عرض: مي فهيم للمرة الأولي يتسني لنا معرفة بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر عن قرب من خلال حوار مباشر معه أجراه الصحفي الالماني بيتر سيفالد في كتابه الجديد "نور العالم: البابا والكنيسة وعلامات الأزمان". ومنذ تولي بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر الباباوية لم يعقد سوي عدد قليل من اللقاءات والحوارات لكن هذه المرة استطاع سيفالد أن يبحر بعمق ليتحدث مع بنديكت السادس عشر عن قرب في عدد كبير من القضايا التي تشغل بال العالم. فيعد"نور العالم"سلسلة من اللقاءات التي أجراها الصحفي الألماني سيفالد مع البابا بنديكتوس السادس عشر في محاولة للبابا للرد علي بعض الانتقادات العنيفة التي وجهت لفترة ولايته الباباوية التي تعاني من ازمات متلاحقة وخصص الكتاب فصلا كاملا حول فضيحة الاعتداءات الجنسية علي الأطفال التي هزت كنيسة الروم الكاثوليك في أوروبا والولايات المتحدة وكيفية تعامل الفاتيكان معها. وخلال الكتاب دافع بنديكت السادس عشر -البالغ من العمر 83 عاما -عن البابا بيوس الثاني عشر الذي كان يشغل منصب بابا الفاتيكان خلال الحرب العالمية الثانية ووجهت إليه بعض الجماعات اليهودية الانتقادات بأن بيوس كان بوسعه فعل المزيد من الجهود لانقاذ اليهود ومساعدتهم في الفرار من النازيين ولكنه غض الطرف عن الهولوكوست. فضلا عن ذلك الغي بنديكت السادس عشر القرار الذي أصدره في 1988 المونسنيور مارسيل لوفيبر بحرمان اساقفة كنسيا تمردوا علي سلطة الكنيسة القرار الذي طال اربعة اساقفة هم برنار فيلاي وبرنار تيسييه وريتشارد وليامسون والفونسو دي غالاريتا. وحمل الكتاب في طياته تصريحات غير مسبوقة في تاريخ الفاتيكان حيث أجاز البابا بنديكت السادس عشر استخدام الواقي الذكري "في بعض الحالات للحد من مخاطر انتقال عدوي مرض الايدز، وردا علي السؤال حول ما اذا كان بالامكان القول ان "الكنيسة الكاثوليكية ليست بشكل مطلق ضد استخدام الواقي؟" اجاب البابا انه يجيز هذا الامر فقط "في بعض الحالات عندما تكون النية الحد من مخاطر العدوي. وأعرب البابا عن أمله بان "تكون هذه الحالة الخطوة الاولي نحو توعية اخلاقية وبداية تحسس بالمسئولية تتيح الادراك انه لا يمكن اباحة كل شيء ولا نستطيع القيام بكل ما نريد". وعلي الرغم من أن الباباوية هي عمل لكل الحياة والبقاء فيه حتي الوفاة فأوضح بنديكت السادس عشر أنه في حالة شعوره بأنه لم يعد قادر جسديا ونفسيا وروحيا علي القيام بمهام عمله فيكون له الحق وفي ظروف محدده لترك من منصبه. وعن "نور العالم" يقول المطران رينو فيسيكيلا، رئيس الأكاديمية الباباوية من أجل الحياة، أن الحوار الذي تضمنه الكتاب كان بمثابة أن البابا فتح لنا شقته وسمح لنا بالدخول.