واصل بابا الفاتيكان تهجمه على الإسلام خلال الكلمة التى ألقاها فى "سينودس -مجمع- الشرق الأوسط".. قائلًا: "على الإسلام توضيح مسألتين: علاقته مع العنف وعلاقته مع العقل، ثم مسألة الحق في تغيير الدين، وهذا ما يقره المحاورون الإسلاميون بصعوبة". وقال بنديكيت: وفق كتاب ضوء العالم للألماني "بيتر سيفالد"، إنه أراد من كلمته التي ألقاها في جامعة ريجنسبرج أن تكون درسًا أكاديميًا صرفًا دون أن يدرك أن خطابًا باباويًا لا يمكن أخذه من وجهة النظر الأكاديمية، بل السياسية، وفق زعمه. وأضاف "بنديكيت" السادس عشر: "الخطاب الذي ألقيته عام 2005، وأثار موجة من ردود الفعل الغاضبة في العالم الإسلامي قد أخرج من سياقه وأعطي بعدًا سياسيًا لم يكن له في واقع الأمر"، على حد ادعائه. وأضاف بابا الفاتيكان، وفقًَا لوكالة الأنباء الإيطالية: "مع ذلك، فقد أنتج هذا الحادث آثارًا إيجابية، اذ تولد من هذا الجدل حوار مكثف للغاية".. واختتم قائلاً :"من وصل إلى الحقيقة لا يمكنه العودة إلى الوراء، كما يقولون، ومن المهم البقاء على اتصال مكثف مع جميع قوى الإسلام التي تود وتستطيع الحوار"، على حد قوله. وكانت مصادر صحفية قد كشفت أن بابا الفاتيكان أبدى أسفه عن الاقتباس الذي ساقه منتقدا به الإسلام في خطبة ألقاها بمدينة ريجنسبورج الألمانية في 12 نوفمبر عام 2006. ونقلت صحيفة إل فولجيو الإيطالية عن الصحفي الألماني والمؤلف "بيتر سيوالد" الذي يصدر خلال الشهر الحالي كتابا شارك البابا فيه - سجل فيه مقابلات له مع البابا: "إن الأخير نادم على ما قاله عن الإسلام". وأشارت وكالة الأنباء الألمانية إلي أن اقتباساً من أحد مصادر الكنيسة في العصور الوسطى ضمنه البابا خطبته يربط الإسلام بالعنف، كان قد أثار في 2006 موجة من السخط في أوساط العالم الإسلامي، وجاء في هذا الاقتباس "أن محمداً لم يكن يتورع عن نشر الدين الذي يدعو له باستخدام السيف". وأضافت الصحيفة الإيطالية، أن بنديكت لم يسحب ما قاله، إلا أنه اعترف بأنه لم يكن على علم بمدى الأثر الذي يمكن أن تسببه هذه الكلمات. ونقلت عن "سيوالد" في مقال احتل صفحة كاملة من صفحاتها: إن البابا اعتقد أن النص الذي اختاره "كان علمياً بالدرجة الأولى"، وأنه لم يتضح لديه في ذلك الوقت أن خطبة للبابا يمكن أن تفسر تفسيراً سياسياً أيضاً". ويظهر كتاب "سيوالد" المعنون ب"نور العالم.. البابا والكنيسة وعلامات العصر" في الرابع والعشرين من الشهر الجاري في سوق الكتاب. وذكرت مجلة "بانوراما" الإخبارية الإيطالية أن سكرتير دولة الفاتيكان الكاردينال تارسيسيو بيرتون لم يقرأ الكتاب حتى الآن قبل دفعه إلى منافذ البيع، حيث يتناول البابا فيه من خلال أحاديثه مع سيوالد موضوعات عدة مثل إتيان الغلمان، والإسلام، والطلاق، وزواج القساوسة، ووسائل منع الحمل بالإضافة لإصلاح الكنيسة. وكان بابا الفاتيكان قد انتقد الشهر الماضي ما وصفه ب "الديانات الزائفة" التي أنتجتها المجتمعات العصرية.. مشيرًا بشكل خاص إلى سلطة الأيديولوجية الإرهابية قائلاً: "على ما يبدو ترتكب أعمال العنف باسم الله، لكنها في الواقع ديانات زائفة يجب كشفها"، وفق قوله. وأردف: "هناك كذلك المخدرات التي تدمر الأرض بكاملها، وكذلك نمط العيش الذي يروج له الرأي العام الحالي، بحيث لم يعد للزواج قيمة ولم تعد العفة فضيلة". وتطرق بابا الفاتيكان لوضع المسيحيين في الشرق الأوسط، وحذر مما وصفه ب"اختفاء" مسيحيي هذه المنطقة المضطربة، وحرّض على مزيد من "علمنة الإسلام" من أجل البعد أكثر عن نصوص الشريعة الإسلامية التي وصفها بأنها "متطرفة"، وفق تهجماته المتواصلة على الدين الاسلامى.