"الدستور انتهت يوم ما بدأت" هكذا عبر عبدالله كمال رئيس تحرير جريدة "روزاليوسف" عن رؤيته لصحيفة الدستور الخاصة والتي اعقبها بشرح ابعاد عبارته الموجزة وتحليله لها قائلا: لكل وسيلة اعلام اطار قانوني.. تتمثل في تراخيص تصدر عن المجلس الاعلي للصحافة، وهذه القوانين نابعة من نظام، والصحف التي تقول كل صباح يسقط النظام، تقول "تسقط جريدتي"، والصحف التي تصدر كل صباح وفي اعتقادها انه العدد الاخير، في وقت ما سوف تنتهي، ونحن نصدر الصحف كي تبقي إلي الابد وليس حين يقرر مالكها. وأوضح عبدالله كمال في لقائه مع الزميل جابر القرموطي في برنامج (مانشيت) علي قناة (اون تي في)، أمس الأول: "في الخمس سنوات الاخيرة ظهر عديد من الصحف الخاصة تجاهلت قواعد كثيرة في إطار فهم القانون والتحرك السياسي في الساحة، وفي اطار حقائق المجتمع وطبيعتها المؤسسية، استمرأت الشهوة ونسيت البناء المؤسسي، فلم تلق التدريب، ولا التطوير البنيوي، ولا الانفاق علي تلك المؤسسة، واغلب هذه الصحف هي في النهاية دكاكين حتي لو كان شكلها براقاً، والدكاكين لا تسمي مدارس، المدارس تأتي من نتاج سنوات وخبرات ومراحل واجيال وضعوا بصمات وصنعوا اتجاهات. وأكد كمال أن الصحف الخاصة غير مرفوضة في المجتمع لانها صدرت بشكل قانوني، وصدور الصحيفة يعني رئة ونافذة جديدة، ومن مصلحة المجتمع ان تتنوع الاصوات في هذا البلد، لكن في إطار أصوات تعمل من أجل صالحه لا تفجره، تعمل من اجل وحدته لا تتيح منابر للفتنة الطائفية، تعمل من أجل نموه ولا تسمح بأن تكون صفحاتها معبرة عن توجهات إيرانية أو ما شابه، تعمل من أجل استقراره ونضوجه ولا تسمح ان تكون هذه الصفحات منابر لتيارات متطرفة جهادية. وشدد كمال في اجابته علي الطرح الذي يقول ان الصحف القومية تخصص مساحات للدفاع عن الحكومة ومساندتها قائلا: من قال اني مشغول بالدفاع عن الحكومة، الصحافة القومية ليست وظيفتها الدفاع عن الحكومة، بينما وظيفتها الاساسية هي الدفاع عن المجتمع وثوابته وعن الدولة المصرية الضاربة بجذورها في عمق التاريخ، ولهذا سوف تثبت، لكن الحكومة تذهب لتدافع عن نفسها في مجلس الشعب. واضاف كمال عندما كانت روزاليوسف تهاجم الحكومة، وقد كتبت عنها قائلا إنها حكومة الايدي الناعمة التي لا تعرف شيئاً عن الفقراء والغلابة، قالت الصحف الخاصة إنها مناورات سياسية وتوجهات، وأوامر، ألم يكن هذا تعبيرا عن رغبة الناس؟، هل عندما تنتقد الصحف القومية الحكومة تكون وراءها توجهات وعندما تنتقدها الصحف الخاصة يكون تعبيرا عن المواطن!. وحلل كمال الاقوال التي تقول إن الصحف القومية تهاجم البرادعي وتريد اجهاضه سياسيا قائلا: من قال إن البرادعي هو التطوير والتغيير، هذه مقولات تظلم المعارضة المصرية". مضيفا: البرادعي استخدم النقد الذي وجه اليه لتوظيفه سياسياً، وذلك عندما ادعي أنه مضطهد في مجتمع، قابل فنانيه وسياسييه، ومفكريه، ورواد حي الحسين به، وعماله، وكافة خلق الله، لكي يقول انه موجود ثم لم تفلح حيلة التبرير والادعاء بالاضطهاد في هذا المجتمع، وكتب عن البرادعي اكثر من الف مقال تأييد، هل اعطاه ذلك فرصة في المجتمع؟، لا، لماذا؟؟، لانه بلا جذور، البرادعي لا يعبر عن فئات في هذا المجتمع، هو غريب عن هذا المجتمع، وكون ان مجموعة من الناس قررت اختياره واجهة لبرنامجها لانها تفتقد الي نماذج تعبر عن اجندتها هذا لا يعنيني ولا يعني تأييدي له، اضافة الي ان البرادعي يريد اسقاط هذه الدولة من علي أرضيتها، ويقول كلاما متناقضا وانا كصحيفة قومية من واجبي ابراز هذا التناقض. وعن انضمام عمرو أديب إلي حزب الوفد قال كمال: اظن انه لن يكون مضبوطاً مهنياً أن ينضم إلي حزب، كيف يمكن ان يتناول قضايا مفتوحة متعلقة باحزاب كثيرة، وهو الذي كان يقدم نفسه علي انه مستقل، وصاحب عبارة "انا مستقل ومش بتاع حد"، ثم فجأة يصبح منضماً الي حزب، وتغيير الاعلامي لصفته في مجال الميديا له سعره ومؤشرات. وأوضح كمال: المعارضة الصحفية في مصر ليست لديها قدرة علي ان تتخيل تشيبها، فتربط ما يحدث الان بالماضي فعندما توجد موجة غلاء تربط ذلك بموجة ارتفاع الاسعار في يناير 1977، وهو خيال ناشف، تعود إلي الباترون، فالملابسات لا تقود الي يناير 77، لكن ما نشهده الآن هو محصلة 5 سنوات من التصرفات الإعلامية والصحفية غير الخاضعة للمعايير المهنية ولمواثيق الشرف والمسئولية الضميرية، ما أدي إلي تدخل اطراف لتفرض قواعد للنظام، استمراء الصحف لبعض القضايا العامة ومناقشة احكام القضاة، دفع مؤسسة القضاء لان تفرض قرارات في هذا الشأن، وكذلك قضية الفتنة الطائفية دفعة نقابة الصحفيين والمجلس الاعلي للصحافة لان تصرخ يا ايتها الصحافة انتبهي لهذا الوطن المهدد بما تكتبين، إذا ينبغي كاعلاميين وصحفيين ان نتصدي لمسئوليتنا حتي لا نترك للاخرين ان يتدخلوا.