أكد روز نوري شاوليس، نائب رئيس الوزراء العراقي، أن اجتماع قادة الكتل السياسية في بغداد، مساء أمس الأول، حدث فيه «تقدم وانجاز كبير يظهر أننا علي الطريق الصحيح»، لافتا إلي تركيز القادة علي ثلاثة ملفات، هي الالتزام بالدستور والتوافق والتوازن، دون مناقشة القضايا الرئيسية مثل رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان. وأوضح شاوليس أن «الرئاسات الثلاث ستناقش عندما يحين موعدها في جدول الأعمال»، مشيرا إلي أن «الكتل السياسية لم تغير موقفها حتي الآن». وكان الاجتماع، الذي عقد في منزل رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، في بغداد، قد غاب عنه زعيم القائمة العراقية إياد علاوي، ونائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي. ودعا نوري الماليكي رئيس الوزراء المنتهية ولايته، خلال الاجتماع، إلي «فتح صفحة جديدة لدفع التفاهم بين الكتل المختلفة والإسراع في تشكيل الحكومة»، لكنه استدرك قائلا: «إن البداية الجديدة مشروطة بالالتزام بالدستور بشكل كامل». بالمقابل، قال علاوي «إن المطلوب تحقيقه هو تشكيل حكومة سريعا وفق الاستحقاقات الانتخابية، تكون قادرة علي تعديل مسار العملية السياسية»، مؤكداً ضرورة «المساواة في الحقوق والواجبات والصلاحيات، وألا يكون لأحدنا اليد العليا علي الآخرين». إلي ذلك، قال نائب رئيس الجمهورية والقيادي في القائمة العراقية طارق الهاشمي إن غيابه عن اجتماع قادة الكتل السياسية في بغداد يعود إلي ما وصفه بغياب النوايا الصادقة في إيجاد الحلول التوافقية لأزمة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة. وأضاف بيان صادر عن مكتب الهاشمي أمس أنه لمس خلال اجتماعاته الأخيرة ما وصفه بسعي محموم وراء المناصب «أكثر من السعي لإيجاد حل للأزمة السياسية التي تشهدها العراق حاليا. وأشار مصدر مطلع، رفض الكشف عن اسمه، في اتصال مع «راديو سوا» الأمريكي، إلي أن 30 نائبا أعلنوا انشقاقهم عن الكتلة العراقية ودعمهم لتشكيل حكومة يقودها نوري المالكي، شريطة التزامه بالمبادئ الرئيسية المنصوص عليها في الدستور، لاسيما تلك المتعلقة بالصلاحيات. من ناحية أخري، جدد أكراد العراق تمسكهم بمنصب رئاسة الجمهورية وأشار فؤاد معصوم القيادي في كتلة التحالف الكردستاني والرئيس المؤقت للبرلمان العراقي في تصريح أمس إلي أن منصب رئيس الجمهورية غير قابل للنقاش، ورفض في الوقت ذاته التعليق علي ما إذا كانت الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطا عليهم من أجل التخلي عن هذا المنصب لصالح القائمة العراقية النيابية. من جانبه أكد صالح المطلك القيادي في العراقية إنه لم يتم التوصل إلي اتفاق علي مرشح لشغل منصب رئيس الحكومة المقبلة حتي هذه اللحظة. وعلي صعيد متصل، قال النائب بهاء الأعرجي - عن التحالف الوطني - إن السبب الرئيسي الذي يجعل « القائمة العراقية» تحجم عن المشاركة في حكومة برئاسة نوري المالكي هو أنهم يريدون مناصب ذات سلطة حقيقية في الحكومة المقبلة باعتبار أن ذلك سيسهم في الحد من نفوذ المالكي في الحكومة، علي حد وصفه. أمنيا، بدأ محققون عسكريون بريطانيون التحقيق مع ثلاثة جنود بريطانيين لوجود شبهات بقيامهم بأعمال تعذيب للسجناء العراقيين. وأشار المحققون إلي أن الجنود الذين يخضعون للتحقيق قد توجه لهم اتهامات بارتكاب جرائم حرب في حال ادانتهم، وكانت المحكمة البريطانية العليا قد نظرت في دعاوي أقامها أكثر من مائتي مدني عراقي يتهمون القوات البريطانية بارتكاب عمليات تعذيب في المناطق التي كانت تسيطر عليها القوات البريطانية في العراق. إلي ذلك، قتل ستة مسيحيين واصيب 33 آخرون بجروح في سلسلة اعتداءات استهدفت أمس منازلهم في مناطق متفرقة من بغداد، بحسب مصادر أمنية وعسكرية عراقية. وتأتي هذه الاعتداءات علي المسيحيين بعد عشرة أيام من مجزرة تبناها تنظيم القاعدة استهدفت كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك وسط بغداد. أعلن رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته نوري المالكي رسميا أمس أن البرلمان العراقي سيعقد اليوم الخميس جلسة «لاستكمال المهام الدستورية للدولة العراقية».