من الممكن ان يعتبر الزملكاوية تصرف شيكابالا المستفز مع مدربه حسن شحاته في لقاء المغرب الفاسي فال خير وان المدرب الذي نال نفس العلقة الكلامية من ميدو في الدور قبل النهائي لبطولة افريقيا عام 2006 ليفوز بعدها باللقب قد يكررها مع الزمالك بعد علقة شيكابالا ويفوز لفريقه بدوري الاندية الابطال ولكن الاكيد الذي لاشك فيه ولايخضع للاعتبارات والاحلام و والتفاؤل والتشاؤم ان التصرف الذي اقدم عليه اللاعب سقطة اخلاقية تضاف للسقطات التي يعيشها النادي منذ عشر سنوات وهي الازمات والمشاكل التي كنا نظن انها ستنقرض بعد تولي المعلم تدريب الفريق ويعود الانضباط الاخلاقي للاعبين ولكن واقع الحال ان القصة تسير علي نفس المنوال وبنفس الاسلوب والطريقة ولم يختلف في الامر سوي ان اكتشفنا ان تلك المشاكل لا ترتبط بالضغط العصبي و النفسي الذي يعيشه الفريق لغيابه عن البطولات لسنوات عديدة او بالازمات المادية التي يمر بها النادي بل هي مشاكل جينية او ربما فيروس يصيب اللاعب بمجرد توقيعه للزمالك ، فالظروف والاجواء هادئة والفريق لا يلعب الكرة بعد الغاء الدوري والكأس ويشارك في الادوار الاولي للبطولة الافريقية حيث الفرق التي يلاعبها اقل من مستوي المنافسة علي كأس دورة رمضانية اضافة الي ان شيكابالا نفسه لا يعاني اي ازمة مادية فهو صاحب اعلي عقد في تاريخ الكرة المحلية ( 9 مليون جنيه في الموسم ) ويعيش مع ممدوح عباس رئيس النادي احلي ايام الدلع والدلال والهشتكة ورغم ذلك يخرج عن شعوره ويتلاسن مع مدربه ويحاول الاعتداء عليه( بجوز اقلام) لولا تدخل اولاد الحلال لتهدئته ، فاللاعب المتعجرف المغرور الذي خرج يصيح في مدربه بسبب استبداله ويقول ( لو مش عايز تلعبني مشيني ) لم يعجبه رد مدربه المنطقي والطبيعي والعادي ( اتفضل امشي) وراح ليعتدي عليه لان حسن شحاته المدرب النكرة المجهول الذي لم يحقق بطولة في حياته تجرأ ورد علي العظيم الرائع صاحب الكرة الذهبية والالقاب العالمية شيكابالا ، هذا هي الرسالة التي وصلتني من المشهد القبيح الذي فعله اللاعب والتي لا تعبر عن حقيقة وحجم كل منهما فحسن شحاته هو العظيم في مكانه الرائع في عمله الذي حقق ما لم يسبقه اليه الأولون من بطولات والقاب افريقية بينما شيكابالا هو اللاعب الذي لم نري له كرامة او قاد فريقه لبطولة او ساعده في احراز لقب منذ لعب معه وحتي الان ، نعم شيكابالا لاعب اعطاه الله موهبة وحرفنة نادراً مايجود بها لغيره ولكن أحدا لم يستفد منها بما فيها شيكابالا نفسه الذي اهدر معظم وقته وجهده في ابتداع المشاكل الخايبة مع مدربيه الا واحد فقط حسام حسن لادراكه ان اللاعب الذي لايفيد فريقه بموهبته يتحول لعالة علي الفريق كما هو حال اللاعب مع حسن شحاته ففي المباريات الصعبة او في اللقاءات التي لاتاتي علي هواه مثلما حدث في لقاءي الدور التمهيدي ودور ال32 في البطولة الافريقية الحالية امام يانج افريكانز وافريكا سبورت اللذين غاب عنهما اللاعب لظروف الدلع ولم يعاقبه احد بل لا ابالغ ان مافعله شيكابالا مع شحاته كان معاقبة وتأديب للمدرب لاعلان غضبه من تكرار تغيبه عن التدريبات فحتي الغضب ممنوع فشيكابالا العظيم لايسأل عما يفعل . الا انه من الظلم ان نلقي باللوم علي شيكابالا وحده فالمثل يقول يافرعون ايه فرعنك مالاقيتش حد يردني وهو ماينطبق عل حالتنا فلا يوجد احد في الزمالك يرد او يعاقب شيكابالا عما يفعل والجميع يخافون الي حد الرعب من الحديث معه حتي لا ينقلب عليهم ويرحل للاهلي فتنقلب عليهم الجماهير فمن اهم الاسباب التي دائماً ما تدفع الزمالك للعفو عن شيكابالا كلما اخطأ وتدليله عندما يجيد والبكاء علي راسه عندما