تظاهر مئات من الأشخاص في عدد من المدن الإسبانية في مظاهرات احتجاج علي احتجاز جوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس، وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أمس أن متظاهرين تجمعوا أمام السفارة البريطانية في العاصمة الإسبانية مدريد وطالبوا بإطلاق سراح اسانج المطلوب من قبل القضاء السويدي للتحقيق معه في قضايا تحرش جنسي. وارتدي المتظاهرون أقنعة تحمل وجه اسانج ورددوا هتافات لإطلاق سراحه، مشيرين إلي أن احتجاز اسانج جاء بدوافع سياسية. ويقبع اسانج في سجن في بريطانيا انتظارا للمثول أمام المحكمة يوم 14 ديسمبر حيث سيواجه طلبا بتسليمه إلي السويد حيث يواجه اتهامات بارتكاب جرائم جنسية. وتعد هذه المرة الأولي التي تخرج فيها مظاهرات شعبية لمساندة مؤسس ويكيليكس فقد سبق وأن قام أنصار الموقع المثير للجدل بقرصنة الكترونية احتجاجا علي قيام مواقع علي شبكة الانترنت بقطع صلتها بويكيليكس. ومن المقرر أن تنظم مظاهرات في عواصمهولندا وكولومبيا والارجنتين والمكسيك وبيرو. كما احتشد عشرات المتظاهرين أمس الأول خارج أبواب القنصلية البريطانية في مدينة ساو باولو البرازيلية للمطالبة بإطلاق سراح مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانح من السجن. وفيما يعد أقوي رد فعل أمريكي علي تسريبات موقع ويكيليكس للبرقيات الدبلوماسية الأمريكية، أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشدة تسريبات البرقيات الدبلوماسية الأمريكية التي نشرها موقع «ويكيليكس» معتبرا أنها «مؤسفة». وأعلن البيت الأبيض أن أوباما ندد في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان «بعمل ويكيليكس المؤسف واتفقا علي أن ذلك لن يؤثر علي التعاون الوثيق بين الولاياتالمتحدة وتركيا أو يحدث خللا به». من جهة أخري كشف تقرير نشرته صحيفة روسية عن أن الدبلوماسيين الأمريكيين يشعرون حاليا بعزلة بعد نشر موقع ويكيليكس لبرقيات سرية للدبلوماسيين الأمريكيين، حيث ذكرت إذا كنت دبلوماسياً أمريكياً اعتاد علي التملق والمداهنة وتسليح الحكومات خلف أبواب مقنعة، فستكون معزولاً، لفترة من الوقت علي الأقل، بسبب ويكيليكس، وذكرت صحيفة موسكو تايمز نقلا عن دبلوماسي أمريكي بارز، اشترط عدم كشف هويته: " نحن معزولون تقريباً، والأمر سيء بحق دون مبالغة". وأضاف قائلا: "لا أحد يريد التحدث إلينا" مشيراً إلي إعادة بناء عامل الثقة قد يستغرق ما بين عامين إلي خمسة" هناك من يتحدث إلينا.. تحديداً في الحكومات، لكنهم، عادة ما يسألون هل ستكتبون بشأن هذا، أما الأفراد خارج الحكومات لا يريدون التحدث إلينا". واستمرارا للكشف عن البرقيات الأمريكية، ذكرت برقية أمريكية حصل عليها موقع ويكيليكس ونشرتها صحيفة آل باييس أن السفارة الأمريكية في مدريد اقترحت إقامة مركز للمخابرات في مدينة قطالونيا بشمال اسبانيا لمواجهة ما وصفته بأنه "مركز رئيسي للنشاط الاسلامي الراديكالي". وقالت البرقية المؤرخة في الثاني من اكتوبر 2007 إن السلطات الأمريكية والإسبانية حددت قطالونيا علي انه يوجد بها "عدد كبير من السكان المسلمين القابلين للتجنيد الجهادي" وذلك في أعقاب زيادة عمليات المراقبة بعد تفجيرات قطارات مدريد عام 2004 والتي أدت الي قتل 191 شخصا. كما أفادت وثيقة دبلوماسية مؤرخة في عام 2006 كشفها موقع ويكيليكس أن روسيا اكدت انها رصدت القتلة المفترضين للعميل الروسي السابق الكسندر ليتفيننكو قبل ان يلقي مصرعه مسموما في لندن في العام نفسه، لكن البريطانيين طلبوا من موسكو عدم التحرك.