شهدت العاصمة السودانية الخرطوم أمس مباحثات القمة الثلاثية «المصرية الليبية السودانية» التي جمعت الرئيس حسني مبارك والعقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية ونظيرهما السوداني عمر البشير ونائبه سيلفاكير رئيس حكومة جنوب السودان وكان الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه علي عثمان طه علي رأس مستقبلي الرئيس مبارك لدي وصوله مطار الخرطوم.. ورافق الرئيس خلال زيارته وزير الخارجية أحمد أبوالغيط والوزير عمر سليمان ود. زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية. قمة الخرطوم استهدفت بشكل أساسي دعم جهود الشريكين في السودان للوصول إلي اتفاق حول القضايا العالقة في تنفيذ اتفاق السلام الشامل وبما يؤمن علاقات قوية بين الشمال والجنوب مهما كانت نتائج الاستفتاء المقرر إجراؤه في التاسع من يناير المقبل. وحملت القمة «الثلاثية» مجموعة من الرسائل المصيرية التي ترسم مستقبل السودان. وقال فرمينا منار رئيس مكتب حكومة الجنوب في القاهرة والشرق الأوسط إن القمة عكست الاهتمام المصري الليبي بالقضية السودانية خاصة ما يتعلق باستفتاء تقرير مصير الجنوب ومجموعة القضايا العالقة التي لم يحسمها الشريكان حتي الآن. وأشار إلي أن الرئيس مبارك والزعيم القذافي بثقليهما الدولي والإقليمي يستطيعان حسم قضايا الخلاف وأن يطالبا المسئولين في الخرطوموالجنوب بالتخلي عن أي تشدد يدفع نحو الحرب مرة أخري، خاصة أن مصر وليبيا دولتان متجاورتان للسودان ويعلمان تماماً مرارة الحرب التي خاضها الشمال والجنوب من قبل. وأضاف منار أن من أهم القضايا التي تحسمها القمة إجراء الاستفتاء في موعده دون أي محاولة لتأجيله مع قبول نتائجه مهما كانت انفصالاً أو وحدة مع التشديد علي التواصل بين الشمال والجنوب في حالة الانفضال بشكل سلمي بعيداً عن العنف. وأوضح أنه ينتظر أيضاً التقريب بين الشريكين بشأن القضايا العالقة مثل منطقة أبيي التي تعد شرارة للنزاع بين الشمال والجنوب وقضايا الجنسية والحدود والمواطنة، لافتاً إلي أنهم يبحثون أيضاً أزمة أقليم دارفور واحتمالات عودة النزاع المسلح بين الحكومة والمتمردين وإمكانية دفع جهود التفاوض بينهما. وقال رئيس مكتب حكومة الجنوب إن هناك حزمة مصالح تطرحها القمة بشأن دفع جهود الاستثمار والتنمية في الجنوب والشمال. وحول قضية حوض النيل قال فرمينا منار إنه لا توجد مشكلة بخصوص مياه النيل في ظل الاستفتاء لأن الجنوب سيتقاسم مع الشمال حصة السودان التي تقدر ب18.5 مليار متر مكعب، مشيرا إلي أنهم لا يستهلكون كميات كبيرة من المياه لأن الجنوب منطقة مصب وممر. واعتبر د. الوليد سيد مدير مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة أن مصر وليبيا كدولتي جوار للسودان ليس لديهما سوي أجندة الاستقرار، كما أنهما تمتلكان قدرة علي تحقيق السلام في السودان، مشيرا إلي أن مخرجات القمة تعكس الحرص المصري والليبي علي تأمين الأوضاع في السودان.