طرح عدد من السياسيين والمثقفين والاعلاميين في شمال السودان مؤخرا ضرورة عودة الوحدة بين مصر وشمال السودان بعد الاستفتاء علي تقرير مصير الجنوب والذي يسير نحو الانفصال علي حد قولهم.. واعتبروا ان هناك مصالح استراتيجية وامنية مشتركة تقتضي التوحد مع مصر في هذا التوقيت لمواجهتها. وقال مصطفي ابوالعزائم رئيس تحرير جريدة اخر لحظة السودانية التي تتبني المبادرة انهم يستهدفون حراكاً شعبياً ونخبوياً لعودة الوحدة مع مصر بسبب ما يشعر به السودانيون من استهداف من الولاياتالمتحدةالامريكية والاطماع الاسرائيلية في المنطقة والخاصة بمياه النيل فضلا عن مخطط تقسيم السودان لاكثر من دولة. واوضح انه كمواطن سوداني يعول كثيرا علي العلاقة بين مصر والسودان او ما يسمي بعلاقة شطري وادي النيل حتي يستطيعا وقف التهديدات بالتمزق، مشيرا الي ان الفكرة قديمة وتم احياؤها مرة اخري وانضم له عدد من الشخصيات السياسيية مثل الصديق الهندي القيادي بالحزب الاتحادي والمهندس عبدالله مسار مستشار الرئيس البشير السابق والقيادي بحزب الامة بجانب المشير عبدالرحمن سوار الذهب الذي رحب بأن يكون في مقدمة الصفوف ورئيس الوزراء الاسبق الجزولي دفع الله. وكشف ابوالعزائم عن اجتماع قريب بين القيادات والنشطاء المؤيدجين للمبادرة من اجل بلورة الفكرة التي ستقوم علي محورين اساسيين هما المصالح الاستراتيجية والامنية ، مشيرا الي ان بعض النخب المصرية تداولت الفكرة ايضا مثل د.عبدالمنعم سعيد رئيس مجلس ادارة مؤسسة الاهرام ونقيب الصحفيين مكرم محمد احمد. وحول إمكانية ان تستجيب القاهرة للمبادرة في ظل مصالحها مع الجنوب اوضح ابوالعزائم ان مصر والسودان كانتا دولة واحدة ووافقت مصر علي الاستقلال من اجل وحدة الشمال والجنوب لكن الجنوب يتجه الآن الي الانفصال وبالتالي لم يعد هناك مبرر للتجزؤ خاصة ان اي محاولة لخلخلة الامن في السودان ستنعكس علي مصر. وقال: نعم هناك مصالح لمصر في الجنوب لكن مصلحة مصر الاساسية في المياة و85% من مياه النيل تاتي من النيل الازرق من جهة اثيوبيا ولو ان هناك تكامل حقيقي ممكن ان تكون الوحدة بين اريتريا والسودان واثيوبيا ومصر وهذا ما طرحه بعض مؤرخين ومفكرين للتكامل بين تلك الدول. وأضاف: في السودان موارد كثيرة وهذا يتطلب خبرات فنية وعملية خاصة في استصلاح الاراضي والزراعة، بجانب خلق سوق مشتركة بين الاثنين والعمل علي توحيد العملة والاتفاق علي نظام نقدي في التعامل مثلا ما يسهل عملية التبادل التجاري وتعمل الحفاظ علي عائد العائدات الصعبة بين البلدين. وأوضح أنهم يرغبون في ان تسير المبادرة في اتجاه كونفدرالي بحيث تكون لكل دولة نظامها وخصوصيتها، وفيما يتعلق بإمكانية ضم الجنوب الي المبادرة خاصة ان هناك اصوات تطالب بمثل هذه الأفكار قال ابوالعزائم ان الرابط الذي يجمع الشمال مع مصر كبير من حيث الدين واللغة والعرق في حين ان الجنوب يريد ان ينفصل ويحافظ علي هويته الأفريقية.