المرشحة علي مقعد الكوتة في انتخابات مجلس الشعب ب 12 رجلاً، هذه ليست مبالغة ولا كناية عن قدرة المرأة علي التحدي وخوض غمار المعترك السياسي، بل حقيقة فرضتها العمليات الحسابية في مصر 222 دائرة انتخابية ينافس المرشحون واغلبيتهم العظمي من الرجال علي مقعدين بكل دائرة احدهما فئات والثاني عمال ليصل اجمالي مقاعد مجلس الشعب 444 مقعدًا قبل تخصيص 64 مقعدًا للمرأة في 32 دائرة انتخابية. واللافت أن الجمهورية مقسمة إلي 32 دائرة فقط للكوتة حيث تحتوي أغلب المحافظات علي دائرة واحدة وبذلك فإن المرأة التي ستفوز بمقعد فإنها ستحصل علي ثقة عدد من الناخبين يساوي ما حصل عليه ما يقترب من 12 نائبا. جرأة وطموح المرشحات لم يمنعهن من الاعتراف بصعوبة المعركة الانتخابية والشكوي أحيانا من اتساع مساحة الدوائر ففي حين رأت مرشحات الوطني أنهن لديهن ميزة نوعية خاصة وأنهن ينتمين لحزب سياسي قوي ذو قواعد وامانات بجميع انحاء الدائرة فإن مرشحات المعارضة والمستقلات يشكون من ضعف احزابهم وتخليهم عن المرشحات فيما يتعلق بالدعم المالي. صعوبة المعركة دفعت عددًا من المرشحات للتخطيط للمعركة ومواجهة التحديات بطرق مختلفة فمنهن من استعانت بأقاربها وعائلاتها وأزواجهن وأخريات اعتمدن علي سيطهن الوظيفي للسيطرة علي طلاسم دوائرهن. وفاء مسعود أمينة المرأة بوطني المنيا والمرشحة علي مقعد الفئات عن 9 مراكز العدوة ومغاغا، وبني مزار المنيا، ومطاي، وسمالوط، المنيا (المدينة)، وأبو قرقاص، وملوي ودير مواس، قالت إنها بذلت مجهودًا كبيرًا في التجوال بين تلك المراكز الثمانية مع البدء في دعايتها الانتخابية، إذ تبعد تلك المراكز عن بعضها لمسافات كبيرة كالعدوة التي تبعد عن ديرمواس 150 كيلو مترا وهو ما يعد سفرًا تتكبد المرأة مشاقه وذلك للتواصل مع كل دوائر المحافظة. وتقول وفاء مسعود بذلت مجهودًا كبيرًا بتلك المراكز يفوق ما يقوم به الرجال من أجل دفع 45 سيدة للحصول علي بطاقة الرقم القومي دون مقابل، وتمكين 4 آلاف سيدة من الحصول علي ماكينات خياطة مجانًا، وغيرها من الخدمات في مواجهة 23 سيدة علي مقعدي الفئات بينما تنافس 21 سيدة علي مقعد العمال . وكشفت أمينة المرأة بالمنيا عن اجتماع عقدته مع أمينات المرأة بالمراكز قبل اعلان رغبتها في الترشح لخوض الانتخابات علي مقعد الفئات لكسب تأييدهن وفعلاً انسحبت أمينة المرأة بمركز مغاغا والتي كانت تنوي الترشح ضدها علي ذات المقعد بعد أن شهدت شعبيتها بالمراكز وحب أبناء المحافظة لها وتأكيدها أنها أول من سيدعم الرغبات في الترشح وإن كانوا ضدها وذلك بعد خدمات قامت بتقديمها ل 344 قرية طيلة الخمس سنوات الماضية لافتة إلي أن كوادر المحافظة وقياداتها ساندوها في الارتقاء بأدائها الخدمي. وتقول سلوي سالم الهرش المرشحة علي مقعد الكوتة فئات بشمال سيناء إن سيدات الكوتة ب 100 رجل خاصة بعد وقوع الاختيار عليها من قبل الحزب. الأمر الذي يجعل علي عاتقها عبئًا كبيرًا للفوز بالمقعد رغم اتساع الدائرة والتي تشمل جميع أنحاء المحافظة والتي يتنافس فيها 24 سيدة منهن 14 علي مقعد العمال و 10 علي مقعد الفئات. وأكدت الهرش أنها ستشكل مجلس شوري مصغرًا علي مستوي المحافظة حال نجاحها لاستشارته في جميع الأمور إعمالا لمبدأ ما خاب من استشار! وتشير الهرش إلي أن المشايخ في ال6 مراكز التي تخوض عليها الانتخابات علي مقعد الكوتة والتي تضم 5000 قرية علي اتصال شبه يومي بها فكونت فرقة عمل في كل قرية للتركيز علي أهم المشاكل التي تواجهها. وأوضحت أمينة المرأة بشمال سيناء أنها لجأت لاختيار مستشارين لها من العائلات وكبار المشايخ والقضاة العرفيين لمساندتها في الأماكن صعبة الوصول إليها كوسط سيناء حيث الجبال وقطاع الطرق. وتري المذيعة نسرين صالح أمين إعلام الضواحي المرشحة علي كوتة بورسعيد والتي تعمل بالقناة الرابعة أن عملها كإعلامية ساهم في التحامها بهموم المواطنين في المحافظة التي تمثل دائرة كاملة تضم مناطق منها بورفؤاد والشرق والعرب والضواحي والجنوب والمناخ والزهور إذ قد ساعد ذلك علي تقديم خدمات عديدة فكانت حلقة وصل بين متخذي القرار والجماهير. وقالت صالح إنها استعانت بمجموعة من المستشارين الإعلاميين والمثقفين وعائلتها وعلاقات زوجها وأقاربها أعضاء مجلس شعب سابقين لمساندتها في تلك المعركة. وقالت نسرين إنها لجأت لأقاربها وزوجها لمساعدتها كون المحافظة تضم مناطق بؤر فساد وعشوائيات كمنطقة زرزارة لرصد معاناة هؤلاء المواطنين وغيرها من الضواحي التي تفتقر للتنمية. وتقول مني قنديل أمينة المرأة بمحافظة مطروح والمذيعة بإذاعة مطروح والمرشحة علي مقعد الفئات إنها استطاعت إنهاء مشاكل المواطنين عبر التليفون مع المسئولين في برنامجها الإذاعي مما خفض عبء التجول بين دائرتي المحافظة التي تضم الدائرة الثانية منها مناطق الحمام، العلمين، والضبعة وسيوة والأولي التي تحتوي علي مراكز مرسي مطروح، النخيلة، براني التي تتنافس عليها 18 مرشحة 10 علي مقعد الفئات، و8 عمال، الأمر ذاته خلق أرضا صلبة لأقف عليها من خلال تعاملي مع العمد والمشايخ لمساندتي في الجولات التي قمت بها. وتؤكد قنديل أن الاتفاقيات القبلية انتهت بترشيح 3-4 سيدات خضن انتخابات المجمع لتحسم الأسماء المرشحة وفقا لرأيها وليس بإملاءات من قبل أحد مهما كانت درجته العلمية أو لم يكن حاصلاً علي شهادات من الأصل. وأوضحت أمينة المرأة بمطروح أنها عانت كثيرا من اتساع الدوائر لدرجة أنها اضطرت لقضاء يوم بأكمله في بعض المراكز كسيوة التي تستغرق 350 كيلو للذهاب ومثلها للعودة، مضيفة أنها تحاول كسب تأييد أمينات المرأة بالمراكز لتسهيل الزيارات الميدانية التي تقوم بها لجميع الوحدات.