«رؤية بعض القيادات المصرية للأوضاع السياسية تفتقر للخيال السياسى».. «لا أحد فى القاهرة يعرف إلى أين تتجه مصر».. «عدم اليقين يخيم على الحياة السياسية.. والكل ينتظر». هذا ما خلص إليه وفد من «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، ضم اثنين من أبرز أعضاء «مجموعة العمل من أجل مصر»، زار القاهرة مؤخرا، والتقى كلا من رئيس الوزراء أحمد نظيف، ورئيس مجلس الشعب أحمد سرور، ورؤساء لجان برلمانية وممثلى قوى سياسية ومجتمع مدنى، بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس المعهد. ففى ندوة عقدها المعهد الثلاثاء الماضى، غاب عنها أى ممثل للسفارة المصرية، قال رئيس المعهد روبرت ساتلوف إن سرور حذرهم بأسلوب حاد من مغبة الضغط على مصر، مخوفا إياهم بمصير شاه إيران الذى خسرته الولاياتالمتحدة بعدما تخلت عنه، قائلا: «لا تضغطوا على مصر حتى لا تصبح إيران ثانية». أما سكوت كاربنتر، العضو ب«مجموعة العمل من أجل مصر» مثل ساتلوف، فرأى أن القيادات المصرية التى التقوها تفتقر للثقة فى أنفسهم بشأن القضايا الداخلية والخارجية أيضا، مضيفا أن مصر تمر بمرحلة حرجة تتسمع بالضبابية. ومضى كاربنتر قائلا إنه حين كان يوجه أى سؤال حول القضايا الداخلية كانت إجابات القيادات المصرية تصل دائما إلى الصراع العربى الإسرائيلى، ومفاوضات السلام، دون التطرق إلى الانتخابات التشريعية (المقررة بعد غد) والرئاسية العام المقبل، ولا إضرابات العمال، ولا مستقبل الحكم، رغم أن بعض اللقاءات عقدت فى البرلمان. وختم بأن الإصلاحيين وممثلى المجتمع المدنى فى مصر أجمعوا على عدم توقعهم قيام الولاياتالمتحدة بدور حقيقى لدفع النظام المصرى إلى إجراء إصلاحات ديمقراطية، وإضافة إلى مصر زار الوفد الأمريكى كلا من الأردن والأراضى الفلسطينية المحتلة وإسرائيل. القاهرة تندد ب(مجموعة عمل مصر الأمريكية).. ورئيس الوزراء يلتقى أعضاءها فى الوقت الذى نددت فيه الخارجية المصرية والإعلام الحكومى بما تقوم به «مجموعة العمل من أجل مصر» من أنشطة لدفع البيت الأبيض ووزارة الخارجية والكونجرس للضغط على الحكومة المصرية كى تتبنى إصلاحات سياسية، تتضمن السماح لمراقبين دوليين بمراقبة الانتخابات التشريعية والرئاسية، استقبل مسئولون مصريون كبار أخيرا وفدا من «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» تضمن اثنين من أبرز أعضاء «مجموعة عمل من أجل مصر»، هما مدير المعهد، روبرت ساتلوف، ومدير «برنامج فكرة»، سكوت كاربنتر. زيارة الوفد للقاهرة كانت ضمن جولة بالمنطقة قادته أيضا إلى كل من الأردن والأراضى الفلسطينية المحتلة وإسرائيل، بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس المعهد. وفى غياب أى ممثل للسفارة المصرية فى واشنطن، عقد المعهد ندوة الثلاثاء عرض فيها للزيارة التى التقى خلالها رئيس الوزراء أحمد نظيف، ورئيس مجلس الشعب أحمد فتحى سرور، ورؤساء لجان برلمانية وممثلين لقوى سياسية ومنظمات المجتمع المدنى، إضافة إلى العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبومازن)، ورئيس وزرائه سلام فياض، والرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، ورئيس