10 مرشحين دفع بهم الحزب الوطني علي قوائمه للمنافسة في الانتخابات بينهم سيدة واحدة علي مقعد الكوتة.. خطوة رآها البعض غير كفاية في ظل الدعوات المتكررة لمشاركة الأقباط في الحياة السياسية وأن علي الحزب الوطني كأغلبية أن يدفع بعدد أكبر من المرشحين. بينما رأي الأغلبية أن المجمعات الانتخابية للحزب هي التي اختارت علي أساس الكفاءة والقدرة علي المنافسة وليس العقيدة هي التي حددت عدد المرشحين، إضافة للعدد الذي تقدم أصلا للمجمعات الانتخابية من الأقباط لم يكن كبيرًا. قائمة مرشحي الوطني الأقباط تضم كلاً من يوسف بطرس غالي وزير المالية المرشح بدائرة المعهد الفني بشبرا، وخالد الأسيوطي بالظاهر والأزبكية وألبير إسحاق بشبرا وعماد أديب الفيوم وإيهاب يوسف نسيم بندر ومركز بني سويف وجورج زكي بدائرة صدفا والغنايم واللواء صبحي سليمان المراغة وسوهاج وشريف بقطر بكرموز بالإسكندرية وعلاء رضا رشدي في دائرة أبوقرقاص بالمنيا، بجانب المرشحة القبطية الوحيدة للوطني سعاد إسرائيل علي مقاعد الكوتة بالأقصر. «روزاليوسف» سألت بعض المرشحين الأقباط عن الوطني عن اختياراتهم فماذا قالوا؟ النائب خالد الأسيوطي المرشح عن الوطني لمقعد الفئات بدائرة الظاهر والأزبكية قال: إن اختيارات الحزب ليست عشوائية وإنما مبنية علي أسس مفادها مدي شعبية المرشح ومدي قدرته علي اقتناص المقعد والتواجد بين الناس لخدمتهم بما يحقق مصالحهم ويلبي أهداف الحزب. وأشار إلي أن المعيار الرئيسي لأي اختيار دائمًا ما يكون هو كفاءة المرشح بعيدا عن ديانته أو جنسه، وبالتالي لا يمكن قبول آراء من ينادون بوجود نسبة وتناسب في عمليات الترشيح للمتقدمين علي أسس دينية، كما أن المسألة بهذا الشكل تبدو وكأنها تمييز أشبه بالكوتة وهو أمر غير مقبول لأننا مصريون، فضلا عن أن الحزب حدد المجمعات والاستطلاعات والانتخابات الداخلية للاختيار بين عناصره للدفع بها في هذه المعركة الانتخابية. وردًا علي ما يثار من أجواء مشحونة تندرج تحت مسمي الفتن الطائفية قال الأسيوطي: إن ما يحدث ليس سوي حالات فردية تنتج من مواقف بين أفراد لكن ما يفاقمها هو الضعف لدي الإنسان الذي يحاول تبرير موقفه علي أنه يمارس ضده أعمال طائفية في حين أن هذا اتهام باطل وغير موجود، بدليل أنني فزت بمقعدي في الانتخابات الماضية بعد أزمة د.هاني سرور وكان أغلب من قاموا بانتخابي من المسلمين، مشيرًا إلي أن كرسي البرلمان الغرض منه هو خدمة الجماهير وليس إزكاءً لانتماء عقائدي للكنيسة فمن يغلب هذا الانتماء الديني فعليه أن يتقدم بترشيح نفسه إلي المجلس المحلي وليس مجلس الشعب. أما علاء رضا رشدي، مرشح الوطني بدائرة أبوقرقاص بالمنيا لمقعد العمال، فيشهد منافسة مع أعضاء حزبه بدائرة مفتوحة إذ يدفع الحزب فيها باثنين علي نفس المقعد فاروق طه عبدالله رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي والذي يعاني ظروفًا مرضية سيئة، بجانب ترشيح الوطني لإيهاب مفتاح. وقال علاء رضا: إن الحزب يجري دائمًا عمليات تطوير ولكن بشكل تدريجي لذا لا يمكن لومه علي الدفع بهذا العدد فقط من الأقباط، خاصة أن لعبة السياسة يجب فيها أن تلعب بالأفضل سياسيًا وليس دينيًا. وأشار رضا الذي خاض معركة الإعادة وهو مستقل ضد فاروق طه في 2005 إلي أن هناك من يستفيد من إزكاء النعرات الدينية بإثارة الفتنة، متهمًا رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي السابق بأنه كان يستخدم ضده شعارات طائفية في 2005 إذ كان هتاف أنصاره «لا إله إلا الله.. فاروق حبيب الله.. والنصراني عدو الله»، لكن هذا الكارت لم يعد يجدي نفعا مع الناخب الذي أصبح المعيار لديه ليس الديانة وإنما ماذا سيقدم له نواب البرلمان من خدمات. وأوضح رضا أن