ما بين الطبيعة الخلابة وطقوس بشر من اجناس مختلفة وقفت بعدستها تسجل الأحداث وتفاصيل حياة مختلفة لم تعتد عليها من قبل فهي صاحبة موهبة وحلم كبيرين ومن أجل اشباع موهبتها وتحقيق حلمها تجوب «كوكلا رفعت» العالم بحثاً عن حضارات مختلفة توثقها من خلال صور فوتوغرافية فأصبحت واحدة من أشهر المصورات وهو ما دفعنا للتحدث معها لنتعرف علي تفاصيل تجربتها. بدأت كوكلا أولي تجاربها الفنية في جامعة اكتوبر التي درست بها الإعلام قسم الإعلان والعلاقات العامة وفي السنة الثالثة ساعدها أحد اساتذتها علي إقامة معرض فوتوغرافي لتعرض فيه اعمالها للمرة الأولي للجمهور وتبرز موهبتها التي اكتشفتها منذ الصغر حيث كانت شغوفة بآلة الكاميرا وفي بادئ الأمر تصور المقربين منها ثم تشجعت أن تخوض تجربة التصوير بشكل موسع لالتقاط لحظات نادرة ومميزة. رؤيتها المتميزة للاشياء التي عبرت عنها في الصور جعلتها تحصد مراكز متميزة في مسابقة ساقية الصاوي للتصوير الفوتوغرافي حيث حصلت علي المركز الثالث وسرعان ما طورت نفسها لتحصل بعدها علي المركز الاول عام 2006 . بعد تخرجها عام 2007 سافرت إلي فرنسا وهناك درست فن التصوير وحصلت علي دبلومة في هذا المجال، ثم عادت إلي مصر وعملت في التصوير التجاري أو الإعلاني ولكنها لم تشعر بالرضا ولم تتمكن من إخراج كل ما بداخلها من طاقات فنية فقررت أن تبدأ مشوارها في توثيق حضارات بلاد العالم عبر الصور وهو الحلم الذي كان يراودها دوماً. لم تكتف بالأحلام بل سعت لتحقيقها علي أرض كثيراً لتصل إلي هدفها ومن خلال الإنترنت تواصلت مع المصور توفيق الصاوي أحد أبرز المصورين العالميين وانضمت الي الفريق الذي يكونه للسفر حول العالم بعد مشاهدته أعمالها واعجابه بها لتكون بذلك أصغر أعضاء هذا الفريق. استطاعت كوكلا تحقيق أحد أحلامها بالسفر إلي الهند العام الماضي وأقامت بها 17 يوماً لتوثيق العادات والتقاليد إلي جانب الفولكلور الهندي وتحديداً رقصة «الكاثاكالي» والتي تعتبر أحد أقدم اشكال الفنون المسرحية في العالم، فهي تهتم كثيراً بتوثيق حضارات أوشكت علي الإنقراض، كما لاحظت الإنحصار الشديد في ارتداء الساري هو الزي الرسمي للمرأة منذ الماضي. ومن ثم نظمت معرضاً داخل دار الأوبرا افتتحه سفير الهند بمصر ويضم أبرز معالم الثقافة الهندية ليس بهدف سرد تجربتها هناك من خلال الصور بل من أجل أن يتعرف عليها المجتمع المصري وليطلع الشباب علي حضارات أخري لم يروها من قبل. إلا أن كوكلا لم تكتف بذلك فمنذ أشهر قليلة حملت الكاميرا وانطلقت إلي مدينة بالي باندونيسيا فكثيراً ما قرأت عنها علي شبكة الانترنت فهي تحرص علي البحث الدائم عن أهم وأبرز الثقافات والطقوس في بلاد العالم وهناك علي هذه الأرض ساحرة تعرفت طقوس حرق الجثث وجسدت ذلك في مجموعة رائعة من الصور وكان ذلك هو عنوان معرضها الأخير بسفارة أندونيسيا بالقاهرة منذ أيام قليلة. كانت لرحلاتها حول العالم جوانب كثيرة فلم تكسبها خبرات فنية جديدة وشهرة أكبر فحسب ولكن تركت بصمة علي شخصيتها فمنحتها الثقة والاعتماد علي النفس وكيفية التواصل مع الآخرين والاقتراب منهم رغم عدم تحدثها لغتهم. أسرتها هي الصورة الأجمل في حياتها فوالدها فهو من شجعها علي السفر إلي بلاد مختلفة لايمانه الشديد بموهبتها. وفي نهاية حديثنا معها كان يجب أن نعرف من أين جاءت تسميتها ب«كوكلا» فأوضحت أن الاسم معناه العروسة أو الدمية في اللغة التركية واختارته لها جدتها التركية.