لم يكن مدهشا على الإطلاق أن يتصدر جريدة (المصرى اليوم)، الخاصة، والممولة من جهات غير خاضعة للمحاسبة ومعايير الشفافية، فى عدد الأمس، مانشيت من (النوع المنحط)، المتدنى، السفيه، المعبر عن توجهات لا تنطبق عليها المعايير المصرية، والمجهز مسبقاً، وفاء الفواتير، حيث قالت الجريدة بنوع من العبث اللغوى المسف: مصر صوتت!! الجريدة، خلال الحملة الانتخابية، تبنت موقفين لا ثالث لهما، اتسقا تماما مع منهج كل من محطة الحرة الممولة من الخارجية الأمريكية، والخدمة العربية لهيئة الإذاعة البريطانية التى تخضع لتعليمات وزارة الخارجية البريطانية.. الموقف الأول هو تبنى سافر ومفضوح لمؤيدى التطرف ومشروع الدولة الدينية، أى التنظيم غير الشرعى للإخوان.. بحيث بلغت نسبة التغطية لتصريحات الإخوان ومواقفهم ما يزيد على 69% من محتوى مضمون الجريدة كما قالت إحدى جهات المراقبة والمتابعة.. والموقف الثانى هو تبنى كل الآراء الأمريكية التى تنتمى إلى تيار المحافظين الجدد ومراكز الدراسات الأمريكية شديدة العداء لمصر. لقد أخلصت المصرى اليوم لمهمتها التى كلفت بها وكانت هى الصحيفة التى نشرت حوارات ومقالات شديدة العدائية للمناخ السياسى المصرى من قبل أصوات فى واشنطن، بحيث أوحت للناخب بأن عليه أن يغير توجهاته استنادا إلى تلك المواقف الأمريكية الصارخة التى لم تجد نفس القدر من الصدى ومساحات النشر فى الصحف الأمريكية. إن هذه التصرفات إن كانت تمثل اتساقا ما بين مهمة المصرى اليوم وطريقة معالجاتها التى تشكك فى أخلاقياتها برمتها، وحقيقة ما تمارسه من عبث، إنما تطيح بأى صوت نشاز يدعى أن تلك الجريدة يمكن أن يطرأ عليها أى تعديل، أو تدرك خطورة ما تفعل.. أو أن تتوقف عن العبث بمقدرات الاستقرار المصرى.. وهو على كل حال أمر لن يستمر طويلا. سوف أترك لك قراءة تعليق الأستاذ طارق الحميد، رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط على مانشيت يوم الأحد فى الجريدة الذى كان عبارة عن جملة حقيرة أخرى (يوم تكرم مصر أو تهان)، حيث نعيد نشره فى ص (5)، وحيث أعطى كاتب سعودى درساً فى الوطنية المصرية لجريدة مصرية (!)، لكننى اليوم أعلق على هذا المانشيت المخجل الذى يمثل سبة فى تاريخ أى صحفى وتاريخ أى صحيفة، حين قالت الجريدة إن مصر (صوتت) كما لو أننا كنا فى سرادق عزاء.. وكما لو أننا فى مأتم. إن مصر صوتت بالفعل.. وأطلقت الصوت الحيانى حزنا على الأخلاق.. حدادًا على قيم عدد من الصحفيين الذين يديرون هذه الجريدة، دونما أى وازع أو أى رادع، من داخلهم أو خارجهم، فقد ماتت ضمائرهم ودفنت قلوبهم ووارى التراب جثامين أفكارهم، وأجساد مواقفهم، ولعل أولئك الذين ينصتون إلى هؤلاء أو يتعاملون معهم يتوقفون عن هذا الغثاء.. فى البقية الباقية من عمر الجريدة التى قلت إنها لن تكون موجودة فى عام 2012 . لقد بنت هذه الصحيفة قبرها بنفسها، وطعنت هى ذاتها بذاتها، وأضفت مزيداً من الإساءات إلى رصيدها الأسود، الذى تجلى فى انتخابات 2005 وتحاول أن تراكم عليه الآن فى انتخابات 2010 دون أن تتعظ من المجريات، أو تتلقن دروسا من المواقف التى تمت حولها فى مختلف المجالات. هذا مشروع صحفى مناهض للدولة المصرية، يعاديها، ويسىء إليها، ويرغب فى هدمها، ويمثل إساءة بالغة لمهنة الصحافة فيها، ولا أعتقد أن من فيها يخشون على شىء.. فأغلبيتهم بلا رصيد.. وأكثريتهم إنما يأكلون عيشا، ويعملون عند من يدفع، وليس لديهم اسم يريدون أن يحافظوا عليه، أو أخلاق يريدون التمسك بها، أو قيم يصدرونها فى وجه من ينتقدهم. مصر صوتت عليكم أيها المسفون.. وليس أقل من هذا. الموقع الإلكترونى : www.abkamal.net البريد الإلكترونى : [email protected]