حزبه سيساند الجميع ممن رشحهم علي نفس المقعد ولن يقف مع أحد ضد آخر، فكل مرشح حسب جهوده، وأضاف: أعتقد أن معالجة الحزب لهذه الأمور جيدة بأن يدخل الأقباط إلي معترك السياسة من خلال تواجدهم وتأثيرهم كمواطنين يتعاطون مع الأحداث وليس علي أنهم أقلية»، مؤكدًا أن الانتماء لدي الأقباط المرشحين دائمًا لمصر وليس للكنيسة. ولفت إيهاب يوسف نسيم مرشح الحزب ببندر ومركز بني سويف بصفة «فلاح» إلي أنه فور إعلان الحزب لاسمه كمرشح عن الدائرة انطلقت الأفراح والأعيرة النارية من أهالي الدائرة، مشيرًا إلي أن الجوامع كانت تردد ذلك في ميكروفوناتها وهو نفس حال الكنائس، مشددًا علي رفضه لإقحام الأمور السياسية في الدين. ورفض نسيم ما يردده أقباط المهجر عن اضطهاد للأقباط المصريين داخل بلدهم، موجهًا حديثه لهم قائلاً: كفاية حرام عليكو مصر مش ناقصة»، خاصة أنهم ينفخون في النار، موضحًا أن المسلمين في مصر رفضوا تهديدات القاعدة للكنائس وأكدوا علي حمايتهم لها حتي لو كلفهم ذلك أرواحهم.. وأكد اللواء سليمان صبحي المرشح بدائرة المراغة سوهاج علي مقعد العمال، أن العدد الذي يخوض به الحزب من الأقباط الانتخابات ليس بقليل لأنه عدد مناسب والعبرة دائمًا بالنتائج، فالأمر ليس مجاملة فهناك مواءمات وتوازنات سياسية لم يستطع حسم المقعد لصالحه فالعبرة دائمًا بتفعيل وجود النائب لمقعده. وأضاف سليمان أن الصعيد أرض خصبة لمثل هذه الأزمات لذا فإن وجود قيادات مسيحية عامة يساهم في حل مشكلات المجتمع ويساعد علي إيجاد حلول دون اللجوء إلي رجال دين بالكنيسة فمثل هذه الأمور تمثل أزمات عادية لا تحتاج إلي رجال دين لأن موقعهم الأساسي هو داخل الكنيسة للصلاة. واعتبر سليمان وجود دوائر انتخابية مفتوحة كما حدد حزبه لديه مزايا وعيوب فالأولي تتمثل في إتاحة الفرصة لأكثر من عضو بالحزب والثانية كون هذا يمثل تشتيتًا للأصوات بين الناخبين لمرشح الحزب. فيما اعترفت المرشحة القبطية الوحيدة علي قوائم الوطني بمحافظة الأقصر علي مقاعد الكوتة «فئات» سعاد إسرائيل سعد شنودة بأن العدد الذي دفع به الوطني من الأقباط قليل في الوقت الذي تحتاج فيه الدولة إلي إيجابية من الأقباط في العمل السياسي، لكن لا يمكن لوم الحزب في نفس الوقت لأنه لم يتقدم عدد كبير من الأقباط بجانب أن الآليات التي حددها للاختيار هي التي كانت تتحكم في الموقف. وقالت شنودة التي تعمل مقررة للمجلس القومي للمرأة: إن اسم والدها تسبب لها في أزمة مع الناخبين غير أن بعضهم تفهم أن هذا الاسم لا يوجد بينه رابط مع دولة إسرائيل، لذا قمت بعمل لافتات دعاية تحمل اسم سعاد إسرائيل وأخري سعاد سعد. وأشارت شنودة إلي أن عملها الدعائي داخل المحافظة بدأ منذ فترة بجولات علي المراكز والقري بغرض الانتشار، مشيرة إلي تنسيقها مع مرشحة الكوتة عن حزبها لمقعد العمال لعمل مؤتمراتهما معًا علي أن تكون زيارات الكنائس والأديرة والجوامع بين خطة الدعاية الخاصة لهما. وقال عماد أديب مرشح الحزب بالدائرة الأولي بندر الفيوم علي مقعد العمال: إن حزبه له مطلق الحرية في أن يحدد مرشحيه ويختارهم وفق رؤيته السياسية التي تحقق أهدافه، كما أن الحزب إذا رأي مرشحًا لديه القدرة علي خدمة الجماهير واقتناص المقعد لن يمنعه من الترشح، لذا فالعمل داخل الوطني يسير وفق منظومة آليات محددة بدقة لانتقاء أفضل العناصر. ورفض أديب التعليق علي فكرة حزبه في فتح الدوائر، خاصة أنه مرشح علي دائرة بها مرشحان آخران بجانبه هما خليل سيد خليل، ومحمد هاشم باعتبار أنها رؤية حزبية يتم العمل بها وفق ما تحدده قيادات الحزب. وحول خطته الدعائية قال أديب: لا توجد لدي خطة للدعاية التقي بالناس في المقاهي والتقيهم أثناء جولاتي بالشارع أو داخل المقر الانتخابي.