اعترف أحمد الجمال نائب رئيس الحزب الناصري بتراجع شعبية وجماهيرية حزبه وقال في حواره ل«روزاليوسف» إن الحزب الوطني يرفع شعارات ناصرية أكثر من الحزب الناصري. ولم يستبعد الجمال تكرار «الصفر» الذي حصل عليه الناصري في انتخابات 2005 بسبب ما يراه عيوبا في بنيته وخللاً في قيادته وعدم تقديمه رؤية تكاملة للأوضاع.. وهنا نص الحوار: هل يتكرر الصفر الانتخابي الذي حصل عليه الحزب الناصري في معركة الشعب 2005 خلال الانتخابات المقبلة؟ من الوارد أن يحصل الناصري علي صفر في الانتخابات وهذا ليس عيبا.. فمصر كلها فيها صفر انتخابي ومن استطاع كسر الصفر هم الإخوان المسلمون بالاتفاق مع الحكومة في رأيي، الناصري لديه عناصر لديها كفاءة لكن المناخ العام يؤكد أن الكفاءة ليست العنصر الفاعل في حسم الانتخابات في ظل تدخل المال والعصبيات والنفوذ والسلطة. كقيادة في حزب سياسي تعلمون أن السياسة والانتخابات عمومًا كفاءة وأشياء أخري؟ ليس شرطا في التركيبة السياسية المصرية أن ينجح المرشح بشكل سياسي فقط فمن الممكن أن تتوافر لديه كل مقومات النجاح ورغم ذلك يفشل في الانتخابات. وكيف تأتي استعدادات الحزب الناصري؟ يكفي أن الحزب قرر خوض الانتخابات ومن البداية كنت مؤيدا لقرار خوض الانتخابات فالحزب لديه رؤية للأمور محددة وواضحة فيما يخص الأوضاع العامة والاقتصادية فهو يسعي للحفاظ علي النظام الجمهوري وتداول السلطة من خلال تحقيق العدالة الاجتماعية فضلاً عن إنهاء الزواج الفاسد بين السلطة والثروة.. وأن تتجه السياسة الخارجية إلي تقوية العلاقات مع النجوم البازغة في الاقليم مثل تركيا وإيران والصين واليابان وهي رؤية الحزب. تتحدثون عن التغيير.. هل يستطيع الناصري تغيير قواعد اللعبة؟ لا يستطيع الحزب تغيير شيء إلا مع تنسيق طويل المدي لا نملك فيه أوراقا إلا مع تحقيق حياة سياسية حزبية سليمة بشكل تبتعد الأحزاب في نشأتها وتطورها عن مسارها الحالي. هل تعتقد أن وضع الحزب الناصري يمكنه المنافسة في الانتخابات. لو توافرت ظروف طبيعية يستطيع الحزب المنافسة لكن في ظل تحالف رأس المال والسلطة فالمنافسة غير مناسبة لأي عنصر نظيف. مواقف الحزب السياسية ضعفت وهو ما قد يؤثر علي وضعه في الشارع فترة الانتخابات؟ مواقفه ضعفت نتيجة تدخل نفوذ الدولة وشراء الناس لتعيينهم في البرلمان فأي حزب سياسي ضعيف أمام سطوة الإفساد. بصورة عامة كيف تري انتخابات 2010؟ أعتقد أن تلك الانتخابات تمثل خطوة جيدة للأمام فهناك منافسة ضخمة جدًا بين كل القوي السياسية لكنها محكومة في رأيي بالسقف الذي يحدده الحزب الوطني. وما أبرز نقاط ضعف الحزب الناصري؟ الإمكانيات المادية وتجديد الخطاب السياسي. فيما يخص الخطاب السياسي لماذا لم يستغل الانتخابات في ذلك؟ الحزب جدد لكن لم يقدم رؤية متكاملة لكل شيء وأهم ما تجاهله هو كيفية تقييم حالة من التوافق بين ما تعتقد أنه المبادئ الصحيحة والوسائل التي تؤدي للأهداف. هل الحزب في حاجة لمفكرين لتجديد الخطاب؟ بالعكس عيب الحزب أن كله مفكرون وعمومًا اليسار مليء بهذا. من المسئول عن أزمة إمكانيات الحزب؟ الحزب كله مسئول عن تلك الأزمة فلم تستطع تجميع إمكانيات الحزب وعمل قاعدة مادية تلبي احتياجات الصحيفة والمقرات وعمل نشاط إنتاجي يمكننا من التواصل مع الجماهير بنشاطات حقيقية. هل مازالت شعارات جمال عبدالناصر قادرة علي جذب الناس؟ الحزب الوطني يحاول اكتساب شعبية بتبني شعارات الناصرية مثل مواجهة الفقر والانحياز للغلابة فالوطني تبني مشروع القري الأكثر فقرًا فأصبحوا أكثر متنافس من حيث تبني شعارات ناصر. معني ذلك أن تراجع الناصرية أنهم تخلوا عن تلك الشعارات؟ لن نتخلي عن الشعارات والمبادئ الناصرية ولكن تراجع الحزب مبرر بعيوب في بنيته وخلل في قياداته بجانب الظرف لعام.. فإذا كان جهاز المناعة قويا لن يتأثر بأي جراثيم فنحن بدون هذه المبادئ لا نساوي شيئا.