يسافر اليوم وفد معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني إلي الأردن لمقابلة الملك عبد الله الثاني بعد ختام زيارة إلي مصر استمرت يومين اجتمعوا خلالها بممثلي الحكومة المصرية وناشطين حقوقيين ومدونين. الوفد الأمريكي يضم 40 من الباحثين وعلي رأسهم روبرت ساتلوف مدير المعهد وأعضاء مجلس أمناء المعهد الذي يمثل أحد الأصوات القوية للوبي الإسرائيلي في أمريكا وغالبية أعضائه من اليهود، وتمثل زيارة الوفد إلي المنطقة، في الذكري الخامسة والعشرين لإنشاء المعهد، رغبة في الاستماع لحكومات المنطقة والناشطين الحقوقيين وتقييم العلاقات البينية، كما قال سكوت كاربنتر أحد كبار الباحثين في المعهد. أمس الأول، اجتمع الوفد الأمريكي علي عشاء، نظمه عمرو بدر المدير الإقليمي لمجموعة شركات ابريكرومبي، مع مجموعة من رجال السياسة والاقتصاد وبعض الفنانين المصريين للحديث عن مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط وهي الموضوع الرئيسي الذي يبحثه الوفد في جولته بالمنطقة. اللقاء الذي دعيت إليه «روزاليوسف»، جمع نحو الخمسين شخصا، جلسوا علي أربع طاولات حملت أسماء "كامب ديفيد" و"أوسلو" و"خارطة الطريق" و"تقارب"، وذلك لأن الوفد الأمريكي منقسم الي مجموعتين لكي يستطيعوا إنجاز أكبر قدر من المقابلات. وأشاد د.مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب بتاريخ مصر في التسامح الديني خاصة مع اليهود مشيرا إلي أنهم لمعوا في عدة مجالات مثل التجارة والاقتصاد وحتي الفن. ولفت إلي وجود سبعة معابد يهودية في مصر علي استعداد لإقامة الشعائر والصلوات اليهودية في أي وقت، معتبرا أن السلام هو الحياة وأن الرئيس الراحل أنور السادات دفع حياته ثمنا لأجل هذا السلام الذي أكد أنه يمكن الوصول اليه إذا تم التغلب علي المتشددين في الجانبين. بينما قال د.محمد عبداللاه رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالحزب الوطني إن السادات أراد حل الصراع وهو مغلف بالطابع السياسي قبل أن يصبح صراعا دينيا مثلما حدث الآن، مضيفا أن الرئيس مبارك يكمل نهج السادات في سعيه للسلام. وانتقد عبد اللاه تصاعد التطرف في المنطقة محددا إيران وحتي بعض القيادات الإسرائيلية التي لا تساعد علي حل الصراع، داعيا المعهد للعب دور إيجابي لصالح السلام الذي يخدم إسرائيل ويخدم الجميع. من جانبه، وصف ديفيد ماكوفسكي مدير مشروع معهد واشنطن حول عملية السلام في الشرق الأوسط، السادات والملك حسين ملك الأردن واسحق رابين بأنهم قادة حقيقيون عرفوا ماذا تعني القيادة وعرفوا كيف يتحدثون لشعوبهم، موضحا أننا في حاجة لاستلهام دروس منهم في التضحيات والقدرة علي إحداث تغيير. وقال ماكوفسكي إن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي باتا متقاربين أكثر من الماضي بعد تحسن العلاقات الاقتصادية. وتابع: حكومة نتانياهو ليست الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل وحزب الليكود بات مقتنعا بحل الدولتين وما ينقصنا هو وجود استراتيجية مشتركة للوصول إلي الهدف المشترك ولهذا نريد من القيادات أن تقول كلاما صعبا لشعوبها وعلي إسرائيل أن تتحدث لشعبها عن حل الدولتين. وأضاف: نريد سلاما بكرامة وعلينا ألا نفكر في الماضي علي أنه يحدد مستقبلنا. واستطردت د.ليلي تكلا في مسألة الحروب الدينية قائلة إن المتطرفين لا يقتصرون علي دين واحد وأن الأديان خاصة الإبراهيمية لا تدعو للحرب. وأضافت أن الحكومة المصرية تستعيد حاليا كثيرا من المعابد والكنائس التي يتم ترميمها للحفاظ عليها مشيدة بعودة الأوقاف المسيحية للكنيسة، كما تجري الحكومة تعديلات في المناهج التعليمية بحيث لا تكون ضد اليهود أو المرأة أو أي فئة.. قائلة: أنا كناشطة وكمسيحية راضية بما يحدث في حكم الرئيس مبارك. ويسافر الوفد الأمريكي اليوم إلي الأردن ثم يذهب لإسرائيل مساء حيث يقضي بها أربعة أيام في المحطة الأخيرة من جولته. وفرضت الانتخابات المصرية نفسها علي اللقاءات التي عقدها الوفد في مصر إذ اهتم بمناقشة قضايا الحريات والديمقراطية وأيضا الرقابة.. جدول الزيارة في مصر التي وصل إليها الوفد الأمريكي مساء الاثنين الماضي، بدأ باجتماع مع السفيرة الأمريكية مارجريت سكوبي صباح الثلاثاء وزيارة إلي مجلس الشعب قابلوا خلالها د.فتحي سرور رئيس المجلس ود.مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية، كما اجتمعوا بالدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء وأحمد أبوالغيط وزير الخارجية وعمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية، كما شملت لقاءات الوفد الأمريكي بعض الناشطين الحقوقيين والمدونين.