يغضب والقاء الملايين تحت قدميه عندما يجدد هو رعب مسئولي النادي من رحيله الي الاهلي اعتقاداً ان ذهاب بمثابة كتابة شهادة وفاة لادارة النادي واعلان لفشلها في الحفاظ علي الجوهرة المكنونة ميسي الكرة المصرية الذي لم يجد الزمان بمثل موهبته ، وهو منطق يصلح للمهووسين وعشاق النجوم اما الكلام الواقعي فان شيكابالا لا يستحق الهواء الذي يتنفسه داخل الزمالك لانه يكلف خزينة النادي 9 ملايين جنيه سنوياً ولا يحقق عائد بمليم فالفريق لم يحصل علي بطولة منذ عودته للزمالك عام 2006 باستثناء بطولة كأس يتيمة في 2008 بينما البطولات الكبيرة التي شارك فيها ولم يلعب فيهما دوراً فعال فهما بطولتي الدوري عامي (2002-2003)(2003-2004) وبطولة افريقيا 2002 وسوبر افريقيا 2003 بما يعني ان انجازاته مع الفريق محدودة واغلبها في تاريخ قديم اما علي المستوي الدولي فكل المباريات التي لعبها جوهرتنا السوداء 18 مباراة لم يشارك اساسياً في اغلبها واحرز طوال تاريخه الكروي 38 هدفاً منها 4 اهداف مع فريق باوك اليوناني عندما هرب من الزمالك وانضم موسمين ليعود هارباً منه مرة اخري للزمالك ومن وقتها ونحن نسمع عنه ضجيج بلا طحين . لقد جاء تصرف شيكابالا الاخرق مع مدربه المهذب والمحترم الذي لايختلف اثنان علي دماثة خلقه وادبه وعدله مع اللاعببين ليدعونا الي اعادة تقييم شيكابالا ووضعه في حجمه الحقيقي فالموهبة وحدها لا تكفي لتقييم اللاعب وتحديد سعره ولكن الامر مرتبط بعوامل كثيرة منها الالتزام والانتظام في التدريبات والحفاظ علي اللياقة البدنية و تنفيذ تعليمات المدرب وحسن التعامل معه ومع زملاءك في الملعب والالتزام بدورك وحدودك كلاعب دون التدخل في اختصاصات غيرك وكلها عوامل لا تتوفر في جوهرتنا الاسوانية فهو لايواظب علي التدريبات ومعروف عنه انه مزاجنجي ارتباطه بحالته النفسية اكبر من التزامه بمسئولياته فاذا استيقظ وازعجته حرارة الجو مكث في منزله بجوار التكييف، واذا طالت معه السهرة امام فيلم اجنبي او صحبة حلوة نام ولايذهب للتدريب ودائما ما يجد من يسامحه ويبرر له تكاسله وعدم انضباطه وهو دائم التدخل فيما لا يعنيه فاذا اتخذ المدرب قرار تربوي ضد احد اصدقاءه من اللاعبين ثار وهاج ورفض اللعب وقصته مع جمال حمزه خير دليل علي ما اقول . الخلاصة ان شيكابالا لاعب موهب يحمل في راسه عوامل فناء موهبته وللحق فقد ساهم في تدمير هذه الموهبة العظيمة ممدوح عباس رئيس النادي بتدلليله ودلعه وفلوسه وتدخله لنصرته علي مدربيه ولم ينجو من هذا الكمين سوي حسام حسن الذي نجح في ترويض اللاعب وكسر شوكة غرور نجوميته فاعاد تقديمه مرة اخري الموسم قبل الماضي ليضعه علي قائمة الافضل محلياً وهداف الدوري عام 2010 لتعود ريمة لعادتها القديمة مع الطيب شحاته والمشجع المهووس ممدوح عباس لينتهي التمر بالمشهد المقزز الذي فعله اللاعب مع مدربه في مباراة المغرب الفاسي . والسؤال الان هل من الافضل رحيل شيكابالا ام بقاءه ؟ الاجابة جاءت في المقدمة فاللاعب استنفذ كل الفرص الممكنة ومن الصعب ان يعدل من نفسه فمن شب علي شيئ شاب عليه وقد شب شيكابالا علي التمرد والعصيان ولم يستفد منه الزمالك والمنتخب حتي بلغ من العمر 26 عاماً ، اما الخوف من انتقاله للاهلي فهذا رعب لا مبرر له فالعينة بينة والذي تمرد علي الزمالك رغم كل هذا الدلع والدلال لن يستطيع ان يتحمل أسبوعا في منظومة الاهلي حيث الانضباط العسكري والمساوة بين اللاعبين الصغار والكبار النجوم وانصافهم ، وظني ان تجربة جمال حمزة مع الاهلي فيها الرد الشافي الوافي فاللاعب لم يتحمل اكثر من معسكر تدريبي واحد ورحل . كابتن شيكابالا ارجوك ارحل للاهلي !!