في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي، ظهرت الفرق الغنائية الجماعية، كتابع لما يحدث في العالم،وبعد أن تغير الايقاع.. تبدل الذوق.. ولدت كلمة جديدة من رحم الأوضاع الجديدة، السياسية، الاقتصادية و الاجتماعية. وفي مواجهة لم تكن علي الخاطر، تؤكد في وضوح استمرار دوران آلة الزمن هذه المرة باتجاه الذكريات عادت فرقة " المصريين " التي تأسست عام 1977 ثاني أعرق الفرق الغنائية المصرية، للعودة مجددا، بعد أن عادت اليها بطلة الفرقة ايمان يونس شقيقة الفنانة اسعاد يونس بعد 28عاما من الاعتزال.. لتفجر مفاجأة ضخمة لعشاق فرقة المصريين. وكانت الفرقة قد صعدت علي أكتاف مؤسسها وملحنها وعازفها الأشهر الموسيقار هاني شنودة . عندما قلت للموسيقار هاني شنودة: هذه خطوة تأخرت لثلاث عقود، وان كانت تشبه الدراما الهندية في أحداثها؟! قال لي بصوته الهامس، انه للكاتب الأمريكي الشهير " توماس جيفرسون" مقولة اشتهرت كثيرا في عالمنا العربي، من دون أن نعرف قائلها، المقولة هي: " لا تؤجل عمل اليوم الي الغد "، أما أنا شنودة فيما يتعلق بالفن فإن شعاري هو" أجل عمل اليوم الي الغد.. لأنه سيصبح أكثر اكتمالا"! ..وانا احب من حين لآخر التحدث الي هاني شنودة، الذي أراه كراهب في محراب الموسيقي والألحان ، وعندي دلائل قوية علي ما أقول . وعن عودة الفرقة فهي حكاية درامية مثيرة، فعندما استضافته الاذاعية المعروفة " مها بهنسي " علي موجة راديو FM عبر الأثير، وجاءت مداخلة هاتفية من مستمعة، قالت إن اسمها إيمان، وبدأت تتحدث عن الفرقة وتذكر معلومات أدهشت مؤسسها ! ثم قالت أنها تود أن تهديه أغنيتنا الشهيرة " بنات كتير"، وبدأت بالفعل في الغناء: بنات كتير كده من سني/ بيغيروا مني/ وبيحسدوني مع أني/ موش أحلي منهم بصراحة/ لا عندي لبس آخر موضة / ولا ف الأوضة/ صورة لنجم عينيه سودا............... الصوت مميز جدا، هو يعرفه جيدا؛ فهو لايفارق محرابه. وما هي الا لحظات حتي صرخ المايسترو: إيمان... أنت إيمان يونس.. نجمتنا.. نجمة فرقة المصريين. ضحكت هي في سعادة؛ فيما كانت دموعا غزيرة تنساب من عيني الموسيقار. وفي مفاجأة ثانية نزلت عليه كالصاعقة، قالت ايمان التي تشبه سوزي في فيلم نهارك سعيد: أنا عايزة أرجع للمصريين. في هذه الأثناء، مر أمام عين المايسترو، شريط الذكريات، ذكريات 34 عاما منذ انشاء الفرقة، التي كانت أول فرقة تنشأ لها أغانيها الخاصة، ولا تعتمد علي التراث، وثاني فرقة غنائية جماعية في مصر والعالم العربي... تذكر بطلي الفرقة الذين فقدهم، وهم النجمين: تحسين يلمظ ( المغني وعازف الجيتار)، و ممدوح قاسم ( مغني)، الذين توفيا في سن مبكرة، بعد عمر قصير مع الأضواء. وفي مصر، كان الزواج بالنسبة للمطربات هو السبب الأول في تفكك الفرق الغنائية، حتي أن إيمان تركت الفرقة قبل اكتمال الالبوم الرابع. الآن عادت فرقة المصريين بالثلاثي: إيمان يونس، هاني الأزهري(درامز وغناء) وهاني شنودة، تؤدي أغانيها القديمة التي تمثل ذكريات لمن عايشوها: بتبكي.. بتبكي ليه.. ندمانة.. أقوللك ايه.. ماهو انت اللي اخترتيه .. وعليه فضلتيه..................... مبروووك عودة سوزي للفرقة .. أقصد مطربة الذكريات ايمان يونس.