شحاتة، وتضطر الإدارة فى النهاية للرضوخ وتنقلب الأمور من جديد.
وهذا الأمر لا يمكن أن يحدث فى الأهلى الذى يتمسك بالتقاليد مهما كلفه الأمر من خسائر!
عموما نتمنى أن يستعيد الزمالك عافيته خاصة أن عنده ذخيرة من اللاعبين ما تعوضه عن شيكابالا فى المواسم القادمة، ونتمنى أن يحتمل جمهور الزمالك هذا الانحياز لناحية المبادئ فى وقت يبيع الكل مبادئه من أجل انتصارات زائفة!