وزرائه بنيامن نتنياهو. وخلال الندوة قال ساتلوف: إن سرور حذرنا بأسلوب حاد من مغبة الضغط على مصر، مذكرا بمصير شاه إيران الذى خسرته الولاياتالمتحدة بعدما تخلت عنه، قائلا: «لا تضغطوا على مصر حتى لا تصبح إيران ثانية». ثم تطرق للسلام فى المنطقة قائلا: إن لقاء الوفد مع قادة دول تبنت السلام مع إسرائيل أظهر قلقا عاما عما تعتزم واشنطن فعله مع ملف إيران النووى، وأظهر رغبة هؤلاء القادة أن تلعب واشنطن دورا أكبر فى القضايا الإقليمية، معتبرا أن هناك اتفاقا عربيا إسرائيليا على الخوف والرهبة من إيران. ورأى أن المصريين قلقون بصورة كبيرة قد لا تدركها واشنطن ولا الإعلام الأمريكى بشأن الوضع فى السودان، وقد دعانا أحد المسئولين إلى أن نطلب من إدارة الرئيس باراك أوباما أن «تضغط حتى لا يتم إجراء استفتاء تقرير مصير جنوب السودان» المقرر فى التاسع من يناير المقبل. وعن لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلى، قال إن نتنياهو شدد على أنه «لن تحدث معجزة دبلوماسية خلال فترة توقف الاستيطان الإضافية لمدة 90 يوما» التى مازالت واشنطن وتل أبيب تتفاوضان بشأنها. وختم ساتلوف بأن العرب والإسرائيليين قلقون لعدم معرفتهم ما تعتزم واشنطن فعله فى الفترة المقبلة، مضيفا أنه رغم اتفاق قادة المنطقة على أن أوباما عندما بدأ حكمه أظهر أنه سيتحرك باتجاه حل الكثير من القضايا المعلقة، فإنه وبعد خسارة الديمقراطيين الأغلبية فى مجلس النواب فى الثانى من الشهر الحالى، فإن القلق يتزايد حول اتجاه إدارته فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط. أما سكوت كاربنتر فقال إن القيادات المصرية التى التقاها ليست لديها ثقة فى نفسها بشأن القضايا الداخلية والخارجية أيضا، مضيفا أن مصر تمر بمرحلة حرجة تتسم بالضبابية، وهو ما يظهرها بمظهر الدولة الضعيفة، حسب قوله. وفيما اعتبره هروبا، شدد كاربنتر على أنه كلما كان يسأل مسئولا مصريا عن الشأن الداخلى كانت الإجابات تصل دائما إلى الصراع العربى الإسرائيلى، ومفاوضات السلام، ولم نسمع ردا عن الانتخابات التشريعية (بعد غد) والرئاسية العام المقبل، ولا إضرابات العمال، ولا مستقبل الحكم، رغم أن بعض اللقاءات عقدت فى البرلمان. ومضى قائلا إن القيادة المصرية أظهرت «عدم ثقة بالنفس بصورة كبيرة ولافتة.. الكل يؤكد أهمية دور مصر فى استقرار المنطقة». وخرج كاربنتر بملاحظتين، أولاهما أن بعض القيادات المصرية تفتقر للخيال السياسى، والأخيرة أن الإصلاحيين وممثلى المجتمع المدنى لا يتوقعون أن تلعب واشنطن دورا حقيقيا فى دفع النظام الحاكم فى مصر نحو إجراء إصلاحات ديمقراطية. فيما رأى ديفيد ماكوفسكى قادة الدول العربية التى زاروها لا يدركون نتائج انتخابات التجديد النصفى للكونجرس التى أجريت فى الثانى من الشهر الحالى، التى انتزع الجمهوريون عبرها الأغلبية فى مجلس النواب من حزب أوباما الديمقراطى. وذهب ماكوفسكى إلى أن نتنياهو سيكون «نصير الدول العربية المعتدلة، حيث سيقوم خلال العام المقبل بدور اللوبى للدول العربية، خصوصا مصر وحكومة أبومازن، فى مواجهة ما يعتزم قادة الكونجرس الجديد من سياسات متشددة، خصوصا فى مجال المساعدات الخارجية».