تمثل هيفاء المنصور نموزج مختلف من النساء في السعودية.. فهى أول مخرجة استطاعت مواجهة مجتمعها بجرأة وتقدم أفلاما تعبر عنه, ورغم الهجوم الشديد الذى واجهته إلا أنها تعلن عن تفاؤلها بمستقبل السينما فى السعودية وتعلن عن مشاريع سينمائية جديدة.. "هيفاء" تشارك فى عضوية لجنة تحكيم المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى.. "روزاليوسف" أجرت حواراً مع هيفاء تحدثت فيه عن تجربتها فى لجنة التحكيم والسينما. بداية كيف تم ترشيحك للتحكيم في مهرجان القاهرة السينمائي؟ - كانت مفاجأة بالنسبة لي، فلم أكن أتوقعها، خاصة أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي له سمعة وشهرة دولية وتاريخية، وزادت سعادتي عندما عرفت أعضاء لجنة التحكيم المشاركين ومن بينهم فتحي عبد الوهاب وهو ممثل مميز جداً والفنان السوري بسام كوسا. ما رأيك في مستوي الأفلام المشاركة في المسابقة الدولية؟ - هناك كم هائل من التنوع والإبداع وللأسف لن استطيع الحديث بتفاصيل عن الأفلام ضماناً للحيادية. كيف استقبلك المجتمع السعودي باعتبارك أول أمرأة تتخصص في مجال الإخراج السينمائي؟ - لقد واجهت صعوبات كثيرة وتلقيت هجوماً علي جميع المستويات وقابلت رفضاً كبيراً لكنني كنت دائماً متأكدة مما أريد تحقيقه والحمد لله تمكنت من أن اثبت نفسي وأقدم للمجتمع نموذجاً لسيدة تفتخر بأنها سعودية وتعتز بموهبتها وقدرتها علي تقديم عمل فني يعبر عن نساء بلدها ورجالها وشبابها. كيف استقبل الجمهور السعودي فيلمك «نساء بلا ظلال» ؟ كما توقعت هجوماً شديداً ومضايقات كثيرة خاصة أن موضوع الفيلم كان يعتبره البعض جريئاً، ورغم ذلك تفهم البعض وتم تكريمي في السعودية باعتباري أول مخرجة سعودية ومع ذلك أري نفسي محظوظة جداً خاصة وأنه تزامن خروج فيلمي مع حالة تطور بدت واضحة في المجتمع السعودي كما أنني أصبحت أتمتع الآن بتشجيع ودعم كبير من أهلي وأصدقائي. كيف ترين مستقبل السينما السعودية حالياً؟ - أنا متفائلة جداً بها بالرغم من أنه لم يظهر سوي فيلمين بعد فيلمي هما «مناحي» وفيلم «كيف الحال» وهذه الأفلام تندرج تحت اسم السينما التجارية وهي في طريقها للتزايد كما أن هناك مشاريع كثيرة لأفلام مستقلة وأري أن المستقبل فيها يحمل الأفضل للكثير من هذه النوعية خاصة أنها تعبر عن كثير من أفكار وأحلام الشباب لدينا، كما أنني أعتقد أن هذه الأيام تحمل ما هو أكثر انفتاحاً للسينما السعودية. هل هذا يعني أن ولاءك للسينما المستقلة؟ - هذا ليس ولاءً، ولكن هذه شهادة حق للسينما المستقلة فهي تحمل فناً ورؤية غير موجهة لأهداف إلا الفن والإمتاع، ومع ذلك أنا أؤيد السينما التجارية وأري أنها هامة جدًا ولكن بشرط أن يراعي فيها شروط التجديد والإبداع. وهل سوف تتخصصين في الأفلام التي تتحدث عن المجتمع السعودي دون غيره؟ - لا ليس كذلك بالضبط، ولكن قررت أن أبدأ بشكل طبيعي وأن أهتم بأمور وقضايا مجتمعي، لأنه ملئ بما يستحق تقديمه وطرحه، كما أن هناك تشابهاً في مشاكلنا وأفكارنا كعرب لأننا عالم واحد ولدي عدد من المشاريع التي أدرس إمكانية تقديمها في مصر. في رأيك.. كيف يتطور مستقبل السينما السعودية في ظل رفض الدولة السماح بإنشاء دور عرض سينمائية هناك؟ - أري أن هذه مشكلة كبيرة وأساسية تعوق تقدم السينما في السعودية لذا لابد من التغلب عليها وإيجاد طريقة لإنشاء دور عرض لكي تحقق خطوات للأمام. إذن كيف يتعرف السعوديون علي السينما وجديدها؟ - الناس لدينا يضطرون لشراء أسطوانات ال«دي في دي» للأفلام ويشاهدونها علي جهاز الكمبيوتر نظرًا لأن أفكار المجتمع تمنع اختلاط الرجال بالنساء وبالتالي يصعب عمل دور عرض ينعزل فيها الرجال والنساء. وكيف تجدين مستوي السينما المصرية مؤخرًا؟ - السينما المصرية ليست في حاجة لمن يقيمها فهي هوليوود الشرق حقا وبها كم كبير من الأعمال المتنوعة علي المستوي الفني سواء كان دراما تليفزيونية أو سينمائية وبالرغم من أنها تواجه أيضًا تيارات متحفظة وتحاول تعطيل مسيرتها بحجج كثيرة من بينها حجة التدين وغيره إلا أنها دائمًا تنتصر بإبداع فنانيها. وماذا عن فيلمك الجديد؟ - الفيلم تدور أحداثه في إطار اجتماعي عن معاناة فتاة تحلم بالانطلاق من خلال شراء دراجة ولكن العادات والتقاليد المنغلقة في السعودية يحرمها من ذلك وهي فكرة بسيطة تعبر عن كم كبير من المحاذير في السعودية التي تؤرق المرأة وتعوق مشروعها وأنا مازلت أعكف علي كتابة مشاهده لأقوم بعملية الإخراج بمجرد الانتهاء من الكتابة.